السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي
السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي
প্রকাশক
مؤسسة الرسالة
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى ١٤٢٤هـ
প্রকাশনার বছর
٢٠٠٣م
জনগুলি
السبب الثاني: احتراق الكعبة؛ بسبب النار التي أوقدها بعض أصحاب ابن الزبير ﵄ في خيمة له؛ حيث طارت الرياح بلهب تلك النار، فأحرقت كسوة الكعبة، كما أحرقت الساج الذي بني في الكعبة حين عمرتها قريش، فضعفت جدران الكعبة، حتى إنها لتنقض من أعلاها إلى أسفلها، ويقع الحمام عليها فتتناثر حجارتها من الوهن والضعف.
ولما زال الحصار عن ابن الزبير ﵄ لإدبار الحصين بن نمير من مكة بعد أن بلغه موت يزيد بن معاوية، رأى ابن الزبير ﵄ أن يهدم الكعبة ويبنيها، فوافقه على ذلك نفر منهم جابر بن عبد الله، وكره ذلك نفر، منهم ابن عباس ﵄.
وكان هدم ابن الزبير للكعبة في يوم السبت في النصف الأول من جمادى الآخرة سنة أربع وستين للهجرة.
وقد بناها ابن الزبير على قواعد إبراهيم ﵇، وأدخل فيها ما أخرجه منها قريش في الحجر، وزاد في ارتفاعها على بناء قريش نظير ما زادته قريش على بناء الخليل ﵇ وذلك تسعة أذرع، فصار ارتفاعها سبعة وعشرين ذراعا وهي سبعة وعشرون مدماكا، وجعل لها بابين لاصقين بالأرض، أحدهما بابها الموجود اليوم، والآخر المقابل له من الجهة الغربية المسدود الآن، واعتمد في ذلك على ما أخبرته به خالته عائشة ﵂.
وجعل فيها ثلاث دعائم في صف واحد، وجعل لها درجا في ركنها الشامي يصعد منها إلى سطحها، وجعل فيها ميزابا يصب في الحجر، وجعل فيها روازن للضوء١.
والبناء المقصود من هذا المبحث، هو البناء الذي قامت به قريش، والذي
١ شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ج١ ص١٨٦.
1 / 246