[حرف الذال] ذباب
أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإنه في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء.
وفي رواية لابن ماجه وأبي داود: أنه يقدم السم ويؤخر الشفاء. وقد عقد البخاري لهذا الحديث بابا في صحيحه.
ونقل الخطابي أن بعض من لا خلاق له تكلم على هذا الحديث وقال: كيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي الذبابة, وكيف يعلم حتى تقدم جناح الداء وتؤخر جناح الشفاء؟ قال: وهذا سؤال جاهل أو متجاهل فإن الذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهي كيفيات متضادة, ثم إن الله تعالى قد ألف بينهما الجدير أن لا ينكر اجتماع الداء والدواء في جزئين من حيوان واحد وألهم الذرة أن تؤخر قوتها لأوان حاجتها إليه, هو الذي خلق الذبابة وجعل لها الهداية أن تقدم جناحا وتؤخر جناحا وتقدم جناح الداء لتدفع بهما عن نفسه.
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
وقد نقل الأطباء أن الذباب الذي سمي الذراريح في أحد جناحيه داء وفي أخرى شفاء, ولم يذكروا في الذباب غير أنه أن ذلك به لسعة زنبور أو عقرب نفع نفعا بينا, وأن ذلك به ورم الجفن أبرأه.
পৃষ্ঠা ১৮৪