مقدمة التحقيق
ألفت في العربية عدة مصنفات لتوضيح الغريب من الألفاظ الواردة في كتاب الله العزيز، وهو ما يستغلق فهمه على القارئ أو السامع، ويختلف كمّه وفق ثقافة الشخص بالعربية ومدى إلمامه بدلالة ألفاظها.
وأول ما وصلنا من مصنفات في هذا المجال رسالة لابن عباس عن طريق الرواية بالمشافهة لأن عهده لم يكن عهد تدوين. ثم تتابعت الكتب المؤلفة في هذا الموضوع حتى عصرنا هذا الذي نعيش فيه، ففي تراثنا زاد وفير وكم هائل من هذه الكتب. وقد ذكرت في مقدمة تحقيق «بهجة الأريب في بيان ما ورد في كتاب الله العزيز من الغريب» طائفة منها.
ويأتي كتابنا هذا «التبيان في تفسير غريب القرآن» بعد مرور سبعة قرون على نزول القرآن العظيم، فهو يعد من حيث الترتيب الزمني واسطة العقد لهذه المصنفات.
وفيما يلي دراسة سريعة عن هذا الكتاب تحدثت فيها عن المؤلف وعن جانب من حياته وما تركه من مصنفات. ثم تناولت الكتاب ووصفت نسخته الوحدة التي استطعت الحصول عليها، ووضحت منهجي في التحقيق. وعرّفت بالكتاب الذي اعتمد عليه المؤلف وعدّه العمدة في جمع مادته وهو «غريب القرآن للسجستاني» ثم بينت منهج ابن الهائم في عرض مادة كتابه. وبعد عرض النص محققا، أردفته بفهارس له مفصلة.
ولنبدأ بالحديث عن:
1 / 7