القرآن ونقض مطاعن الرهبان
القرآن ونقض مطاعن الرهبان
জনগুলি
عيسى ليسَ كخلْقِ آدم، قال: " أَمّا تَشبيهُ المسيح بآدَم، بما يُفيدُ أَنَّ المسيحَ
مخلون كآدمَ بأَمْرِ الله، فهذا خَطَأ..
لأَنَّ المسيحَ ليس بكائِنٍ من كلمةِ الله، بل هو ذاتُه كلمةُ اللهِ الأَزليّ، الذي تَجَسَّدَ من مريمَ العذراء، وظَهَرَ بينَ الناسِ ليخلَصَهم.. ".
يَرى الفادي أَنَ آدمَ ﵇ خُلِقَ بكلمةٍ من الله، وكُلُّ بَشَرٍ خُلِقَ بكلمةٍ من الله، إِلّا المسيحُ ﵇، فإِنه ليسَ مَخْلوقًا بكلمةٍ من الله، وإِنما هو كلمةُ اللهِ ذاتُها، التي يَخْلُقُ بها الناس، وهي كلمةٌ أَزليةٌ غيرُ مَخلوقة، وَجَّهَها الله ُ إِلى مريم، وتجسَّدَتْ هذه الكلمةُ في عيسى!!.
ومعنى هذا الكلامِ أَنَّ عيسى ليسَ مخلوقًا، وإِنما هو أَزَليّ، والأَزَلِيُّ
هو الله، لأَنَّ كُلَّ ما سوى اللهِ مَخْلوق، فإِنْ لم يكنْ عيسى مخلوقًا، وإِنْ كانَ أَزَلِيًّا، فسيكونُ إِلهًا، لأَنَّ الموجودَ إِمّا أَنْ يكونَ مَخلوقًا حادِثًا، وإِمّا أَنْ يَكونَ أَزَليًّا خالِقًا، فإِنْ لم يكنْ مَخْلوقًا حادِثًا كان أَزَلِيًّا خالقًا!!.
إِنَّ جملةَ الفادي السابقةَ تأليه منه لعيسى ﵇.
وقد أَدانَ اللهُ الذين أَلّهوا عيسى ﵇ وكفَّرَهم، وذلكَ في قولِه تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) .
ثانيًا: وضوح حديث القرآن عن المسيح:
كانَ القرآن واضحًا صريحًا في تقريرِه خَلْقَ عيسى كخلقِ آدمَ ﵇، وَوَجْهُ الشَّبَهِ بينَهما أَنَ كُلًّا منهما خُلِقَ بكلمةِ اللهِ الأَزلية، التي خَلَقَ بها باقي المخلوقين، وهي كلمةُ " كُنْ " التكوينية: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٥٩) .
ورغْمَ تقريرِ القرآنِ الواضحِ بشأنِ خَلْقِ عيسى ﵇، وأَنه عبدُ اللهِ ورسولُه، إِلَّا أَنَّ الفادي اتَّهَمَهُ بالتناقض.
قال: " ويقولُ القرآنُ في المسيحِ
1 / 287