210

The Rhetorical System Between Theory and Practice

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

প্রকাশক

دار الطباعة المحمدية القاهرة

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤٠٣ هـ

প্রকাশনার বছর

١٩٨٣ م

প্রকাশনার স্থান

مصر

জনগুলি

ومن ذلك قول جرير في بني تيم (١): ويقضى الأمر حين تغيب "تيم" ... ولا يستأذنون وهم شهود فإنك لو رأيت عبيد "تيم" ... و"تيمًا" قلت: أيهم العبيد؟ ! فالشاعر يهجو قبيلة "تيم" بأنهم قوم محتقرون، وليس لهممن الأمر شيء، فلا هم ينتظرون لأمر، وهم غائبون، ولا هم يستأذنون فيه وهم حاضرون، فشأنهم شأن العبيد، فلو رأيتهم وعبيدهم لما استطعت أن تفرق بينهم لحقارتهم جميعًا. وقد رأيت أنه لم يوجه خطابه - في البيت الثاني - إلى مخاطب معين بقوله: (رأيت) وقوله: (قلت) وإنما جعله خطابا عامًا، يشمل كل من تتأتى منه الرؤية، وكل من يتأتى منه القول، ليشهر بهم، ويفضح أمرهم بين الناس. ويكثر هذا الأسلوب - أعني خروج الخطاب عن التعيين إلى العموم - في الحكم والنصائح وذلك لتكون الفائدة عامة شاملة، لا تقتصر على فرد دون فرد ولا على قوم دون قوم ولا على جيل دون جيل. ومن ذلك قول أبي الطيب المتنبي (٢): إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى والشاهد هو البيت الأول، فهو حكمة سائرة كما ترى - ولهذا فإنه لم يوجه الخطاب فيه إلى معين، ليظل حكمة تتوارثها الأجيال.

(١») العمدة حـ ٢ صـ ١٧٣ (٢») ديوان أبي الطيب حـ ١ صـ ٢٨٨

1 / 213