مواقف العلماء عبر العصور في الدعوة إلى الله تعالى
مواقف العلماء عبر العصور في الدعوة إلى الله تعالى
প্রকাশক
مطبعة سفير
প্রকাশনার স্থান
الرياض
জনগুলি
وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (١). فنكس الناصر رأسه طويلًا، وبكى، ثم قال: جزاك اللَّه عنا خيرًا وعن المسلمين، وأكثر في المسلمين مثلك، الذي قلت هو الحق. ثم قام عن المجلس وأمر بنقض سقف القبة، ونزع الذهب والجواهر (٢).
اللَّه أبكر، ما أحكمه من موقف! نُزِعَ بسببه الذهب والجواهر، وغُيّر به المنكر، وتأثر به الخليفة!
وقد خطب منذر بن سعيد خطبة عظيمة في يوم الجمعة عندما حضر الناصر في جامع الزهراء (٣)، فأدخل في خطبته قوله – تعالى -: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ، وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ، وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (٤). واسترسل يقول: ولا تقولوا: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ، إِنْ هَذَا إِلاّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ، وَمَا
_________
(١) سورة الزخرف، الآيات: ٣٣ – ٣٥.
(٢) انظر: الكامل لابن الأثير، ٧/ ٨٢، والبداية والنهاية، ١١/ ٢٨٨، وسير أعلام النبلاء، ٨/ ٢٦٧ - ٢٦٨ و١٦/ ١٧٧.
(٣) انظر: سير أعلام النبلاء، ١٦/ ١٧٧.
(٤) سورة الشعراء، الآيات: ١٢٨ – ١٣٥.
1 / 8