في حالة البالغين، إذا كانت لكنة المرء قوية، ولا يميل المجتمع إلى التعامل على نحو إيجابي مع المجموعة التي ينتمي إليها هذا الفرد، فإن اللكنة قد يكون لها تأثير سلبي على طريقة النظر إليه ومعاملته. يقدم لنا أستاذ علم الاجتماع جيمس بوسارد المثال التالي:
عمل بنجامين مندوب مبيعات متنقلا. لقد تربى في منزل يتحدث باللغة اليديشية، فأصبح يتحدث باللغة الإنجليزية حاليا بلكنة يديشية واضحة. ويقول بنجامين إن هذه الحقيقة تعيقه في عملية البيع، خاصة في أماكن معينة من الدولة التي يعيش فيها الآن.
4
قد يعطي أيضا امتلاك لكنة انطباعا خاطئا بأن المتحدث لا يعرف اللغة، في حين أنه يعرفها بالفعل، حتى إن هذه المعرفة تكون في بعض الأحيان جيدة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون اللكنة إشارة إلى أن المتحدث لم يبذل مجهودا كافيا لتعلم اللغة، بينما في الواقع تكون هذه اللكنة نتيجة عوامل عصبية عضلية وليس نقصا في المجهود المبذول في تعلم اللغة. وأخيرا، في المعتاد لا يعيق امتلاك لكنة عملية التواصل، لكن من حين لآخر قد يلتقي المرء بشخص لديه لكنة واضحة في إحدى لغاته، بحيث يبدو أنه يتحدث لغة أخرى. يتأثر وضوح الكلام كثيرا، على الرغم من أن هذا الشخص قد يتحدث هذه اللغة بطلاقة عالية؛ على سبيل المثال: عندما يحدث هذا في الحوار، فإن المرء عادة ما يعثر على طرق لفهم ما يقال. وإذا لم يكن هذا ممكنا، فإنه يمكن للمرء تقصير فترة التواصل (بأكبر قدر ممكن من الذوق)، ولحسن الحظ هذه الحالات نادرة نسبيا.
قد تبدو اللكنة أمرا غريبا أو مفاجئا عندما لا يتماشى اسم المرء مع لكنته؛ على سبيل المثال: في سويسرا، يمكن لشخص يبدو اسمه فرنسيا جدا مثل جان-فرانسوا جينيار أن يتحدث بالفرنسية بلكنة ألمانية. قد يكون هذا ببساطة نتيجة لانتقاله هو ووالديه (لنقل مثلا إن والده يتحدث بالفرنسية السويسرية، ووالدته بالألمانية السويسرية) إلى الجزء الألماني من سويسرا عندما كان طفلا صغيرا، واكتسب اللغة الفرنسية في وقت متأخر من حياته. قد يصاب الناس بالدهشة من لكنته، ويتساءلون عن سبب وجودها لديه، لكنها لا تصبح مثيرة للدهشة عندما تعرف قصته بأكملها. أحد العيوب الأخرى للكنات التي ذكرها كثير من الناس، أن الضغط العصبي والتأثر العاطفي قد يجعلان اللكنة تظهر مرة أخرى أو تزيد حدتها؛ فتقول المؤلفة الكندية الفرنسية الثنائية اللغة نانسي هيوستن إن لكنتها الإنجليزية في اللغة الفرنسية تصبح أقوى عندما تكون عصبية، أو عندما تتحدث إلى الغرباء، أو عندما تريد ترك رسالة على جهاز الرد الآلي في الهاتف، أو عندما يتحتم عليها الحديث على الملأ.
5
بالطبع توجد مميزات أيضا لامتلاك لكنة؛ إحداها أن اللكنة قد ينظر إليها على نحو إيجابي من قبل شخص أو مجموعة ما. تقول هيوستن:
عندما أدرك وجود طريقة تنغيم أجنبية، يثار اهتمامي وتعاطفي على الفور. فحتى إن لم يكن لي تواصل مباشر مع الشخص المعني، فإنني أنصت بإمعان عندما أسمع لكنته، وأدرسها دون تطفل، محاولة تخيل الجانب الآخر البعيد من حياته.
6
توجد لدى توني بلير رئيس الوزراء الأسبق في المملكة المتحدة لكنة إنجليزية واضحة في لغته الفرنسية، لكن الفرنسيين كانوا يحبون الاستماع إلى هذه اللكنة عندما كان يلقي خطابات بلغتهم، خاصة أنه كان يجعلهم دوما يضحكون بحسه الفكاهي البريطاني، بما فيه من سخرية وتورية وأسلوب الوجه الذي يخلو من التعبيرات. استغل كثير من الفنانين لكنتهم في استمالة جمهورهم، مثل المغني الفرنسي موريس شيفالييه والممثل الإيطالي روبيرتو بينيني عند التمثيل بالإنجليزية، والمغنيتين البريطانيتين بيتولا كلارك وجين بيركين عند الغناء بالفرنسية. أعرف أيضا حالات كانت فيها اللكنة عاملا رئيسيا في وقوع شخص ما في حب شخص آخر (على الرغم من أنها لم تكن العامل الوحيد، بحسب اعتقادي).
অজানা পৃষ্ঠা