134

الأمة بين سنتي الابتلاء والعمل

الأمة بين سنتي الابتلاء والعمل

প্রকাশক

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

জনগুলি

تاسع عشر: البعد عن الفتن قدر المستطاع:
فالفتنة في هذه الأزمان قائمة على أشدها؛ سواء فتنة الشهوات أو الشبهات؛ فالبعد عنها نجاة وسلامة، والقرب منها مدعاة للوقوع فيها.
قال النبي ﵊: «إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها» (١) قال ابن الجوزي ﵀: من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه (٢) .
وقال: فإياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب (٣) .
وقال: " ما رأيت فتنة أعظم من مقاربة الفتنة، وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها، ومن حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه " (٤) وقال ابن حزم ﵀:
لا تلم من عرَّض النفس لما ... ليس يرضي غيره عند المحن
لا تقرب عرفجًا من لهب ... ومتى قربته ثارت دُخَنْ
(٥)
وقال:
لا تتبع النفس الهوى ... ودع التعرض للمحن
إبليس حيٌّ لم يمت ... والعين باب للفتن
(٦)
وقال الشيخ أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني - رحمه الله تعالى-:
من قارب الفتنة ثم ادعى الـ ... عصمة قد نافق في أمره

(١) رواه أبو داود (٤٢٦٣) من حديث المقداد، وقال الألباني في صحيح الجامع (١٦٣٧): (صحيح) .
(٢) صيد الخاطر لابن الجوزي ص٤١.
(٣) صيد الخاطر لابن الجوزي ص٤١
(٤) صيد الخاطر ص٣٥٠
(٥) طوق الحمامة لابن حزم ص١٢٨
(٦) طوق الحمامة لابن حزم ص١٢٧

1 / 134