عند التواصل مع الآخرين، يجب أن يطرح الأشخاص الثنائيو اللغة على أنفسهم سؤالين (وهو ما يفعلونه دوما دون أن يعوا ذلك): ما اللغة التي عليهم استخدامها، وكيف يمكنهم إدخال اللغة (اللغات) الأخرى في الحوار إذا احتاجوا إلى ذلك؟ يوضح الشكل
4-1
عملية طرح هذين السؤالين والإجابة عنهما. ولتبسيط الأمور، يدور المثال حول شخص يستخدم لغتين فقط، وسنتحدث عن ثلاثيي ورباعيي اللغة لاحقا.
تكون لغتا هذا الشخص الثنائي اللغة - الموضحة كل منها على هيئة مربع في الشكل - غير مفعلتين (أو معطلتين) قبل عملية التواصل (المربعان مظللان بخطوط مائلة). في هذا المثال، تكون إجابة هذا الشخص الثنائي اللغة عن سؤال «أي لغة سأستخدم؟» هي اللغة الأولى، فتفعل هذه اللغة ويعبر عنها بمربع أسود. يطلق على هذه العملية الأولى، المتمثلة في اختيار اللغة المستخدمة، اسم «اختيار اللغة»، ويطلق على اللغة المختارة اسم «اللغة الأساسية».
شكل 4-1: تحديد اللغة التي سيتم استخدامها، وما إذا كان سيتم إدخال اللغة الأخرى أم لا.
أما عن السؤال الثاني ، فهو: هل أدخل اللغة الأخرى؟ على سبيل المثال: إذا كان الشخص الثنائي اللغة يتحدث إلى شخص أحادي اللغة لا يعرف لغته الأخرى، فإن الإجابة تكون لا، ونرى في هذا الشكل (في الجزء الأيسر السفلي) أن اللغة الأخرى (اللغة الثانية) تظل غير مفعلة؛ فلا تفعل غير اللغة الأولى (المربع الأسود). في هذا الموقف، يقال إن الشخص الثنائي اللغة أصبح في وضع لغوي أحادي اللغة، حيث لا تفعل لديه إلا لغة واحدة. عندما تتحدث زوجتي، مثلا، إلى عمتها فإنها تختار الفرنسية كلغتها الأساسية، وتوقف عمل لغتها الإنجليزية، لأنها تعلم أن عمتها لن تفهمها إذا أدخلت اللغة الإنجليزية في الحوار؛ ومن ثم فإن وضعها اللغوي يصبح أحادي اللغة. مع ذلك، إذا تحدث شخص ثنائي اللغة إلى شخص آخر ثنائي اللغة يشاركه في لغتيه (الأولى والثانية)، ولا يجد غضاضة في إدخال اللغة الأخرى في الحوار مع هذا الشخص، فإن اللغة الثانية ستفعل، لكن أقل من اللغة الأولى (انظر الخطوط المتقاطعة التي تملأ مربع اللغة الثانية في الجزء الأيمن السفلي). يطلق على هذا الموقف اسم وضع لغوي ثنائي اللغة. إذا عندما أتحدث أنا وزوجتي، فإننا نختار اللغة الفرنسية كلغتنا الأساسية، لكن تظل لغتنا الإنجليزية مفعلة أيضا، وأحيانا نستخدمها في الإشارة إلى أماكن وأشخاص نعرفهم في بريطانيا أو الولايات المتحدة، أو الإشارة إلى أشياء فعلناها في هذه الأماكن. معنا تكون اللغة الفرنسية هي أكثر اللغات المفعلة؛ فهي اللغة الأساسية، لكن اللغة الإنجليزية تظل في حالة تأهب إذا دعت الحاجة إليها. يتمحور قدر كبير من السلوك اللغوي للأشخاص الثنائيي اللغة حول الاحتمالات الموضحة في الشكل
4-1 ، كما سنرى فيما يلي وفي الفصلين التاليين. (1) الوضع اللغوي
عند النظر إلى الشكل
4-1 ، نرى أن الوضعين اللغويين الأحادي اللغة والثنائي اللغة هما نقطتا النهاية في تسلسل (يربط بينهما خط سهمي). في الحياة اليومية يجد الأشخاص الثنائيو اللغة أنفسهم في نقاط مختلفة على طول هذا التسلسل تنتج عنها أوضاع لغوية مختلفة؛
1
অজানা পৃষ্ঠা