قلت: وقد بالغ أهل الكفر والفسوق والعصيان في مدحها حتى قال قائلهم:
رقت فصفت فهي الهوا والماء ... أحيت قتلت فهي الدوا والداء
من حسن صفاتها لها أسماء ... القرقف والرحيق والصهباء
وكان من أعظم نعم الله علينا، بعد أن هدانا للإسلام، تحريمها علينا، فإن تحريمها كان من إكمال ديننا ورحمة ربنا بنا، فإن شربه يذهب بأكمل ما خلق الله فينا، وهو العقل، الذي لو كان يشترى لبذلت فيه الأرواح فضلا عن الأموال.
ومن شربها علم مفاسدها ومضارها، فإن شاربها يستبيح القبائح والمحرمات من الفروج الحرام، حتى ولو وقعت له ذات محرم لاستحلها وافترشها، مع ما فيها من القبائح، من البول في الثياب، والقيء على الفراش والقماش، وغير ذلك من المحرمات، ومن قتل النفس التي حرم الله وغير ذلك.
ومن أسرف في شربها قد تقتله ويبقى أياما محموما منها لا يأكل الطعام، ولا يصحو من رقدة المنام، عافانا الله ما ابتلى به كثيرا من العباد بمنه وفضله.
فإن كنت في شك مما تلي عليك، فاسأل به أهل الكتاب.
حلبة:حارة يابسة. إذا شرب طبيخها أدر الحيض، ونفع من القولنج، ويقع في الحقن [الحارة] والمغالي المنضجة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لو تعلم أمتي ما في الحلبة لاشتروها ولو بوزنها ذهبا). نقله صاحب الوسيلة.
ومن خاصيتها أنها تطيب رائحة الرجيع، ونتن ريح العرق والبول.
حلواء: ما كان منها من السكر فهو إلى الحرارة والرطوبة، وهي تملس خشونة الحلق، وتنفع السعال، وغذاؤها صالح، وما كان منها من العسل فهو أحد، وأرفق لأصحاب البلغم.
পৃষ্ঠা ১৩৬