243

The Rhetorical System Between Theory and Practice

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

প্রকাশক

دار الطباعة المحمدية القاهرة

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤٠٣ هـ

প্রকাশনার বছর

١٩٨٣ م

প্রকাশনার স্থান

مصر

জনগুলি

فقول الله تعالى: "إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" قد قصد فيه تعظيم المسند إليه وهو القرآن الكريم - بالقرب تنزيلا لقربه من النفس منزلة قرب المسافة، ولهذا عبر عنه باسم الإشارة الموضوع للقريب تحقيقًا لهذا الغرض. وقول الله تعالى: - حكاية عن امرأة العزيز - ردًا على أولئك النسوة اللائي لمنها في يوسف ﵇: "فذلكن الذي لمتنني فيه" قد قصد فيه تعظيم يوسف ﵇، ولهذا عبر عنه باسم الإشارة الموضوع للبعيد فقال "فذلكن" ولم يقل: "فهذا" - مع أنه كان حاضرًا معهن في المجلس رفعًا لمنزلته في الحسن البالغ حد الكمال، وتمهيدًا لإبداء العذر في افتتانها به. وقوله تعالى: "ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ" قد قصد فيه تعظيم المسند إليه - وهو الكتاب - فعبر عنه باسم الإشارة للبعيد، رفعا لمنزلته، وتعظيما لشأنه. وقوله تعالى: "فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ" قد قصد فيه تحقير المسند إليه - وهو الذي يدع اليتيم - بالبعد تنزيلا لبعده عن ساحة عز الحضور والخطاب، منزلة بعد المسافة. واستمع إلى قول الله تعالى: "فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ * ومَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ" تجد أنه قد عبر عن المسند إليه - في الآية الأولى - وهم الذين ثقلت موازينهم يوم القيامة - باسم الإشارة الموضوع للبعيد تعظيمًا لشأنهم، وبعد منازلهم. وأنه قد عبر عن المسند إليه - أيضًا - في الآية الثانية - وهم الذين

1 / 246