وَأَصْلُ أَيَّامٍ أَيْوَامٌ، فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْيَاءُ وَالْوَاوُ، وَسَبَقَتِ الْأُولَى بِالسُّكُونِ، قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً، وَأُدْغِمَتِ الْيَاءُ فِي الْيَاءِ تَخْفِيفًا.
(أَتَّخَذْتُمْ): الْهَمْزَةُ لِلِاسْتِفْهَامِ، وَهَمْزَةُ الْوَصْلِ مَحْذُوفَةٌ اسْتِغْنَاءً عَنْهَا بِهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ، وَهُوَ بِمَعْنَى جَعَلْتُمُ الْمُتَعَدِّيَةِ إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ.
(فَلَنْ يُخْلِفَ): التَّقْدِيرُ: فَيَقُولُوا لَنْ يُخْلِفَ.
(مَا لَا تَعْلَمُونَ): مَا بِمَعْنَى الَّذِي، أَوْ نَكِرَةٌ، وَلَا تَكُونُ مَصْدَرِيَّةً هُنَا.
قَالَ تَعَالَى: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١»
قَوْلُهُ تَعَالَى: (بَلَى): حَرْفٌ يُثْبِتُ بِهِ الْمُجِيبُ الْمَنْفِيَّ قَبْلَهُ تَقُولُ: أَمَا جَاءَ زَيْدٌ؟ فَيَقُولُ الْمُجِيبُ: بَلَى ; أَيْ قَدْ جَاءَ، وَلِهَذَا يَصِحُّ أَنْ تَأْتِيَ بِالْخَبَرِ الْمُثْبَتِ بَعْدَ بَلَى، فَتَقُولُ: بَلَى، قَدْ جَاءَ، فَإِنْ قُلْتَ فِي جَوَابِ النَّفْيِ: نَعَمْ، كَانَ اعْتِرَافًا بِالنَّفْيِ، وَصَحَّ أَنْ تَأْتِيَ بِالنَّفْيِ بَعْدَهُ، كَقَوْلِهِ: مَا جَاءَ زَيْدٌ؟ فَتَقُولُ: نَعَمْ، مَا جَاءَ.
وَالْيَاءُ مِنْ نَفْسِ الْحَرْفِ. وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: هِيَ بَلْ، زِيدَتْ عَلَيْهَا الْيَاءُ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(مَنْ كَسَبَ): فِي «مَنْ» وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: هِيَ بِمَعْنَى الَّذِي، وَالثَّانِي: شَرْطِيَّةٌ، وَعَلَى كِلَا الْوَجْهَيْنِ هِيَ مُبْتَدَأَةٌ، «إِلَّا أَنْ كَسَبَ» لَا مَوْضِعَ لَهَا إِنْ كَانَتْ مَنْ مَوْصُولَةً، وَلَهَا مَوْضِعٌ إِنْ كَانَتْ شَرْطِيَّةً، وَالْجَوَابُ: فَأُولَئِكَ، وَهُوَ مُبْتَدَأٌ وَ(أَصْحَابُ النَّارِ): خَبَرُهُ، وَالْجُمْلَةُ جَوَابُ الشَّرْطِ، أَوْ خَبَرُ مَنْ.