The Sunna in Confrontation with Falsehoods
السنة في مواجهة الأباطيل
প্রকাশক
دعوة الحق سلسلة شهرية تصدر مع مطلع كل شهر عربي
প্রকাশনার স্থান
السَنَة الثانية
জনগুলি
٩ - قال الأستاذ أحمد أمين: «إنَّ أبا هريرة لم يكن يقتصر على ما سمع من الرسول ﷺ. بل كان يُحَدِّثُ عنه بما سمعه من غيره، فقد رُوِيَ أَنَّ رسول الله ﷺ قال: " مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا، فَلاَ صَوْمَ لَهُ " فأنكرت ذلك عَائِشَةُ ﵂ وَقَالَتْ: " كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ غَيْرِ احْتِلاَمٍ فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ " فلما ذُكِرَ ذلك لأبي هريرة قال: " إِنَّهَا أَعْلَمُ مِنِّي وَإِنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ بَلْ سَمِعْتُهُ مِنَ الفَضْلِ بْن العَبَّاسِ» (١).
الجواب على ذلك:
أولًا: إنَّ إسناد أبي هريرة إلى الرسول ﷺ ما لم يسمعه منه شيء لم ينفرد به أبو هريرة بل شاركه فيه صغار الصحابة، ومن تأخَّر إسلامه فعائشة وأنس والبراء وابن عباس وابن عمر، هؤلاء وأمثالهم أسندوا إلى الرسول ﷺ ما سمعوه من صحابته عنه وذلك لما ثبت عندهم من عدالة الصحابي وصدقه، فقد روى ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قال: «مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ». وأسنده إلى أبي هريرة.
وقد قال أنس ﵁: «مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمْ بِهِ سَمِعْنِاهُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ، [وَلَكِنْ كَانَ يُحَدِّثُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَلاَ يَتَّهِمُ بَعْضُنَا بَعْضًا]».
وقال البراء: «مَا كُلُّ الْحَدِيثِ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ، كَانَ يُحَدِّثُنَا أَصْحَابُنَا عَنْهُ، كَانَتْ تَشْغَلُنَا عَنْهُ رَعِيَّةُ الإِبِلِ». وهذا ما يُسَمَّى عند العلماء بمرسل الصحابي وقد أجمعوا
(١) " فجر الإسلام ": ص ٢٦٩.
1 / 126