كان الصوم على الذين من قبلنا، من العتمة إلى العتمة، فمن نام لم يأكل ولم يشرب، ولم يصب من أهله حتى يفطر من الغد، حتى كان من أمر الأنصاري ما كان، وهو رجل يقال له: أبو قيس، واسمه صرمة بن [أبي] أنس(1)، فعمل في بعض حوائط المدينة، فأصاب مدا من تمر فأتى به زوجته وهو صائم، فأبدلته بمد دقيق فعصدته له فنام لما به من الوهن والتعب قبل أن تفرغ امرأته من طعامه، ثم جاءت به فأيقضته ليأكل، فكره ان يعصي الله ورسوله فطوى تلك الليلة مع ما تقدم من نومه، ثم أصبح صائما من غده، فمر برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- [22-أ] وهو طليح(2) مجهود ، فقال له: قد أصبحت يا أبا قيس طليحا، فأخبره مما كان من خبره فسكت عنه(3).
পৃষ্ঠা ৬৩