القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
প্রকাশক
المكتبة الأزهرية للتراث
প্রকাশনার স্থান
مصر
জনগুলি
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
تأليف
علي محمد الضباع
شيخ المقارئ المصرية
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(وبعد) فيقول راجي عفو ربه الغني الكريم علي الضباع بن محمد بن حسن بن إبراهيم: هذه كلمات يسيرة ألفتها شرحا على منظومة الإمام المقرئ المحقق المحرر الضابط المتقن المدقق، شيخ القراء والمقارئ بمصر سابقا الشيخ محمد بن أحمد الشهير بالمتولي - المتوفى ليلة مولد النبي ﷺ سنة ١٣١٣ للهجرة تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه آمين - التي نظم فيها ما خالف فيه أبو بكر الأصبهاني من طريق طيبة النشر أبا يعقوب الأزرق من طريق الشاطبية.
وسميتها: القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق.
والله تعالى أسأل، وبجاه من قال: "توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم" (١) أتوسل، أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وينفع بها كما نفع بأصلها إنه جواد كريم رءوف رحيم. وهذا أوان الشروع في المقصود.
فأقول مستعينا به تعالى ومعتمدا عليه قال الناظم رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
[الحمد لله فريد الذّات ... وواحد الأفعال والصّفات]
افتتح نظمه بالبسملة والحمدلة إقتداء بالكتاب العزيز وعملا بالأخبار الواردة في ذلك، والحمد لغة الثناء بالكلام على الجميل
_________
(١) حديث لا أصل له أنظر القاعدة الجليلة (١٦٨ـ١٦٩) لشيخ الإسلام والتوسل (١٢٨ـ١٣٠) للشيخ الألباني، "والتوسل المشروع الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وجرى عليه عمل السلف الصالح هو: ١ـ (التوسل باسم من أسماء الله أو صفة من صفاته)، ٢ـ (التوسل بعمل صالح قام به الداعي)، ٣ـ (التوسل بدعاء رجل صالح)، وأما ما عدا هذه التوسلات فلا يجوز منها شيء. " نقلا عن التوسل للشيخ الألباني
(بسم الله الرحمن الرحيم)
1 / 3
الاختياري على قصد التعظيم سواء أكان في مقابلة نعمة أم لا، وعرفا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث كونه منعما على الحامد أو غيره سواء كان ذلك قولا باللّسان واعتقادا بالجنان أو عملا بالأركان. والله علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد. وفريد الذات واحدها. قال:
[ثمّ صلاة الله ذي الجلال ... على النّبيّ المصطفى والآل]
يحتمل أن تكون ثم للاستئناف ويحتمل أن تكون للعطف وعلى الثاني فيحتمل أن تكون للترتيب الذكري وأن تكون للترتيب الرتبي لأن رتبة ما يتعلق بالمخلوق من الصلاة عليه متأخرة ومتراخية عن رتبة ما يتعلق بالخالق من البسملة والحمدلة. والمراد بصلاة الله رحمته المقرونة بالتعظيم. وقوله ذي الجلال أي صاحب العظمة الكبرياء. وقوله على النّبي أي كائنة أو حاصلة على النبي فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. والنبي بالهمز وتركه مأخوذ من النبأ وهو الخبر أو من النبوة وهي الرفعة فهو مخبر عن الله تعالى على الأول ومرفوع الرتبة على الثاني. والمراد به هنا نبينا محمد ﷺ لأنه هو المراد عند الإطلاق. والمصطفى المختار مأخوذ من الصفو وهو الخلاص من الكدر. وقوله والآل قيل هم الأتقياء لخبر: آل محمد كل تقي. وقيل هم كل مؤمن ولو عاصيا لأن المقام للدعاء وأحوج من غيره إليه. قال:
[وبعد فاعلم أنّ عن ورش روى ... الأزرق ثم الأصبهاني سوى]
وبعد. بالبناء على الضم لحذف المضاف إليه ونية معناه والتقدير وبعد البسملة والحمدلة والصلاة على النّبيّ ﷺ وآله فأقول لك إعلم..الخ. فهي كلمة يؤتى بها للانتقال من غرض أو أسلوب إلى آخر. ويستحب الإتيان بها في أوائل الكتب والرسائل إقتداء به
1 / 4
ﷺ إذ كان يأتي بها في خطبه ومراسلاته. وقوله: فاعلم أمر للطالب وقوله أنّ عن ورش روى..الخ، معموله أي اعرف أيها الطالب أن ورشا روى عنه إمامان: أبو يعقوب الأزرق، وأبو بكر الأصبهانيّ نسبة إلى أصبهان بفتح الهمزة وقد تكسر وبالباء مفتوحة وقد تبدل فاء مدينة بعراق العجم من بلاد فارس. وقوله سوا بفتح السين والقصر يعني متعادلين فلم تترجح رواية أحدهما على رواية الآخر.
(وورش) هو الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان ابن إبراهيم القرشي مولاهم المصري. ولقب بورش لشدة بياضه. ولد سنة. ١١ هـ ورحل إلى المدينة المنورة ليقرأ على الإمام نافع فقرأ عليه أربع ختمات سنة ١٥٥ هـ ورجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة الإقراء بها فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد وكان حسن الصوت إذا قرأ يهمز ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه وتوفي بمصر سنة ١٩٧ هـ.
(والأزرق) هو أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري توفي سنة ٢٤٠ هـ أوفي حدودها، وكان محققا ثقة ذا ضبط وإتقان. وهو الذي خلف ورشا في القراءة والإقراء بمصر وكان قد لازمه مدة طويلة وقال: كنت نازلا مع ورش في الدار فقرأت عليه عشرين ختمة من حدر وتحقيق.
(والأصبهاني) هو أبو محمد بن عبد الرحيم بن شبيب بن يزيد بن خالد الأسدي الأصبهاني توفي ببغداد سنة ٢٩٦ هـ وكان إماما في رواية ورش ضابطا لها مع الثقة والعدالة. رحل فيها وقرأ على جماعة من أصحاب ورش وأصحاب أصحابه ثم نزل بغداد فكان أول من أدخلها العراق وأخذها الناس عنه حتى صار أهل العراق لا يعرفون رواية ورش من غير طريقه ولذلك نسبت إليه دون ذكر أحد من
1 / 5
شيوخه. وقال أبو عمرو الداني: هو إمام عصره في رواية ورش لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه. اهـ.
وقد اختار الشمس ابن الجزري في نشره طريقه من طريقي أبى القاسم هبة الله بن جعفر البغدادي، وأبى العباس الحسن بن سعيد المطوعي، ثم اختار طريق هبة الله من أربع طرق: أبى الحسن الحمامي، وأبى الفرج النهرواني، وأبى حفص الطبري، وأبي بكر بن مهران من غايته. واختار طريق المطوعي من ثلاث طرق: أبى الفضل العباسي، وأبى القاسم الهذلي من كامله، وأبى معشر الطبري من تلخيصه. ثم اختار طريق الحمامي من اثنتي عشرة طريقا: التجريد وكفاية أبى العز وغاية أبى العلاء والمستنير وروضة المالكي والكامل والتذكار والمفتاح والإعلان وروضة المعدل والمصباح وطريق أبى اليمن الكندي. واختار طريق النهرواني من أربع طرق: المستنير وكفاية أبى العز وغاية أبى العلاء وجامع أبى الحسن الخياط. واختار طريق الطبري من التلخيص والإعلان. واختار طريق العباسي من المبهج والمصباح. فهي ثلاث وعشرون طريقا وعدها في النشر ستا وعشرين باعتبار تعدد الواسطة في المصباح وروضة المعدل والإعلان. ولا حاجة إلى ذلك إذ لا خلاف هنالك. قال:
[وأزرقٌ طريقه المصدّر ... به وكلّ منهما لا ينكر]
[والأصبهانيّ الطّريق الثّاني ... وهو الذي نعنيه بالبيا ن]
يعني أن ما رواه أبو يعقوب الأزرق عن ورش هو الطريق المصدر به يعني المبدوء به تعلما وتعليما في الديار المصرية في هذه الأزمنة وذلك لذكرها في الشاطبية والآخذون بها أكثر من الآخذين بالطيبة. وما رواه الأصبهاني هو الطريق الثانية عنه يعني على ما اختاره الشمس ابن الجزري وكل من الطريقين ثابت صحيح باتفاق أئمة القراء لم
1 / 6
ينكر ذلك أحد منهم وهذا الطريق هو المقصود بالبيان والتعريف في هذا النظم. قال:
[وكلّ ما خالف فيه الأزرقا ... ذكرته لا ما عليه اتّفقا]
[وكان من طريق حرز الشاطبي ... وحسبي الله الكريم والنبي (١)]
ذكر رحمه الله تعالى في هاذين البيتين اصطلاحه في هذا النظم فبين أنه سيذكر فيه جميع الأحكام والكلمات التي خالف فيها أبو بكر الأصبهاني مما هو مدون له في طيبة النشر أبا يعقوب الأزرق دون الأحكام والكلمات التي اتفقا عليها وكانت مذكورة للأزرق في كتاب" حرز الأماني ووجه التهاني" المعروف بمتن الشاطبية فإنه يتركها اتكالا على ذكرها فيه. ثم قال:
القول في البسملة والمد والقصر
[بسمل بين السورتين وقصرْ ... منفصلا وأربعا فيه اعتبرْ]
[كذاك في متّصل وقيل ستْ ... فيه وفيهما ثلاث قد نعتْ]
يعني أن الأصبهاني فصل بالبسملة بين كل سورتين قولا واحدا يعني سوى بين الأنفال وبراءة إذ بينهما لجميع القراء ثلاثة أوجه: الوقف والوصل والسكت بدون بسملة لاتفاقهم على تركها أول براءة مطلقا. وجاء عنه في المد المنفصل: وهو ما انفصل شرطه عن سببه. نحو: " بما أنزل "، " قالوا آمنا "، " في أنفسكم ". ثلاثة أوجه: القصر وبه أخذ له أبو العز في كفايته وابن سوار في مستنيره والمالكي والمعدل في روضتيهما وابن خيرون في مفتاحه وأبو الكرم في مصباحه والخياط في جامعه وأبو اليمن الكندي وهو أحد الوجهين له في الإعلان وهو الذي ينبغي الأخذ به لأبي العلاء في غايته عنه كما حرره الأزميري خلافا لظاهر النشر وذكره في النشر من غاية ابن مهران في بيان المد المنفصل
_________
(١) هذا من قبيل الشرك الأصغر الذي يجري على ألسنة الناس كقولهم: ما شاء الله وشئت، أتوكل على الله وعليك، ما لي إلا الله وأنت. وقد نهى الرسول ﷺ عن ذلك.
1 / 7
ثم ذكر المد فقط منها في بيان النصوص وصوبه الأزميري. وفويق القصر وبه أخذ له ابن شيطا في تذكاره وأبو معشر في تلخيصه وسبط الخياط في مبهجه وهو الوجه الثاني له في الإعلان وهو ظاهر النشر لأبي العلاء عنه. والتوسط وبه أخذ له ابن الفحام في تجريده وأبو القاسم الهذلي في كامله خلافا لبعضهم وابن مهران في غايته علي ما صوبه الأزميري وجرى عليه الناظم في روضه. وجاء عنه في المد المتصل وهو ما اتصل شرطه بسببه في كلمة. نحو:"السفهاء "، " السوء "،" جيء ". ثلاثة أوجه أيضا: فويق القصر وبه أخذ له صاحب الإعلان. والتوسط وهو الذي له في غاية ابن مهران والتجريد والمصباح. والطول وهو مذهب سائر الطرق عنه. قال:
[ثمّ على هذا فقصرالمنفصل ... يأتي عليه كلّ ما في المتّصل]
[وامنع على الثّلاث أربعا وإنْ ... مددت أربعا ثلاث لم يبنْ]
[وإن ثلاثة مددت المتصلْ ... فقصِّرن وثلِّثن في المنفصلْ]
[وإن مددت أربعا فأربعا ... كذاك ثنتان فكن ممن وعا]
[وعند ستٍّ فالوجوه أجمعُ ... فاحفظ لقولي يا أخيّ ترفعُ]
يعني أنّه إذا اجتمع مد متصل في آية ففيهما بحسب التركيب تسعة أوجه حاصلة من ضرب ثلاثة أحدهما في الأخر يمتنع منها وجهان وهما مد الأول ثلاثا مع توسط الثاني وعكسه وتجوز السبعة الباقية. فلدى تقدم المنفصل كما في آية " يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي " الآية، يجوز على قصر المنفصل الأوجه الثلاثة في المتصل. ويجوز على مد المنفصل ثلاثا وجهان في المتصل وهما مده ثلاثا وستا. ويجوز على توسط المنفصل توسط المتصل وطوله. ولدى تقدم المتصل كما في قوله تعالى: " أو كصيب من السماء " الآية، يجوز على مد المتصل ثلاثا قصر المنفصل ومده ثلاثا. ويجوز على
1 / 8
توسطه الثلاثة في المنفصل. قال:
[ثمّ أجز في لا إله إلاَّ ... للقاصر الأربع حيث حلاَّ]
يعني أنّه لكل من روى قصر المنفصل أن يمد لا النافية في كلمة التوحيد أربع حركات للتعظيم. وكان من حق الناظم - رحمه الله تعالى - أن لا يذكر هذا البيت إذ لا داعي إليه هنا لأن رواة مد التعظيم وهم ابن مهران والهذلي وأرو معشر وإن كانوا من طرق الأصبهاني لا حاجة للأخذ به له عنهم لأن ابن مهران ذكره لابن كثير فقط وأبا معشر ذكره لابن كثير ويعقوب ولم يكن الأصبهاني طريقا من طرقهما ولأن الهذلي له في المنفصل التوسط عنه كما مر فلم يكن لذكر مد التعظيم عنده فائدة. فكل ما ذكره المحررون في هذا الموضع من التفاريع لا داعي إليه على التحقيق. قال:
[واقرأْ بقصر اللّينِ ثمَّ البَدَلِ ... وعينٌ الثَّلاث فيه حصِّلِ]
يعني أن الأصبهاني ليس له في حرف اللين: الياء والواو الساكنتين الواقعتين بين حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو: شيء وسَوء إلا القصر قولا واحدا وليس له في باب البدل وهو ما وقع قيه حرف المد بعد همزة في كلمة. نحو: آمن، إيمان، أوتي. إلا القصر كذلك كبقية القراء سوى الأزرق في النوعين. وجاء عنه في "عين" من " كهيعص " فاتحة مريم و" حم عسق " فاتحة الشورى ثلاثة أوجه: الإشباع وهو أحد الوجهين في الكامل وأحد الثلاثة في الإعلان. والتوسط وهو الذي في المصباح والتذكار وروضة المالكي وهو الثاني في الكامل والإعلان وأحد الوجهين في كفاية أبي العز. والقصر وهو الذي في الغايتين والمستنير والمفتاح والجامع والتجريد والتلخيص والمبهج وروضة المعدل وهو طريق أبي اليمن الكندي وهو الثاني في الكفاية والثالث
1 / 9
في الإعلان. قال:
[وإن يكبِّر قاصر المنفصل ... فليس في عين سوى قصرٍيلِي]
يعني إذا قرأ للأصبهاني بالتكبير مع قصر المنفصل فيتعين في عين القصر فقط دون توسطها وطولها. وهذا التخصيص منه - رحمه الله تعالى - يفهم إطلاق ثلاثة عين على كل من وجهي مد المنفصل مع التكبير، كما يفهم إطلاقها على ثلاثته عند عدمه. وذلك ظاهر في الحالة الثانية دون الأولى لأن رواة التكبير عن الأصبهاني هم: أبو العلاء الهمداني، وأبو القاسم الهذلي، وأبو الكرم الشهرزوري كما سيأتي في الخاتمة إن شاء الله تعالى. وقد علمت أن مذهب أبي العلاء في عين القصر فقط وفي المنفصل القصر على ما حرره الأزميري وعلى ما يشعر به قول الناظم هنا وفويقه على ظاهر النشر. وأن مذهب الهذلي في عين التوسط والطول وفي المنفصل التوسط فقط وحينئذ فعلى التكبير مع قصر المنفصل يتعين قصر عين وكذا مع ثلاثهِ إن عملنا بظاهر النشر ومع توسطه يتعين توسطها وطولها دون قصرها وعلى ذلك فكان من حق الناظم أن يقول بعد البيت المذكور:
كذاك ذو الثلاث ثمّ ذو الوسط - لا قصر في عين له بلا شطط
وأما أبو الكرم الشهرزوري فتكبيره خاص بأواخر سور الختم وهو غير مراد في هذه المسألة. قال:
القول في هاء الكناية
[وها به انظر كيف في الأنعامِ ... أتى بضمٍّ حال وصل سامِي]
يعني أنه قرأ بضم الهاء في قوله تعالى " يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات " في سورة الأنعام في حالة الوصل فإذا وقف على الهاء سكنها كبقيّة الجماعة. قال:
1 / 10
القول في الهمزتين من كلمة
[لا تُبدِلِ الثَّانِيَ من همزينِ ... في حالة الفتح بغير ميْنِ]
نهى عن إبدال الهمزة الثّانية من كل همزتي قطع تلاصقتا مفتوحتين في كلمة. نحو: ءأنذرتهم، ءألد، ءأمنتم. فليس له فيها إلا تسهيلها فقط بين الهمزة والألف قولا واحدا. وقوله بغير مين يعني بغير كذب. تكملة للبيت. قال:
[آمنتُمُ أخبِرْ وفي الذّبحِ اصطفَى ... صِلْهُ وبالكسرابتدئ بِلا خفَا]
أمر أن يقرأ له:" قال فرعون آمنتم " في الأعراف و:" قال آمنتم " في طه والشعراء بهمزة واحدة محققة على الإخبار كحفص. ثمّ أمر أن يقرأ له:" اصطفى البنات " في الصافات بوصل الهمزة فتسقط في الدرج وتثبت مكسورة في الابتداء. ثمّ قال:
[ومُدَّ في أئمّة ثاني القصصْ ... وسجدةٍ لكِن إذا سهَّلت خصْ]
يعني أنه قرأ " أئمة يدعون " وهو الثاني في القصص و" أئمة يهدون " في السَّجدة بإدخال ألف الفصل بين الهمزتين في حالة التسهيل ووافق الأزرق فيهما في حالة الإبدال كما وافقه فيما بقي من هذا اللفظ في الحالين. واعلم أن التسهيل في هذا اللفظ حيث وقع هو مذهب الجمهور عن الأصبهاني بل هو الذي ورد به النص عنه كما قاله في النشر. وأما الإبدال فنص عليه أبو العز وأشار إليه أبو العلا. ويأتي التسهيل على جميع أوجه المدين وعلى الغنة وعدمها في نحو: " إن لم " و" من لم ". وأما الإبدال فيختص بطول المتصل مع قصر المنفصل وثلاثه ويمتنع على الغنة لاختلاف الطرق. وقد نظمت ذلك في بيت فقلت:
إن تبدلن أئمةً فلا تَغُنْ - واقصر وثلِّث مشبعًا يا مؤتمنْ
ففي قوله تعالى: " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم " الآية، خمسة
1 / 11
أوجه: قصر المنفصل مع تسهيل أئمة وتحقيقه. ومده ثلاثا كذلك. وتوسطه مع تسهيله فقط. وفي قوله تعالى: " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم " الآية، تسعة أوجه: أربعة على قصر المنفصل وهي التسهيل مع الأوجه الثلاثة في المتصل والإبدال مع طوله فقط. وثلاثة على فويق قصره وهي التسهيل مع فويق القصر والطول في المتصل والإبدال مع طوله فقط. ووجهان على التوسط وهما التسهيل مع توسط المتصل وطوله. وفي قوله تعالى: " ولقد ءاتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه " الآية، ثلاثة عشر وجها: تسعة على عدم الغنة وهي التسهيل مع سبعة المدين والإبدال مع قصر المنفصل وفويق قصره مع طول المتصل عليهما. وأربعة على الغنة وهي التسهيل مع قصر المنفصل وإشباع المتصل ومع مد المنفصل ثلاثا كذلك ومع توسطه مع توسط المتصل وإشباعه.
تتمة
قوله تعالى: "ءآلذّكرين" في موضعي الأنعام و"ءآلآن" في موضعي يونس و"ءآلله أذن لكم" بها و"ءآلله خير" بالنمل. جاء فيهن عن الأصبهاني وجهان: الإبدال وبه أخذ جميع رواته. والتسهيل وذكره صاحبا الكامل والإعلان. فيأتي كل منهما مع مد المتصل ثلاثا سواء قُصِرَ المنفصل أو مُد كذلك. ومع إشباع المتصل عند توسط المنفصل. ويختص الإبدال ببقية أوجه المدين. وقد أشرت إلى ذلك فقلت:
في نحو آلان أجز تسهيلا - لدى ثلاث ذي اتصال قيلا
وعند توسيط بإشباع علا - وأطلقن إبداله كي تفْضُلا
ففي قوله تعالى: " قل ءآلذّكرين " إلى قوله:" إذ وصاكم الله بهذا "، خمسة أوجه: الإبدال مع أوجه المتصل الثلاثة ثمّ التسهيل مع مده ثلاثا وستا دون مده أربعا، وإذا وصلت إلى آخر الآية كانت ثمانية: خمسة على الإبدال وهي مد المتصل ثلاثا بلا غنة وأربعا وستا بلا غنة وبها فيهما.
1 / 12
وثلاثة على التسهيل وهي مد المتصل ثلاثا بلا غنة. وستا بلا غنة وبها. وفي قوله تعالى:" أثمّ إذا ما وقع " الآية، تسعة أوجه حاصلة من ضرب ثلاثة المنفصل في ثلاثة آلان. وإن وقفت على آلان كانت سبعة وعشرين حاصلة من ضرب ثلاثة المنفصل في ثلاثة همزة الوصل في ثلاثة اللام. وفي قوله تعالى: "وجاوزنا ببني إسرائيل" إلى قوله:" وكنت من المفسدين"، سبعة عشر وجها: سبعة على قصر المنفصل وهي مد المتصل ثلاثا مع ثلاثة آلان وتوسطه مع وجهي إبدالها وإشباعه كذلك. وخمسة على مده ثلاثا وهي مد المتصل ثلاثا مع ثلاثة همزة الوصل إشباعه مع وجهي إبدالها. وخمسة على توسطه وهي توسط المتصل مع وجهي إبدال همزة الوصل وإشباعه مع ثلاثتها. وفي قوله تعالى:" قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ءآلله " الآية، ستة أوجه حاصلة من ضرب ثلاثة المنفصل في وجهي همزة الوصل. ثمّ قال:
القول قي الهمزتين من كلمتين
[حال اتِّفاقٍ سهِّل الثَّوانِي ... والبدل اترك يا أخا العِرفانِ]
أمر بتسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تلاصقتا من كلمتين واتفقتا في الشكل. نحو: " جاء أجلهم "،" جاء أمرنا "،" هؤلاء إن كنتم "،" في السماء إلَه"، " أولياء أولئك ". وأكد الأمر بتسهيلها بأمره بترك إبدالها مدًا فليس للأصبهاني في هذا النوع إلا التسهيل قولا واحدا.
تتمة
قوله تعالى:" يشاءُ إِلى " ونحوه من كل ما اجتمع فيه همزتا قطع من كلمتين والأولى منهما مضمومة والثانية مكسورة، اختلف أهل الأداء فيه عن الأصبهاني بين تسهيل ثانية همزتيه بين الهمزة والياء وإبدالها واوًا. فنص على إبدالها واوًا أبو العز في كفايته وأشار إليه ابن فارس في جامعه والصفراوي في إعلانه والهذلي في كامله وابن شيطا في تذكاره والمعدل في روضته وابن الفحام في تجريده مع أخذهم كبقيتهم عنه بالتسهيل. ويأتي الوجهان على كل من ثلاثة المنفصل وثلاثة المتصل والتكبير العام وتركه والغنة وعدمها
1 / 13
عند الانفراد أما إذا اجتمعت فيمتنع الإبدال على القصر في المنفصل مع توسط المتصل ويختص عند الغنة بتوسط المنفصل مع إشباع المتصل وقد نظمت ذلك فقلت:
لا تبدلن كالسوء إن إن تقصرن - لدى توسط كذاك إن تغن
مع غير توسيطٍ بإشباعٍ جرَى - خذه مقالا صافيًا محرَّرا
ففي قوله تعالى: " سيقول السفهاء " الآية، ستة أوجه: الوجهان في " يشاء إلى" على كل من الأوجه الثلاثة في المتصل. فإذا وصلت إلى قوله تعالى: " ويكون الرسول عليكم شهيدا " فترتقي إلى ثمانية عشر وجها: أربعة على ثلاث المتصل وهي قصر المنفصل وثلاثة على كل من وجهي " يشاء إلى " مع عدم الغنة. وأربعة على توسطه وهي التسهيل مع قصر المنفصل بلا غنة ومع توسطه بلا غنة وبها. والإبدال مع توسط المنفصل وعدم الغنة. وعشرة على إشباعه وهي التسهيل مع ثلاثة المنفصل وعلى كل منها ترك الغنة فيهما ومع توسطه مع ترك الغنة وإبقائها. وفي قوله تعالى: " فإن لم يكونا رجلين " إلى قوله: " إلى أجله "، ثمانية عشر وجها أيضا: ثلاثة عشر على ترك الغنة: أربعة منها على ثلاث المتصل وهي القصر وفويقه في المنفصل على كل من التسهيل والإبدال في " الشهداء إذا". وثلاثة على توسطه وهي تسهيل " الشهداء إذا " مع قصر المنفصل وتوسطه والإبدال مع توسطه لا غير. وستة على إشباعه وهي ثلاثة المنفصل على كل من وجهي " الشهداء إذا ". وخمسة على إبقاء الغنة وهي توسط المدين مع التسهيل وإشباع المتصل مع التسهيل وأوجه المنفصل الثلاثة ومع الإبدال وتوسط المنفصل. ثمّ قال:
القول في الهمز المفرد
[وكلَّ همزٍ ساكنٍ أبدله مدْ ... لا خمسَ أسماءٍ وأفعالٍ تُعدْ]
1 / 14
[فأمَّا الأسماءُ فهُنَّ البأْسُ ... ولُؤْلُؤًا كأْسًا ورِءْيًا رأْسُ]
[وأمَّا الأفعالُ فكيف اقرأ معاَ ... هيئْ ونبئْ جئْتُ تُؤِوي قلْ معاَ]
أمر بإبدال كل همزة ساكنة سواء كانت فاء أو عينا أو لاما. نحو: يؤمنون، فأتوا، لقائنا ائت، بئس، بئر، الرؤيا، في السموات ائتوني، شئتما، تسؤكم، إن يشأ. - حرف مد من جنس حركة سابقها إن كان ضمة فواو أو كسرة فياء أو فتحة فألف. واستثنى من ذلك خمسة أسماء وخمسة أفعال فقرأها بتحقيق الهمزة. فأما الأسماء فهي: البأس والبأساء واللؤلؤ ولؤلؤ والكأس وبكأس وكأسا ورءيا بمريم والرأس ورأسه كيف وقعت. وأما الأفعال فهي اقرأ وما جاء من لفظه. نحو: قرأناه وقرأت. وهيئ ويهيئ. ونبئ وما جاء من لفظه. نحو: أنبئهم ونبئهم ونبئنا ونبأتكما. وجئت وما جاء من لفظه. نحو: جئتمونا وجئناكم وأجئتنا. وتؤوي وتؤويه. قال:
[وإن طَرَا تحرُّكٌ وصلًا فَقِفْ ... على الأصول مُبدِلًا كماعرفْ]
يعني إذا كانت الهمزة محققة في الوصل لتحركها بحركة عارضة في قوله تعالى:" من يشأ الله يضلله " و" فإن يشأ الله يختم". ووقفت عليها فلا بد من إبدالها على الأصل المذكور لعودها إلى السكون. قال:
[وفي مؤذِّنٌ لِئَلاَّ الهمزُ لهْ ... كذا النَّسيءُ والفؤادَ أبدلَهْ]
[وخاسئًا وملئَتْ وفبأيْ ... ناشئة اللّيل وبالخلف بِأَيْ]
[وبعضهم قد خصَّ بالتَّحقيقِ ... بأيِّكم فافهمه عن تحقيقِ]
[وامنع له الإبدال في هذا علَى ... قصرٍ مع التكبير تتبع الملاَ]
أخبر أن الأصبهاني قرأ " مؤذِّن " في الأعراف ويوسف، و" لئلا " في البقرة والنساء والحديد، و" النَّسيء " في التوبة بتحقيق الهمز. وقرأ " الفؤاد" في
1 / 15
الإسراء والنجم، و" فؤادك " في هود والفرقان، و" فؤاد أمِّ موسى " في القصص بإبدال الهمز واوًا. وقرأ " خاسئا " في الملك، و" ملئت " في الجن، و" فبأي آلاء " و" ناشئة الليل" في المزمل بإبدال الهمزة ياء بلا خلاف. واختلف عنه في " بأي" المجرد عن الفاء. نحو: بأي أرض، بأي ذنب، بأيكم المفتون. بين التحقيق والإبدال ياءً، فروى التحقيق للنهرواني عنه صاحب المستنير وأبو العز في كفايته وأبو العلاء في غايته وابن فارس في جامعه وللطبري عنه أبو معشر في تلخيصه والصفراوي في إعلانه وهو الذي في غاية ابن مهران، وروى الإبدال عنه الحمامي والمطوعي من جميع طرقهما إلا أبا العلاء في غايته على ما حرره الأزميري وإلا صاحب المبهج في قوله تعالى:" بأيِّكم المفتون " فإنه أخذ فيه بالوجهين. فيتعين تحقيق " بأي " مع مد المتصل ثلاثا وعند القصر مع الغنة وعند توسط النوعين معها أيضا. ويتعين إبداله مع توسط المنفصل عند إشباع المتصل مطلقا ومع قصر المنفصل عند توسط المتصل وعدم الغنة. ويجوز الإبدال وعدمه عند بقية الوجوه. وقد نظمت ذلك فقلت:
حقق بأي مع ثلاث المتصلْ - وعند غن إن تقصر ما انفصلْ
أو إن توسط فيهما وأبدلاَ - لدى توسط بإشباع حلاَ
وعند قصر مع توسط بلاَ - غن ومع باقي الوجوه أسجلاَ
قال:
[واقرأ بتسهيلٍ رأيتَ يوسفَا ... كذا بها رأيتهم لي فاعرفَا]
[كذا رآه مستقرًّا عندهُ ... كذا رأته حسبته بعدهُ]
[كذا رآها بالقصصْ رأيتَهمْ ... تعجب ولا تبدل كقل أريْتَكُمْ]
أمر أن يقرأ له بتسهيل همزة " رأى " في ستة مواضع: وهي " رأيت أحد عشر كوكبا " و" رأيتهم لي ساجدين " كلاهما في يوسف.
و" رآه
1 / 16
مستقرا عنده " و" رأته حسبته " كلاهما في النمل. و" رآها تهتز " في القصص. و" رأيتهم تعجب " في المنافقين. ثمّ نهى عن إبدال الهمزة التي بعد الراء في نحو: " قل أرأيتكم " يعني جميع ما جاء من لفظ أرأيت المسروق بهمزة الاستفهام مع الفاء وعدمها. نحو: أرأيتم، أرأيتكم، أفرأيتم، أفرأيت، أرأيت؛ فليس له في ذلك إلا تسهيل الهمزة قولا واحدا. قال:
[تأذَّنَ الأعرافَ سهِّلْ ثمّ فِي ... موضعِ إبراهيمَ خُلْفٌ اقْتُفِي]
أمر أن يقرأ له بتسهيل الهمزة في قوله تعالى: " تأذّن ربُّك ليبعثن " في سورة الأعراف خاصة من غير خلاف. ثمّ أخبر أنه اختلف عنه في " وإذ تأذن ربُّكم " في سورة إبراهيم فأخذ له بتسهيل همزته أبو العلاء في غايته وابن شيطا في تذكاره وابن خيرون في مفتاحه والخياط في جامعه والهذلي في كامله والصفراوي في إعلانه. وأخذ له فيه بالوجهين سبط الخياط في مبهجه وللمطوعي وغيره عنه أبو معشر في تلخيصه. وأخذ له بتحقيقه بقية أهل الأداء عنه إلا أن نسخ الكفاية اختلفت ففي بعضها التحقيق وفي بعضها التسهيل ولم يرجح في النشر أحد الوجهين على الآخر فيصح الأخذ بهما. فيتعين فيه التسهيل على مد المتصل ثلاثا وعلى توسط المنفصل عند إشباع المتصل. ويتعين تحقيقه على توسط المتصل وعلى مده مع القصر والغنة. ويجوز فيه الوجهان على بقية الوجوه وقد نظمت ذلك فقلت بعد بيت النظم:
تأذّن الأعراف سهِّل ثمّ فِي - موضع إبراهيم خلف اقتفِي
فسهلنه إن تثلث ما اتصلَ - أو إن توسط عند إشباع حصلَ
بدون غنّ أو به وحققَا - لدى توسط اتصال مطلقَا
وعند مده بغن قاصرَا - وعند غير ذي فأطلق تؤجرَا
1 / 17
ففي قوله تعالى: " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظّلمات إلى النّور " إلى قوله تعالى: " إن عذابي لشديد " أربعة عشر وجها: خمسة على قصر المنفصل وهي، عدم الغنة مع مد المتصل ثلاثا والتسهيل ومع مده أربعا والتحقيق ومع مده ستا والتحقيق والتسهيل. والغنة مع إشباع المتصل والتحقيق. وخمسة على مده ثلاثا، وهي عدم الغنة مع مد المتصل ثلاثا والتسهيل ومع مده ستا والتحقيق والتسهيل والغنة مع مد المتصل ستا ووجهي " تأذّن ". وأربعة على توسطه، وهي عدم الغنة مع توسط المتصل والتحقيق ومع إشباعه والتسهيل. والغنة كذلك. قال:
[وفي اطْمأَنَّ معْ كَأَنْ فسهِّلنْ ... كذاكَ مَا شدِّد نحوُ ويْكَأَنْ]
أمر بتسهيل الهمزة في قوله تعالى: " اطمأنّوا بها " في يونس وقوله:" اطمأنّ به" في الحج. وكأنْ بإسكان النون. نحو: " كأن لم تغن "،" كأن لم يلبثوا ". وكأنّ بتشديدها. نحو: " كأنّهم يوم يرون "،" كأنّما أغشيت "،" كأنّهن "،" ووكأنّ "، " وويكأنّ "،" وويكأنّه " كلاهما في القصص. قال:
[وأفأنتَ أفأصفَا أملأنْ ... أفأَمِنْ همزًا أخيرًا سهِّلنْ]
أمر أن يقرأ له بتسهيل الهمزة الثانية في نحو: أفأنت، أفأنتم، أفأصفاكم ربكم، ولأملأنّ، ووقعت في الأعراف وهود والسجدة وص. وأفأمن أهل القرى في الأعراف. وأفأمنوا مكر الله، وأفأمنوا أن تأتيهم، وأفأمن الذين، وأفأمنتم أن يخسف. قال:
[هَاأنتُمُ فسهِّلًا بِلاَ ألفْ ... ومُدَّ واقصرْ إن تسهِّل بالألِفْ]
[ومدَّهُ امنع مع قصر المنفصلْ ... وما له إبدالُ همزِهِ نُقِلْ]
يعني أنه ورد عنه في " هاأنتم " موضعي آل عمران وفي النساء والقتال تسهيل الهمزة فقط أي من غير خلاف ولم يرد عنه إبدالها لكنه اختلف عنه في حذف الألف وإثباتها بعد الهاء فأثبتها بعض
1 / 18
أهل الأداء عنه وهو الذي في المبهج والإعلان والتجريد والجامع والروضتين وللنهرواني في كفاية أبي العز وغاية أبي العلاء وللحمامي في المستنير وأحد الوجهين في التلخيص وغاية ابن مهران وحَذَفَهَا بقيتهم. ويجوز على إثباتها المد والقصر لأنها حينئذ من باب حرف المد الواقع قبل همز مغير، قال في الحرز:
وإن حرف مد قبل همز مغير - يجز قصره والمد ما زال أعدلا.اهـ.
ويأتي كل منهما مع مد المنفصل ثلاثا وأربعا. ويأتي القصر فقط مع قصره. ويأتي الحذف مع كل من قصر المنفصل ومده ثلاثا وأربعا. وأما المد المتصل فيجوز الإثبات مع أوجهه الثلاثة سوى طوله عند توسط المنفصل. ويجوز الحذف مع توسطه وطوله دون مده ثلاثا وقد أشرت إلى ذلك نظما فقلت:
هاأنتم مع ألف فسهِّلاَ - لدى ثلاث ذي اتصال يا فلاَ
وسهلنه بدون ذي الألفْ - لدى توسط مع الطويل صِفْ
أو إن توسط قاصرا يا ذا التقَى - وعند سائر الوجوه أطلقَا
ففي قوله تعالى: " هاأنتم هؤلاء " أربعة عشر وجها: خمسة على الحذف وهي: قصر المنفصل مع توسط المتصل وإشباعه ومد المنفصل ثلاثا مع إشباع المتصل، وتوسط المنفصل مع توسط المتصل وإشباعه، ووجهان على إثبات الألف مع مدها ثلاثا وهما مد المنفصل ثلاثا مع مد المتصل ثلاثا وستا، وواحد على إثبات الألف مع توسيطها وهو توسط المدين، وستة على إثباتها مع قصرها للتسهيل وهي قصر المنفصل مع أوجه المتصل الثلاثة، ومد المنفصل ثلاثا مع مد المتصل ثلاثا وستا، وتوسيطهما. قال:
[ورُمْ مسهِّلًا بوقفِ اللاَّءِي ... كما روَوْا أو بسكون الياءِ]
يعني أنّك إذا وقفت على اللاءي حيث وقع وهو في الأحزاب والمجادلة والطلاق فقف عليه بتسهيل الهمزة مع رومها مع المد والقصر
1 / 19
للتغير أو بسكون الياء مع الإشباع للساكنين. ثمّ على الأول يختص القصر بقصر المنفصل ففيهما مد " اللاءى " وقصره لأصحاب قصر المنفصل ومده فقط لأصحاب المد. ثمّ قال:
القول في نقل حركة الهمزة إلى السّاكن قبلها
[ألْحقْ بباب النَّقلِ أوآباؤُنَا ... فانْقُلْهُ إذ في السُّورتينِ سُكِّنَا]
[والنَّقلُ والتَّحقيقُ مروِيَّانِ ... في مِلْءُ وهو جاء في عمرانِ]
يعني أنه قرأ " أوآباؤنا " في الصافات والواقعة بسكون الواو فيدخل عنده في باب النقل فيجري فيه على قاعدته من نقل حركة الهمزة إلى الواو الساكنة قبلها. ثمّ أخبر أن النقل والتحقيق وَرَدَا عنه في ملء من قوله تعالى: " ملء الأرض ذهبا " في آل عمران، وبالنقل قطع صاحب الكامل وأخذ به للنهرواني في غاية الاختصار والكفاية والمستنير والجامع وهو الذي وجده الأزميري للأصبهاني في المصباح خلافا للنشر وبالتحقيق أخذ جمهور أهل الأداء عنه. ثمّ إن النقل يأتي مع قصر المنفصل عند إشباع المتصل وتوسطه ومع مد المنفصل ثلاثا أو أربعا عند طول المتصل ويمنع مع بقية أوجه المدين. ويمتنع التحقيق على توسط المنفصل عند إشباع المتصل ويأتي مع بقية الأوجه المدين وقد أشرت إلى ذلك ببيتين ألحقتهما ببيت النظم فقلت:
والنقل والتحقيق مرويانِ - في ملء وهو جاء في عمرانِ
لا عند توسيط بمد فامنعَا - تحقيقه وكن لقولي سامعَا
ونقله امنع مع ثلاث المتصلْ - ومع توسط بمديك حصلْ
ففي قوله تعالى: " فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا " الآية عشرة أوجه: أربعة على النقل وهي قصر المنفصل مع توسط المتصل وإشباعه ومد المنفصل ثلاثا وأربعا مع إشباع المتصل معهما، وستة على التحقيق وهي قصر المنفصل ومده ثلاثا مع ما يجوز عليهما في المتصل وتوسطهما.
1 / 20
تتمة
قوله تعالى: " كتابيه إني " في سورة الحاقة اختلف أهل الأداء فيه عن الأصبهاني: فرواه عنه بتحقيق الهمزة من غير نقل ابن الفحام في تجريده وكذا أبو معشر في تلخيصه وأبو الكرم في مصباحه على ما حققه الأزميري خلافا لظاهر النشر. ورواه عنه غيرهم بالنقل. فيأتي نقله مع سبعة المدين، ويأتي تحقيقه مع توسط المتصل مطلقا ومع إشباعه عند ثلاث المنفصل؛ ففي قوله تعالى: " هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت " الآية خمسة أوجه: مد المتصل ثلاثا مع النقل فقط ومده أربعا وستا مع النقل والتحقيق عليهما. فإذا وصلت إلى قوله: " الخالية " كانت عشرة: وجهان على مد المتصل ثلاثا وهما النقل مع قصر المنفصل ومده ثلاثا، وأربعة على مده أربعا وهي النقل والتحقيق وعلى كل منهما قصر المنفصل ومده أربعا، ووجه النقل مع القصر على ظاهر النشر، وأربعة على إشباعه وهي النقل مع الأوجه الثلاثة في المنفصل والتحقيق مع مده ثلاثا فقط. ثمّ قال:
القول في الإظهار والإدغام
[كحُمِّلت أظهِرْ ون والقلمْ ... والخُلفُ في يس معْ يلهثْ يُؤَمْ]
أمر أن يقرأ له بإظهار تاء التأنيث الساكنة عند الظاء: نحو: "حملت ظهورهما"، " كانت ظالمة ". والنون عند الواو من قوله تعالى: " ن والقلم " بلا خلاف. ثمّ أخبر أنه اختلف عنه بين إظهار النون عند الواو وإدغامها فيها في قوله تعالى: " يس والقرآن ". وبين إظهار الثاء عند الذال وإدغامها فيها في قوله تعالى: " أو تتركه يلهث ذلك " في الأعراف. أما " يس والقرآن " فأخذ له بإظهاره ابن مهران في غايته وبإدغامه الباقون. وأما " يلهث ذلك " فأخذ له بإدغامه قولا واحدا ابن مهران في غايته وبالوجهين أبو معشر في تلخيصه وكذلك الهذلي في كامله لكنه اختار الإدغام وبإظهاره فقط بقية أهل الأداء عنه. قال:
[وقاصِرًا إدغَامَهُ يلهثْ ذَرِ ... وغُنَّ معْ خُلْفٍ ولا تُكَبِّرِ]
1 / 21