154

The Rhetorical System Between Theory and Practice

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

প্রকাশক

دار الطباعة المحمدية القاهرة

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤٠٣ هـ

প্রকাশনার বছর

١٩٨٣ م

প্রকাশনার স্থান

مصر

জনগুলি

البيتان الأخيران، فإن مراده بوصية لقمان: قوله: "يا بني لا تشرك بالله، إن الشرك لظلم عظيم، وفي هذا القول دليل على أن القائل متجوز في كلامه - سيما البيت الأخير -، فهو أصرح في الدلالة على هذا التجوز، فكلا البيتين قرينة "لفظية صارفة" عن أن يكون إسناد الإشابة والإفناء إلى تعاقب الأيام والليالي إسنادًا حقيقيًا. والمعنوية: هي: ألا يكون في الكلام لفظ يصرفه عن إرادة الظاهر منه، بل هو أمر خارج عن اللفظ وذلك لأحد أمرين: الأول: أن يكون صدور المسند من المسند إليه، أو قيامه به مستحيلًا عقلًا أو عادة. فالمستحيل عقلًا، كما في قولك: "محبتك جاءت بي إليك" فإسناد المجيء إلى المحبة مجاز عقلي علاقته السببية وقرينته، استحالة صدور المجيء من المحبة عقلًا. والمستحيل عادة: كما في قولهم هزم القائد الجيش، فإسناد الهزيمة إلى القائد مجاز عقلي: علاقته السببية، وقرينته: استحالة أن يهزم القائد الجيش وحده عادة - وإن أمكن ذلك عقلًا -. ومنه قولهم: "بني صلاح الدين القلعة" و"فتح عمرو بن العاص مصر". الثاني: أن يكون الكلام صادرًا عن الموحد، كقول غلام لبشام بن عبد الملك: "أصابتنا سغون ثلاثة: فسنة "أكلت اللحم، وسنه أذابت الشحم، وسنة طحنت العظم، فهذه الأسانيد الثلاثة مجازات عقلية، من إسناد الفعل إلى الزمان، أو إلى السبب.

1 / 157