كتاب التحفة الملوكية في الرولة التركية تاليف العبد الفقير إلى الله تعالى الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار الناصرى المنصورى تغمده الله برحمته وأسكنه الفردوس الاعلا من حنته ولسائر المسلمين
পৃষ্ঠা ২২
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذى الفضل والإحسان والطول والامتنان ، الذى ألهم الإنسان وعلمه البيان وفضله بالنطق والتبيان ، حمدا باقيا ما بقى الزمان، مجددا ما كر الجديدان ، مشفوعا بالشهادة المخلصة فى توحيده، الخلصة من هول وعيده ، والصلاة على تبيه محمد خاتم الرسل برسالته، وناسخ الملل كملته، وعلى آله وعرته وصحبه وعشيرته صلاة تثلج الصدور، و(...) السرور وتلج الثغور، وتزيد المؤمن نورا على نور.
قال العبد الفقير إلى الله تعالى بيير سن الدوادار الناصرى المنصورى، عذا الله عن زلله وألهمه التقوى فى قوله وعمله أما بعد، فانى صرفت الهمة الى تدوين التواريخ والسير وتلخيص ما فيها من خبر ختبر، ولاميداعها مدور الطروس لتكون عبرة لمن اعتبر . وجمعت التاريخ المختصر المسمى بزبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة، انهى به الاختصار وسياقة الأخبار إلى الدولة التركية وبدئها بالديار المصرية بعد انقراض المملكة الأيوبية، فجعلها جزها واحدا مستقلا حجمه، مستبدا بشره ونظمه، وبدأته بذكر الدولة المعزيةوما تقدمها من أسباب التمكين للبحريةالذين كانوا كواكب الدولة الصالحية (...) ث المانك الإسلامية بالديار المصرية والشامية ،( وسقتها مملكة بعد مملكة ، ونسقتها دولة تلو دولة حى انهيت بها إلى دولة مولاتا السلطان الشهيد المخدوم الملك المتصور سيف الدتيا
পৃষ্ঠা ২৩
والدين قلاوون الصالحى قدس الله روحه، وستى بعهاد الرحمة ضريحه ومن تلاه من بيته ومماليكه وذويه، وما أجراه الله له ولهم من الفتوح الجيمة والوقائع العظيمة، والسعود الذى جنوا منها ثمر المنى والهمم الذى دعت الدهر المحزون فانقاد مذعنا، وختتها بالدولة الغراء والمملكة الزهراء والسلطنة المؤيدة من السماء التى أمدها الله بتمكينه وخصها بتأييده وتحصينه، وأظهر فيها معجزاته وشهر فيها ما هو من آياته، ومكن لها تمكينا، وآتلها تصرا عزيزا وفتبجا مبينأ، وهى دولة مولانا وابن مولانا السلطان الملك الناصر ناصر الدنيا والدين، جليفة رب العالمين على سياسة الإسلام والمسلمين مجمد اين السلطان الشهيد الملك المنصور المقدم ذكره أعر الله نصره وأنصاره وضاعف استظهاره واقتداره وملكه آفاق الوجود وأقطاره وأخضع العباد، وأدل بين يدى سطواته أهل (...) لينال منها المراد ويقرع ذوى ثم احصرت من الجزء المذكور جرءا فيه وقربت آلفاظه ومعانيه وختمت به (...) ( السلطانية اذ كان تصنيف أصله وفرعه فى أيامه وتأليف وضعه بما أفاضه من فواضل انعامه ليشرفه بمطالعته ويعطره بملاحظته ويجتلى منه أنوار سلفه الشهيد ويجتى ثمار تصرفه السعيد، ويتذكر ما آتاه الله من الرأى السديد والملك الذى لا يبيد، فيبدى شكره دائما ويعيد ويستزيد سوابغ نعمه ، فإن الشكر بقتضى منها المزيد وأنا أؤمل من الله تعالى جل جلاله أن بمدد هذه الأيام الشريفة بالدوام والتخليد، وهو حسهنا ونعم الوكيل.
পৃষ্ঠা ২৪
ذكر الأسباب التى هيأها الله عزوجل لما أراده من تمليك الطائفة المؤمنة التركية على الملة الاسلامية
لما كانت وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب رحمه الله تعالى فى سنة سبع وأربعين وسماية، والفرنج المخذولون بثقر دمياط نازلون، وأجلس ولده المعظم تورنشاه، فلم يغن غناء ولم يين فى تدبير الملك بناه ، فطوته أيدى الزمان، وكان من أمره ما كان، ونهض مماليك والده نهوض الأسود، وبيضوا وجه الأيام السود ، وأزاحوا الافرنج وكسروهم وهزموهم وأسروهم وأخذوا ملكهم المسمى ريدا فرنس أسيرأ، وغادروا عسكزه كسيرا وغنموا الناس من أمواله وأمتعكه كثيرا. ثم أنهم منوا عليه بالاطلاق وفكوه من الوثاق . فقال فى شأنه بعض شعراء زمانه أبياتا منها هذه :
قل للفرتسيس اذا جتته
مقال ذى صدق صريح نصيح أتيت مصرا تبتغى ملكها
تحب أن الزمر ياطيل ريع فساقك الحين الى أدهم
ضاق به عن ناظريك الفسيح وكل أصحابك أوردهم
بحسن تدبيرك بطن الضريح حمسون الفا لا يرى مهم
إلا قتيلا أو اسيرا جريح
পৃষ্ঠা ২৫
فقل لهم ان تقروا عردة
لأخذ ثار أو لقصد سحيح دار ابن لقمان على حالها
والقيد باق والطواشى صبيح
وضبطت البحرية المملكة صبطا حسنا، وبسطوا فيها أيدى وألسنأ ، الا ورتبوا الامير عز الدين أيبك التركمانى فى أتابكية العساكر وتتفيده النواهى والأوامر وتدبير الدولة . وزوجوه بشجر الدر، وكانت زوجة الملك الصالح و عند وفاته كانت تتحدث فى الأمور وتنفذ تواقيعها وكتها إلى الثغور.
فتزوجها المذكور واستمر برهة على ذلك . ثم اتفقت الآراء وأجمعت الأمراء على توليته السلطنة لتكون القواعد حينئذ ممكنة . فألقوا المقاليد إليه ، واتقق جاعهم عليه.
পৃষ্ঠা ২৬
ذكر سلطنة الملك المعز عز الدين ايك التركمان الصارحى
وهو أول من ملك من الأتراك يالديار المصرية فى سنة همان وأربعين وستمائه وكان جلوسه فى الدست يوم السبت آخر شهر ربيع الآخر، ولقب بالملك المعز، ورنت إليه عين العز وركب فى موكب السلطنة، وحمل اكابر الأمراء له الغاشية ، ومشوا فى خدمته (...) الحاشية، واته السعادة تقودها أزمة (....)، وكتب (....) الأقطار. / إلا أن شجر الدر [كانت] مشاركة له فى الأمر وعلامتها تخرج على التواقيع وهى مبجلة عند الجميع، وكل من للبحرية لها مطيع. واتصلت هذه الأخبار بالسلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن الملك العزيز ابن الملك الظاهر ابن الناصر صلاح الدين يوسف ابن الملك العادل أيوب وهو بدمشق لأنه كان قد حضر إليها بعد وفاة السلطان الملك الصالح، واستولى عليها وآخذها مضافة الى حلب واستقر بها، فاستشاط لسلطنته المعز غضيا وثار وعزم على قصد هذه الديار- زعم - ليأخذ السلطنة لنفسه ويستدرك فارط آمسه وينتصر لينى جنسه . ولم يعلم أن أيام تلك الدولة قد انقضيت وبروق هذه قد أومضت . وشتان بين الإقبال والإدبار، وهيهات استرجاع ما استلبته الأقدار . ولما
পৃষ্ঠা ২৭
اتصل باللك المعز والبحرية ما عزم الملك الناصر عليه من قصد الديار المصرية وتأهبه بالعساكر الشامية، تشاوروا فى آمر يستوقفونه به عن المسير ورأوا من صواب التدبير أن يقيموا شخصأ من بنى أيوب تلافيا هذه الخطوب فعينوا من ذرية الملك الكامل مظفر الدين موسى اين الملك المسعود، فأجلسوه فى دست السلطنة وهو شاب حدث السن له من العمر تقدير عشر سنين وكان ذلك فى يوم الخميس لخمس خلت من حمادى الأولى من هذه السنة وضربت السكة (باسمه مشتركا مع اسم السلطان الملك المعز، وأقيمت الخطبة لهما معا، وصدرت التواقيع والمتاشير والمراسيم عنهما، وظنوا أن ذلك مما يثبت الملك الناصر ويوققه ويثنى عزمه عن الديار المصرية ويصرفه فلم يثنه اقامة قريبه ولا خلف رقبة رقبته بل جهز جحماعة من العسكر الحلبى والدمشتى لقصدهم . فجرد من مصر عسكرا وقدم عليه الأمير ركن الدين خاص ترك الصالحى ليكونوا قبالة من هجم من العساكر الشامية، فساروا إلى غزة وأقاموا فيها ، فاتصل بهم أن الملك الناصر قد جهز جمعا كثير أمن العساكر ، فخافوا عاقبهم وحشوا غائلهم، فاندفعوا راجعين حتى إذا وصلوا إلى السائحخيموا به وأقاموا بالصالحية معتقدين فى تفوسهم أن الأمر قد ضطرب وسبب الملك مصر قد تشعب، ومالوا إلى جهة الملك المغيث ابن العادل صاحب الكرك ليخلصوا من (....) ليشعرونه بانحيازهم إلى فتته وانقيادهم إلى طاعته ، وصلوا الحمعة بجامع الصالحية وأشاروا إلى الخطيب بذكر اسمه فى الخطبة ونمت هذه الأخبار إلى علم السلطان الملك المعز، ففت فى عضده وخاف انصرام الأمر من (...) وأذاعه (..) للخليفة (....) وأنه نائبه ف الولاية على أمور (...) والعساكر له وللملك الأشرف موسى اين المسعود، وجرد جماعة إلى الصالحية لأخذ أولثك النفر الذين فيها بسبب ميلهم إلى المغيث دونه . فلما ساروا إلبهم المحردون تفرقوا وتفللوا وتمزقوا وتسللوا، وأقام بعضهم بمكانه لم يبرح وتبع العسكر
পৃষ্ঠা ২৮
كل من تسحب منهم وترحزح. فأخنوهم حيث وجدوهم، وأسروهم ال وصفدوهم . وأرسل المعز الخلع والنفقات إلى من أقام منهم . فحمدوا عاقبة الثبات، وظغروا بالسلامة والصلات . وتوجه الأمير فارس الدين اقطاى الحمدار الصالحى وهو يومثذ كبير البحرية ومعه ألفا فارس من العساكر المصرية للقاء الطائفة الى وصلت من العساكر الناصرية. فلم يقدموا يل لوقتهم انهزموا. ولما عادوا إلى الملك الناصر: سار بنفسه من الشام فى جيشه العام، وأمسك الملك الناصر داود ابن الملك المعظم ابن العادل بمدينة حص لأمور وجد عليه سيها وسجنه، وكان داود شاعرا وفى الأدب ماهر]، فقال فى محبسه أبياتا منها هذه :
الهى إلهى انت أعلا وأعلم
محقوق ماتبدى الصدور وتكم
أغثنا أغشتا من عهاتا بكن لنا
بك النصر حتى يعزلوا ثم يهزموا
فتصرك جعول لنا ومعجل
ويرك معلوم لدينا ومكعلم
পৃষ্ঠা ২৯
ذكر الوقعة بين الملك الناصر والمعز
بالعباسة فى سنة ثمان وأربعين وستمائة، فوصل المشار إليه بعسا كره وجحافله وآقاربه وقبائله وأهل بيته ونويه وبنيه وبى آبيه . فوصل واجتمع بالملك التاصر، وحضر إلى المعز وبلفهما سفارةالخحليقة بينهما فأجابا وتقرر الصلح . وعاد كل من العسكرين إلى موضعه. وانقضمت سنة تسع وأربعين وسمائة.
পৃষ্ঠা ৩১
ودخلت سنه خسين وسمالة:
فيها تافقه العربان بالسعيد ، فتوجه إليهم المخدوم الشهيد والأمير وكن الدين بيبرس البندقدارى وكسر شوكتهم . وقيها أبطل المعز ذكر الأشرف من الصلاة وأزال عنه سمة المملكة ، وانقضى آمره . فكان مدته سنة واستتمل الملك المعز بالملك استقلالا ظاهرا، ورتب مملوكه الأمير سيف الدين قطز المعرى في نيابة السلطنة وصير إليه أمر الجيوش. وهو أول من ولى هذه الوظيفة فان بنى أيوب إنما كاتوا يتختون الوزراء على نبة أمر المصريين، وكان للجيش مشديجلس مع دواوبنه، فاستسن الركهذه السنة وكاتت حسنة، وثبت لمماليكهم بها قواعد متمكنة. ومما تجدد فى هذه السنة موت باطو "3) بن ذو سخان ابن جنكيز خان ملك التتار، وجلوس سرطق مكانه : وفيها أرسل منكوقانأخاه وولاته إلى أعمال العجم. فبدأ ببلاد (...) الما حدة فقتل منهم جمعًا، واستولى على قلاعهم، وجد في انتزاعهم، وتطاول الى عراث العجم شى بد شى.
পৃষ্ঠা ৩৪
ودخلت سنة إحدى وفمسين وسمالة :
فيها استفحل أمر الأمير فارس الدين اقطاى الصالحى استفحالا عظيا، وقويت شوكته وانحازت إليه البحرية، وأخذ لنفسه ثغر الاسكندرية. وكان ينعم بالأموال الكثيرة ، ويعطى العطايا الغزيرة ، ويأمر على المعز فى مقاصده فلا يقدر على خلافه، وأرسل يخطب الى صاحب حماه ابنته: والمعز يسر ذلك فى نفسه.
পৃষ্ঠা ৩৫
فلما دخلت سنة اثنتين وخمسين وستمائة :
عزم على اعدامه فاتفق مع بطانته على اخترامه ، واستدعاه الى القلعة، نفها (...) الصرعة ولما شاع الخير بقعله ضاق خشد اشيتهالقضاء، ونزل بهم القضاء، وتيقنوا التلف، وتآسفوا ولا بجدى الأسف، فأحمعوا على التوجه إلى الشام، ويه يومثذ الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز ، فخرجوا ليلا من القاهرة ، وكان فيهم من الأعيان الأمير ركن الدين اليندقدارىوالأمير سيف الدين قلاوون الألفى المخدوم، والأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، والأمير بدر الدين بيسرىوغيرهم. فساروا مجدين إلى دمشق، فأقبل الملك الناصر عليهم وأحسن إليهم وأعطى منهم من الاقطاعات ما تهيأ، وأما المعز، فإنه لما أصبح ولم يجد منهم أحدا ، أمر بالحوطاتعلى أموالهم وأملاكهم وبيوتاتهم وأتباعهم وآلزامهم، واستصفيت أسبابهم بكمالها، ونهبت
পৃষ্ঠা ৩৬
دار الفارس اقطاى، وحمل من موجوده إلى بيت المال حمل كثيرة، ونودى على من بتى منهم، وتهدد من بخفيهم، فشملهم الخمول وزالوا كالغى حين يزول . وأمر المعز مماليكه على إقلاعات النازحين، وخولهم ما كان لهم من النعم التى كانوا بها فرحين . ولما استقر البحرية عند الناصر زمنا قليلا جرد معهم بعض عسكره، فساروا إلى الأغوار ثم نزلوا على العوجاء إذ كانت توافقهم للاستقرار. وبلغ المعز مسيرهم، فخرج بالعساكر ل وفبهم جماعة من العزيزيةالذين كانوا قد أووا إليه ونزل على البياردةبالقرب من العباسة. وانقضت هذه السنة وهم على ذلك . وفى هذه السنة وصل الشريف المرتضى من الروم ومعه بنت السلطان علاء الدن كيقباد بن كيخسروا صاحب الروم . وكان الناصر قد خطها لنفسه . فرفت اليه بدمشق، ودخل بها، واحتفل لها احتفالا كثيرا. ومما تجدد فها أن مات وسنذكر ذلك فى موضعه.
পৃষ্ঠা ৩৭
ودخلت سنة ثلاث وخمسين وستمائه :
فكان مما تجدد فيهاا عصيان الشريف حصن الدين بن تعلبببلاد الصعيد ، ووافقه على رأيه الأمير عز الدين الأفرموهو إذ ذاك والى قوص وأعمالها، فتحيل المعز على الشريف حصن الدين بن تعلب ببلاد الصعيد كان، حى إنه أحضره واعتقله بالاسكتدرية . وأما الأفرم، فإنه تراعى فى طلبه رعاية للخشداشية واشتغالا ما بين يديه من مكافحة البحرية ال ومطاولة الحيوش الناصرية : وفيها كانت وقعة بين بركة بن باطو وبين هولاكوابن طول ملوك التتار، فكانت الكسرة على هولاكو، ونشأت الحرب بينهما من فلك الحين ،وصارت العداوة بين الطائفتين موروثة . وكان فيمن شهد الوقعة المذكورة نوغيه ابن مغل ابن دوشى خان ، فأصابته طمنة فى إحدى عينيه فعور.
পৃষ্ঠা ৩৮
ودخلت سنة أربع وخمسين وستمائه :
فيها تقدم العسكر الذى ذكرنا وصوله من جهة الناصر من منزلة العوجا إلى تل العجول، والمعز على منزلة يأخذ فى تقليب آرائه ويجول . فاتفق وصول رسول من بغداد من عند الخليفة وهو يوميد المعتصم بالله ساعيا فى تقرير الصلح بين الناصر والمعز، فتقرر الوفاق وعاد كل من العسكرين إلى موضعه من غير شقاق . وفى هذه السنة كان دخول الشتار بلاد الروم المرة الأولى صحبة بيجوا وجرماغون .
পৃষ্ঠা ৩৯
ودخلت سنة لخس وخسين وستمائه :
فيها كان مقتل الملك المعز بالحمام وستى فى القلعة كأس السم باتفاق زوجته شجر الدر زوج الملك الصالح مع الخدام لأنها غارت من لمعراضه عنها وكونه أرسل إلى صاحبى الموصل وحماه يخطب ابنهما عوضا عنها، فكانت مدة مملكته خمس سنين وشهورا . واتفق مماليكه على إقامتولده مقامه. فأجلسوه ولقب المنصور ، وكان اسمه نور الدين على، وله من العمر عشر سنين، وذلك فى ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمائه. ودبر له قطز مملوك والنه الدولة، وقتل شجر الدر ما فعلته بأستاذه شر قتلة. وأما البحرية فاهم فارقوا الناصر نافرين منه ، وقصدوا المغيث صاحب الكرك وسألوه إنجادهم بعسكر ليقصدوا مصر. فأتجدهم ممن كان عنده، فساروا حى وصلوا الصالحية : فجرد إليهم الأمير سيف الدين قطزر عسكرا فالتقوا على السائح، فكانت الكسرة عليهم، وهرب أكثرهم وحصل مخدومناقدس الله روحه وسيف الدين الرشيدى فى الأسر ثم خلص ولحقه تخشداشية.
পৃষ্ঠা ১৮
ودخلت ستة ست وخسين وستمائه:
فيها سار المغيث من الكرك وصحبته البحرية إلى الديار المصرية. فلما ال وصل الصالحية جاءه بعض الأمراء المصريين مخامرين، وكانوا بللك من قبل متامرين. وخرج عسكر مصر إليهم فلقوهم واتقعوا بالصالحية أيضا، فانكسر المغيث وهرب طالبا الكرك وتوجه البحرية تحو الغور وقد تحيروا فى أمرهم، فجرد إليهم الناصر عكرا فلقوهم بالأغوار. فكان للبحرية الاسنظهار وانكسر عسكر التاصر ورجع إليه وهو حاضر، فتجهر لهم بنفسه، فعلموا عجزهم عن مصادمته ، وتقصيرهم دون مقاومته، فتفرقوا طالبين النجساة، فتوجهوا إلى المغيث، وتوجه من كان معهم من الشهرزوريةإلى الديار المصرية فصادقوا التركمان على الماء وقد أمضهم فرط الظماء ، فاقتتلوا معهم قتالا أجرى ينابيع الدماء . وبلغ الناصر أن المغيث قد آوى البحرية بنفسه عتده، وصيرهم آمراءه وجنده، فأرسل ي طلب منه تسليمهم، فدافعه عهم، فيهدده وتوعده، وسار انى بركة زيزا ال وخيم عليها، وأظهر العزم على قصد المغيث مخافة على بلاده إذلا قدرة له على عناده، فطاوعه على مراده، وأمسك من قدر عليه منهم، وأرسله إلى الناصر، وأرسلهم الناصرإلى قلعة حلب، فسجنوا فييها وهم : سنقر الأشفر وسكر الا وبرامق وغيرهم، ونجا الأمير ركن الدين بييرض البتد قدارى، والمخدوم الشهيد وخشداشيهم من يد المغيث لأنهم كاتوا على بصيرة من أمرهم، فلم
পৃষ্ঠা ৪০
يجعل الله له عليهم سبيلا، فتشردوا مدة ثم حضروا إلى الديار المصرية. وفى تلك المدة الى كانوا فيها متفرقين، ومن الزاد مملقين، عبروا بالشيخ الصالح على البكامدينة الخليل عليه السلام، فبشر البندقدارى والمخدوم بأن كلا منهما سوف تصير السلطنة إليه، ويلقى زمامها بيده . فحقق الله بشارته وكمل إشارته . وقى هذه السنة، سنة ست وخسين وستمائه، حضر هولا كوا بعسا كره إلى بغداد وأخذها على ما أراد الله الذى ليش لحكه راد. وقتل ( الخليفة المستعصم بالله ، وفعل ما فعل بالعراق من القتل والسفك والتخريب والإحراق، وامتد إلى ما يليها من الممالك، فتمكن الذعر من الفوس، واستشعرواالناسن لبامن البؤس. وسار إليه صاحب الموصل خاضعا وأرسل الناصر صاحب حلب ولده العزيز إليه طائعا، وما من ملك ال بين يديه إلا ألطفه ولا طفه ممانعا . وأما العصابة التركية ، فأخثتهم العصيية ال و حركتهم الدين الحمية، وعزموا على إقامة سيف الدين قطز ملكا، فإنه كان فى المملكة مشاركا ليحضر معهم المصافات الى كانوا يتوقعونها، ويمارس الحروب الى كانوا ينتظرونها لصغر سن ولد المعز عن مكافحة ذلك كله، فهموا بعز له وتوليه الأمير سيف الدين قطز المعزى لشهامته وهمته.
পৃষ্ঠা ৪১
ودحلت منه سبع ولمسين وستمالة : ال وهم على مثل ذلك الرأى، والضرورات تقودهم إليه ، والأراجيف ال بأخبار الأعداء تحملهم عليه . ومما تجدد فى هذه السنة وفاة الملك الرحيم بدر الدينصاحب الموصل على قراشه تمرض أصابه بعد عودته من عند هولا كوا، وكان له فى المملكة أربعون سنة، واستقر بعده ولده الصالع إسمعيل، وحضر ولده على الى الشام، وفيها استدعى هولاكوا ولدى صاحب الرومكيكاوش وقلج ارسلان، فتوجها إليه طائعين : ال وفى شهر ذى الحجة منها قوى العزم على سلطنة الأمير سيف الدين قطز، فجلس على سرير الملك ( ولقب بالملك المظفر فى اليوم الرابع من شهر ال ذى الحجة . وخلع المنصور نور الدين على ابن المعز من السلطنة، ولم يتعرض له بسوه فى نفسه إلا آنه مكث برهة فى حبسه .
পৃষ্ঠা ৪২
ودخلت سنة ثمان وخمسين وستمائة :
فيها نزل هولادوا على حلب فأخذها وقتل من أهلها خلقا عظيما* وكان الناصر يدمشق فى وهن من آمره واضطراب من رأيه، فألجأه رعبه من النتار إلى الفرار، فسار إلى جهة الشوبكفى البرية ، ووصل شحنة هولاكوا إلى دمشق فسعى إليه بالملك الناصر، فأرسل جماعة من التار، فأخذوه وحملوه إلى هولا كوا. فسار هولاكوا راجعا عن حلب، وجرد كتبغانوين فى اثنى عشر ألف فارس، فسار قاصدا الديار المصرية ، وأرسل الارسلا إلى المظفر يأمره بالطاعة أو تعبئة الضيافة، فقتلهم صيرا، وسار لوقته بالعساكر الإسلامية والجيوش المحمدية يطوى المراحل حتى أتى لعين جالوت ، وقد وصلها الطاغوت كتبفا نوين، وذلك آنه منذ أرسل ال رسله إلى المظفر صار ومن معه إلى الكتار، ومن انضم اليه من أهل البلاد وكثرة السواد، واتعد مع قرتج الساحل، وصحبه من لاذ به من فارسهم ال والراجل، ووافى المظفر فى كتائبه ومواكبه. ولما التقت الصفوف وأسلت السيوف، وأصليت الأبطال نيران الحتوف، برز الملك المظفر بمن ظافره ال من أهل الإممان وآزره من الفرسان ، وذلك يوم الحمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان، وصدموا كثبغانوين وحموعه صدمة كانت لصدورهم
পৃষ্ঠা ৪৩