شيء مما تقدم في قوله ها هو للناظر كالعيان، وفى قوله (يا هؤلاء أخبروا سائلكم) وفى قوله (ما كلمة عن اسم بعدها)، وسيأتي التنبيه على نحو ذلك.
واسمٌ له الرفع وما مِن رافعٍ ... يوجدُ من قاصٍ ولا منْ دانِ
يعني الضمير الواقع فصلا المسمى عند الكوفيين عمادا لأنه اسم مرفوع دون رافع منه ولا قريب، وهو بدع من الأسماء في اللسان، ولهذا وقع في كتاب سيبويه وعظيم والله جعلهم فصلا.
وما مِنَ الحروفِ يلغى زائدا ... في لفظٍ أو معنى هما قسمان
أو فيهما واسمٌ وفعلٌ لهما ... هنا دخولٌ أين يدخلان
يعني أن من الحروف ما يلغى زائدًا في اللفظ خاصة نحو (جئت بلا زاد)، ونحو ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ﴾ [التوبة: ٤٠] و﴿لا يَضُرُكُمْ كَيْدُهُمْ﴾ [آل عمران: ١٢٠] أو في المعنى خاصة نحو ﴿إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [النساء: ١٧١] و﴿إِنَّمَا يَأتِيكم بِهِ اللَّهُ﴾ [هود: ٣٣] و﴿كَاَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرونَ﴾ [الأنفال: ٦]. (فما) في المعنى زائدة وهي فى اللفظ معتمدة كافة أو مهيئة، أو تكون الزيادة في اللفظ والمعنى معا كقوله تعالى: ﴿فَبمَا رَحْمَةِ منَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ١٥٩]، و﴿فَبِمَا نَقْضهم﴾ [النساء: ١٥٥] و﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ﴾ [نوح: ٢٥]، فهذه أقسام ثلاثة في زيادة الحروف مع أنها حروف معانٍ، فزيادتها على خلاف الأصل، ويعنى بدخول الاسم في باب الزيادة نحو قول عنترة:
يا شاة من قنص لمن حَلَّت له ... حرمت عليَّ وليتَها لم تحرمِ
روى ما قنص ومن قنص على الزيادة وإضافة شاة إلى قنص؛ هذا
1 / 79