الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا
الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا
জনগুলি
يتعرض القوي للعقوبة ولا لشيء يردعه، ويشرعون لقتل كل من يُفرَّط بشبر من الأرض الموعودة كما تتأول ذلك الصهيونية السياسية، وتأمر بقتل كل فلسطيني لم يخرج من الأرض الموعودة (١).
الثاني: "جارك" أو"القريب" أو حتى "الإنسان" بالمعنى الشوفيني الحصري (٢)، تعني: اليهود فقط؛ وذلك في كل موضع يمكن توظيف النص فيه لصالح العنصرية اليهودية؛ ولذا فالعبارة الشهيرة في العهد القديم سفر اللاوين: ١٨: ١٩ "بل تحب قريبك كنفسك" (٣). تفسر في اليهودية الكلاسيكية (واليهودية الأرثوذوكسية حاليًا) كأمر بأن يحب اليهودي قريبه اليهودي، وليس أي جار آخر غير يهودي.
الثالث: عبارة "لا تهمل دم جارك"، يفترض أنها تعني ألا يقف الإنسان (اليهودي) غير مبالٍ عندما تتعرض حياة (دم) جاره اليهودي وغير اليهودي للخطر؛ لكننا نلاحظ في التعاليم اليهودية منع اليهودي عمومًا من إنقاذ حياة غير اليهودي؛ لأنه ليس قريبًا له (٤).
الرابع: جاء في العهد القديم سفر اللاوين: (١٠: ١٩) " وكرمك لا تعلله، ونثار كرمك لا تلتقط للمسكين والغريب تتركه أنا الرب إلهكم " (٥)، فإنها تفسر كإشارة إلى الفقير اليهودي، ومعتنقي الديانة اليهودية فقط.
وهذه الأمثلة تؤكد أن اليهود الأرثوذكس الآن (بل كل اليهود ما قبل عام (١٧٨٠ م) عندما كانوا يقرؤون التوراة فإنهم يقرؤون في الواقع كتابًا مختلفًا، بمعانٍ تختلف تمامًا عن التوراة التي يقرؤها غير
(١) انظر: القلم الجريء مفكرون غربيون ويهود انتقدوا الصهيونية، (ص: ٢١٨ - ٢٢٨)، المؤلف: إسرائيل شاحاق، ليفيا روكاش، ولبر سنسر، الفريد ليلينثال، روجيه جارودي، الناشر: المجلس الأعلى للثقافة عام ٢٠٠٣ م، القاهرة مصر. ترجمة البراق عبد الهادي رضا.
(٢) والمقصود بالشوفيني الحصري: النعرة الوطنية (الشوفينية) وهي تعبير يشير إلى موقف وطني متطرف مولع بالحرب. يسمى الشخص الذي يتبنى مثل هذا الموقف الشوفيني، بدأ المصطلح في بريطانيا أثناء سبعينيات القرن التاسع عشر الميلادي، حين ترددت الحكومة البريطانية بقيادة رئيس الوزراء بنجامين دزرائيلي في التدخل في الحرب بين روسيا وتركيا. انظر: الموسوعة العربية العالمية (/ ١).
(٣) انظر: سفر اللاوين: (١٨: ١٩) موسوعة الكتاب المقدس، (١/ ٢١٧)، وإنجيل متَّى: (٣٩: ٢٢) موسوعة الكتاب المقدس (٤/ ١٧٤) مرجع سابق.
(٤) انظر: كتاب اليهودية الأرثوذوكسية، (ص: ١٠٩ - ١١٠) مرجع سابق.
(٥) انظر: سفر اللآوين (١٢: ٢٩) موسوعة الكتاب المقدس (١/ ٢١٦).
1 / 250