وكل كسوف في الدراري شنعة وأمره أن يقرر حكومات من كان قبله من قضاة المسلمين، وأن لا يتعرض لشيء منها بالتغيير والفسخ، والتبديل والنسخ، ما لم يخالف نصا من الكتاب والسنة مقطوعا، أو إجماعا قد خالفوه مفرقا أو مجموعا، فالاجتهاد لا ينقض بالإجتهاد، والظن لا يتعرض على الظن الواقع بالإشهاد {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين} [المدثر:38- 39]، وليخف الله جل ثناؤه في العدول عن العدل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} [النحل:90]، وليستعن بالله يعنه، وليسترعه يرعه، وليتوكل على الله يزده، وليسترشده يرشده {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا} [الطلاق:3].
وسبيل رعايانا أن يجيبوا أمره ولا يعصوه، ويعضدوه وينصروه.
أيها الناس، من أطاعه فقد أطاعنا، ومن أطاعنا فقد أطاع الله ورسوله، ومن عصاه فقد عصانا، ومن عصانا فقد عصى الله ورسوله، {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا} [الأحزاب:36]،..إلى آخره.
توفي عليه السلام: سنة عشرين وخمسمائة، وأوصى أن يدفن سرا، خوفا من الملاحدة لعنهم الله تعالى.
وأهل هذا البيت النبوي الذي استودعهم الله العلم المخزون، والسر المكنون، يتحير الناظر في صفاتهم، فكل ما نظر في فضائل إمام وفواضله، خطر له أنه أفضلهم، وإذا ما انتقل إلى آخر كذلك، وما هم إلا كما قيل في تشبيه حال المفردين المختلفين بالتقييد من المجمل الخفي وجهه، هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها.
পৃষ্ঠা ২৬২