129

قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله ورضاه فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي ، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي ، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك والله لو أن لي طلاع الارض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عزوجل قبل أن أراه(1).

وقد سجل التاريخ له أيضا قوله : ليتني كنت كبش أهلي يسمنونني مابدا لهم حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء وقطعوني قديدا ثم أكلوني وأخرجوني عذرة ولم أكن بشرا(2).

كما سجل التاريخ لابي بكر مثل هذا ، قال لما نظر أبوبكر إلى طائر على شجرة : طوبى لك ياطائر تأكل الثمر وتقع على الشجر وما من حساب ولا عقاب عليك ، لوددت أني شجرة على جانب الطريق مر علي جمل فأكلني وأخرجني في بعره ولم أكن من البشر(3).

( 1 ) صحيح البخاري ج 2 ص 201 .

( 2 ) منهاج السنة لابن تيمية ج 3 ص 131 . حلية الاولياء لابي نعيم ج 1 ص 52 .

( 3 ) تاريخ الطبري ص 41 . الرياض النضرة ج 1 ص 134 . كنز العمال ص 361 . منهاج السنة لابن تيمية ، ج 3 ص 120 .

( 134 )

وقال مرة أخرى : « ليت أمي لم تلدني ، ليتني كنت تبنة في لبنة »(1) . . . تلك بعض النصوص أوردتها على نحو المثال لا الحصر .

وهذا كتاب الله يبشر عباده المؤمنين بقوله :

( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، الذين آمنوا وكانوا يتقون ، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )(2).

পৃষ্ঠা ১৩০