قلت: ولم يقصد بالمرسل المصطلح عليه عند أهل الحديث، وإنما قصد ما لم يثبت بالحجة كما ذكره عليه السلام.
ثم ساق الكلام في شرح ذلك إلى أن قال: ولقد علمنا في زماننا ورأينا، ونقل غير واحد إلينا من الشافعية والحنفية من التنقير في الفروع، والإمعان في الاستدلالات فيها، والتشديد في ذلك..إلى أن قال: قالوا فيمن اشترى عشرين بيضة فوجد فيها بيضة مذرة قولا بسيطا، وقالوا فيمن اشترى شاة مصراة، فأوردوا فيها مسائل ما ملأ الأوراق، وتجاوز حد الإسهاب والإغراق، فإذا جاءوا إلى مسائل الأصول، وذكروا أدلتها وبيان ما بينه الله على عظمته..إلى أن قال: وجدتهم خرسا لا ينطقون إلا همسا.
وروى الإمام أبو طالب أخبارا من طرق القوم، ثم قال: واعلم أنه دعانا إلى ذكر هذه الأخبار بنقل العامة - وإن كان قد نقلها عندنا من نثق به من أئمتنا عليهم السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومشائخ أهل العدل والتوحيد - إنكار فقهائهم (حجج العقول، والرجوع إليها في متشابه القرآن والأخبار).
وقال الهادي في الفترة: (وفيها كتبه وحججه، وبقايا من أهل العلم)، فقال الإمام أبو طالب في الشرح: هم أهل الشريعة من فقهاء الأمة، وخلفاء الأئمة، وجلاء الظلمة.
إلى أن قال في الحث على العلم: ولا سيما اللغة العربية فإنها أولى بالمعرفة، لما يتعلق بمعرفتها من الأسماء والمعاني، وفصل الخطاب في الجاهلية والإسلام، وجميع الأحكام والفرائض والسنن والتقديم والتأخير، والإطناب والإسهاب، والحقائق والموجز في الخبر والاستخبار، والأمر والنهي، والخطب والبلاغات.
حتى قال: والأمثال والدعاء والسؤال، والتمني والجدال، والإشارات والحكايات، وغير ذلك من العلوم.
ثم أورد كلام الوصي صلوات الله عليه: العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة..إلخ.
وقبضه الله سنة أربع وعشرين وأربعمائة، عن نيف وثمانين سنة.
له من الولد: أبو هاشم محمد ولا عقب له.
পৃষ্ঠা ২৪২