حتى ترى ألف مهرجان ... تلبس من ثوبه أجده
وألف يوم يكون فيه ... دين وهجر المدام رده
وأهدى محمد بن هاشم الخالدي إلى عمرو بن اصطفن الكاتب مروحة طريفة، وكتب معها:
أيا عمرو يا بن العلى والحسب ... ومن حل في المنصب المنتخب
بعثت إليك أطال الإل ... هـ عمرك مات طال عمر الحقب
بمروحة راحة للقلوب ... لها نسبان إذا تنتسب
ففي سعف النخل نخل النبيط ... وفي خيزران غياض العرب
عليها الحداد كمهجورة ... رمتها عشيقتها بالغضب
منافعها أبدًا جمة ... لمالكها غير قول كذب
ترد التشارين في حمة ... من القيظ نيرانها تاتهب
وتجعل سترًا إذا ما أرد ... ت سرًا إلى صاحب في سبب
وإن شئت كانت قضيب الأقاع ... فأدت إليك فنون الطرب
وتصلح للضرب ضرب الدلال ... دلال الحبيب إذا ما عتب
وتومى بها في عروض الكلام ... إذا ما احتبيت لنثر الخطب
ومن بعد ذا كله فاسمك ال ... مبارك في ظهرها قد كتب
وحدثنا جحظة قال: أهدت جارية ظريفة إلى فتى كانت تهواه تفاحة معضوضة مكتوب عليها بذهب:
ليس هذا العض من عيب بها ... إنما ذاك رسول للقبل
فلما صارت إليه كنت إليها:
تفاحة جاءتك معضوضة ... قريبة العهد بكفيها
أكرم بها تفاحة أشبهت ... حمرتها حمرة خديها
وحدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد القمي الكاتب قال: أهدى أبو الغمر الطبري إل الحين بن زيد الراعي إلى الحق في يوم نوروز سهمين، ومعهما هذان البيتان:
أهديت للداعي إلى الحق سه ... مي فتوح الغرب والشرق
زجاهما النصر وريشاهما ... ريشا جناحي طائر السبق
وحدثنا أيضلً قال: كان في ناحية كاتب للصفار شاعر ظريف؛ وكان الكاتب كريمًا أديبًا فأهدى إليه بعض أصحابه في يوم النوروز هدايا جليلة. وكان ذلك الشاعر مملقًا فطالبه بالهدية فذكر إملاقه، فقال له: "دع عنك هذا لا بد أن تهدى إلي شيئًا" قال: "أفعل". وانصرف فابتاع وردًا كثيرًا أحمر وأهداه إليه وكتب معه:
أتاك من النوروز يوم مبارك ... وعيد على الدنيا أعد لنا فخرًا
فأهديت فيه الورد غضًا كأنه ... خدود جواري الروم شاربة خمرا
فباكر بها كأسًا مدامًا كأنما ... تدير يد الساقي به قمرًا بدرًا
تزيل مقام الهم عن مستقره ... وتمنعه العتبى وتستعبد الدهرا
فلما قرأ الأبيات استحسنها وأمر أن يصرف جميع ما أهدى إليه في النوروز إلى هذا الشاعر وكانت هدايا جليلة فوصلت كلها له.
وحدثنا الصولي قال: أهدى محمد بن بشر إلى أحمد بن يوسف الكاتب قارورة فيها دهن الحماحم وكتب معها:
هو دهن الحماحم الطيب النش ... ر كأرواحكم إذا كان صرفًا
إن ظرفًا هديتي لك هذا ... وإذا ما قبلته ازددت ظرفًا
فقبلها أحمد بن يوسف كتب إ ليه:
قد أتانا دهن الحماحم صرفاُ ... مرحبًا بالحمول ألفًا وألفًا
دهنة لو تشمها جنح ليل ... قلت إلف مخاطر زار إلفًا
وحدثنا أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي قال: أهدى أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب إلى علي بن عيسى في أيام وزارته أقلامًا، وكتب معها:
عبدك أهدى إليك أقلامًا ... زنجية اللون ناسبت جاما
وجئن طوعًا إليك من بلد ال ... كفر لكي يستعدن إسلاما
حائرة في سبيل كل هدى ... تكون للحائرين أعلاما
زارتك شوقًا إلى بنانك كي ... تحدث نقضًا لها وإبرامًا
فتخدم الملك حين تخدمها ... وسطى وسبابة وإبهاما
معدة للخطوب إن دهمت ... تبرى فتبرى الأكف وإلهاما
إذا تناولت للعدى قلما ... منها بذذت الليوث إقداما
تبصره العين مفصحًا وتعيه ال ... أذن عند الكلام نمناما
كأنه مبديًا عجائبه ... ليل يرى النائمين أحلاما
كأن في صدره لمعمله ... رمحًا وفي الردف منه صمصاما
وحدثنا أيضًا قال: أهدى إلي بعض إخوانه بغلة معها هذه الأبيات على طريق المجون لأنه يعرف بابن أبي البغل، فذكر أن البغلة من نسلهم، ويرمي الذي أهداها إليه أنه ينال منها وطرًا، وكانت الأبيات:
تخيرتها لك من نسلنا ... وكنت لها واليًا كافيا
1 / 4