أجزاءها، ويحدث فيها استقرارًا سياسيًا وأمنًا شاملًا، فقد كانت محكومة بغلبة الأخيضريين العلويين الذين أعلنوا استقلالهم عن الخلافة العباسية واستمر ملكهم على اليمامة حتى غلبهم القرامطة سنة ٣١٧ هـ١.
ويذكر حمد الجاسر في كتابه (مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ) أن المؤرخين يكادون يجمعون على أنه في سنة ١٢٥٣هـ تقريبًا استولى الأخيضريون أسرة علوية على اليمامة، وكانوا سيئي السيرة فلم يقتصر ضررهم على إضعاف تلك المدينة وتشتيت أهلها عند غزوهم إياها. بل شمل غيرها من مدن نجد في ذلك العهد وانقشع أهلها من جورهم إلى أرض مصر، ولم ينتزع أحد منهم هذه الولاية إذ ليس بجوارهم سلطان أو ملك قاهر وهم ذوو شوكة ومن فرقة الزيدية، يقولون في الآذان: (محمد وعلي خير البشر وحي على خير العمل) .
ويقرر الجاسر أنه منذ أن حكم هؤلاء الأخيضريون اليمامة وما حولوها من نجد إلى قيام الدولة السعودية بنصرة الدعوة الإصلاحية الدينية بعد منتصف القرن الثاني عشر الهجري واليمامة وما حولها تعيش فترة من التاريخ مجهولة إلا نتفًا ضئيلة من بعض المؤرخين، لأن حكم الأخيضريين قضى على مدينة الحجر قصبة اليمامة وشرد أهلها وأضعف شأنها، ثم بزوال الأخيضريين لم تحكم اليمامة حكمًا قويًا ولم تقم فيها أية دولة ذات