ففي كلمة تأييد لإحدى البلاد تقرأ عبارة (الحكومة وشعبها).
لقد عُكِست علاقة الملكية: فبدلًا من أن يكون للشعب حكومة أصبح للحكومة شعبٌ، وأضحى المالك مملوكًا. بيد أن هذه الهفوة من أعراض انعكاس سلم القيم.
ب - وعلى الصعيد الاجتماعي
نتصدى للمشكلات في جانبها الكمي، والحلول التي تهمل الجانب النوعي تصاغ بعباراتٍ كميةٍ.
ففي إدارةٍ (ثورية) تم تجهيز مركزها بعددٍ كبير من المكاتب الفخمة التي لم تعرف أبدًا أين تضعها، لقد رأيت عددًا منها لا بأس به مكدسًا بعضها فوق بعضٍ في أحد الأفنية، ومن حسن حظها أن السماء لا تمطر كثيرًا في ذلك البلد، لكن الشمس تستطيع أن تتلف الخشب لأنه كان جبلًا من المكاتب الخشبية.
كذلك أراد أحد مراكز الاستشفاء أن يزود باحة مؤسسته بالسيارات؛ فجلب عددًا كبيرًا منها رأيتها واقفة على عجلاتها، وهي جديدة لم تستعمل بعد.
وبعضهم شرح لي بأنها متوقفة في هذا المكان منذ عامين. فللشيئية نتائج على الصعيد الاجتماعي، إنه التطور القصوري (entropique) أي استلاب سلطة المجتمع وتبديد وسائله.
إن النزعة الكمية والشيئية تولدان مظاهر اجتماعية غير متوقعة؛ فعلى باب إدارةٍ كان موظفٌ يراقب الداخلين ويسجل أسماءهم، وإذا ما عدت في اليوم التالي ترى أن التسجيل والموظف الذي يتولاه غير موجودين وهكذا تدخل. فالوظيفة قد ذهبت مع الموظف.