السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

আহমেদ আহমেদ গাল্লোশ d. Unknown
138

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

প্রকাশক

مؤسسة الرسالة

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤٢٤هـ

প্রকাশনার বছর

٢٠٠٣م

জনগুলি

وقد تحدث القرآن عن هذه القرابة في مجال حث أهل مكة على الإيمان؛ حيث يقول تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ ١. فهي تشير إلى القرابة المعروفة بين رسول الله ﷺ وأهل مكة، والتي يجب أن تدفعهم إلى الإيمان بالإسلام أداء لحق المودة، والقرابة مع رسول الله ﷺ. ويقول تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ ٢.. والآية تتضمن -كما هو ظاهر- دلالة قاطعة على أن النبي ﷺ كان له في مكة عشيرة، أو بطن خاص يلتحم به التحام القرابة العصبية المباشرة، مع التحام هذا البطن الخاص بوشائج القربى مع سائر بطون قريش، والقرائن القرآنية مضافة إلى أخبار السيرة والروايات، تدل على أن هذا البطن الخاص كان ذا مكانة محترمة، وملك جانبا عزيزا بين الناس. لقد أمر النبي ﷺ كثيرا من المسلمين بالهجرة من مكة إلى الحبشة بسبب ما نالهم من اضطهاد قريش، لمتابعتهم النبي ﷺ وعدم وجود من يحميهم وينصرهم، في حين أن النبي ﷺ ومعه غيره من رجالات المسلمين القرشيين لم يهاجروا، وظل يقوم بدعوته قويا صريحا واضحا في الإنكار والتخويف والإنذار بلسان القرآن، معتمدا على الله تعالى الذي جعل له من أقربائه أنصارا، مع أنهم لم يؤمنوا بالإسلام٣.

١ سورة الشورى آية ٢٣. ٢ سورة الشعراء آية ٢١٤. ٣ يراجع في هذه القضية مواقف عمه أبي طالب الذي عاش حياته مدافعا عن محمد ﷺ مع أنه لم يؤمن، وقصة إسلام حمزة التي قامت دفاعا عن محمد ﷺ، واشتراك بني هاشم والمطلب مع المسلمين في حصار الكفار لهم.. وكلها تدل على ما كان للقرابة والعصبية من نصرة ومساندة. ويجب أن ينظر إلى أن الهجرة إلى الحبشة كانت للمحافظة على روح وقوة الجماعة المسلمة، ولإيصال الإسلام خارج جزيرة العرب.

1 / 148