السير وراء التصحيح ولذلك أرى أن أُعَرِّجَ على البند الثاني وهو قول الإمام " علي " في الخلافة لنرى بوضوح كيف أن الإمام كان يقول بصراحة: أن لا نص هناك من الله في الخلافة.
ثانيًا - أقوال الإمام " علي " في الخلافة:
يقول الإمام " عليًا "؟ دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرًا له وجوه وألوان واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلِّي أَسْمَعَكم وأَطْيَعَكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا ... (١)؟
ولنستمع إلى الإمام مرة أخرى وهو يخاطب أهل الشورى قبل بيعة عثمان:؟ ولقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا عَلَيَّ خاصّة التماسًا لأجر ذلك وفضله (٢) .....؟.
وهذا هو الإمام يجيب بعض أصحابه وقد سأله: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟:؟ وقد استعملت فاعلم أما الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسبًا والأشدون برسول الله صلى الله عليه وآله نوطا فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس وسخت عنها نفوس قوم آخرين والحكم لله والمعود إليه القيامة (٣) ....؟
ولنقرأ معًا نصوصًا أخرى للإمام فيها وضوح وصراحة في رغبته عن الخلافة وأنه كان يدفعها عن نفسه دفعًا ولكنه كان يعتقد بأنه أحق من غيره بها، ولم يذكر الإمام أن هناك نصًا من الله وتشريعًا إلهيًا ورد في الخلافة، يقول الإمام:؟ والله ما كانت لي في الخلافة رغبة ولا في
_________
(١) - نهج البلاغة ج١ ص١٨٢
(٢) - نهج البلاغة ج١ ص١٢٦
(٣) - نهج البلاغة ج٢ ص٦٤
1 / 33