الرابعة: مما ينبغي لطالب العلم أن يحسن النصيحة لزميله، وأن يخلص له المودة، وأن يعاشره بأحسن المعاشرة، وأن يعينه على الحفظ ويوضح له ما أشكل عليه عند الشيخ، فإن المؤمنين كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأن لا يتكبر عليه إذا كان قد أحرز من الفائدة أكثر منه، وأن يحسن خلقه للناس جميعا سيما لزميله فإنه قد ظفر بأخ صالح في الله، فمن الحسرة العظمى أن يضيعه فيخاف أن لا يجد مثله عقوبة.
ولا خير في الدنيا إذا لم يكن بها .... صديق صدوقا يعرف الحق منصفا
فإن من أفضل المكاسب اكتساب الإخوان.
(63) وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( إن من الإيمان حسن الخلق وأفضلكم إيمانا أحسنكم خلقا)).
(64) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((الدين الخلق الحسن أليس إيتاء الزكاة من الخلق الحسن أليس الحج من الخلق الحسن أليس الصلة من الخلق الحسن أليس حسن الجوار من الخلق الحسن)) ثم تلا قوله تعالى: ?وإنك لعلى خلق عظيم?[القلم:4] قال: حسن.
(65) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا في الجنة أحسنكم خلقا، وإن أبعدكم مني منزلا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون قال ابن عباس: قلنا يا رسول الله: أما الثرثارون والمتشدقون فقد عرفناهم، فمن المتفيهقون؟ قال: المتكبرون. قلنا: يا رسول الله أمن الكبر الدابة نركبها والحلة نلبسها والطعام نصنعه للإخوان؟ قال: لا ولكن من سفه الحق وغمط الناس)).
পৃষ্ঠা ৫৩