151

Thematic Interpretation 2 - Al-Madinah University

التفسير الموضوعي ٢ - جامعة المدينة

প্রকাশক

جامعة المدينة العالمية

জনগুলি

ومن صور وفائه مع زوجاته أنه ﷺ لما نزلت عليه آية التخيير: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا﴾ (الأحزاب: ٢٨) بدأ بعائشة وقال لها: «إني ذاكر لك أمرًا فلا عليك ألا تعجلي حتى تستأمري أبويك» خشية منه ﷺ أن تختار زينة الحياة الدنيا لصغر سنها، فتخسر الخير الكثير في الدنيا والآخرة، لكنها -رضي الله تعالى عنها- كانت أحرص على خير نفسها من أبويها، فقالت للنبي ﷺ: "أفي هذا أستأمر أبوي؟! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة". ثم استقرأ ﵊ الحُجَر، أي: حجرات أمهات المؤمنين، يخبر نساءه ويقول لهن: «إن عائشة ﵂ قالت كذا وكذا فقلن: ونحن نقول مثل ما قالت عائشة» ﵅ كلهن. ولنا في رسول الله ﷺ أسوة حسنة، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (الأحزاب: ٢١). فأفعاله وأقواله وتقريراته وصفاته تشريع لأمته وهدي كريم، يجب على أهل الإسلام أن يلتزموا به في حياتهم؛ لتطيب حياتهم وعشرتهم لزوجاتهم، ولتحيى بيوتهم في جو من الأمان والاستقرار. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

1 / 170