لا موتَ لي إلا إِذا الأَجَلُ انقضى ... فهُناك لا أتجاوزُ المحدودا
ومع البقاءِ فإِنَّني بك لاحقٌ ... من عن قريبٍ لاَ أراه بعيدا
حُزني عليك بقَدْر حبِّك لا أَرى ... يومًا على هذا وذاك مَزِيدا
ما هَدَّني مَرُّ السِّنينَ وإِنَّما ... أَمسيتُ بعدَك بالأسى مهدودا
يا ليتَ أَنّي لم أكن لك والدًا ... وكذاك أنت فلم تكن مولودا
فلقد شَقِيت ورُبَّما شَقِيَ الفتى ... بِفراق مَنْ يهوى وكان سعيدا
مَنْ ذمَّ جَفْنًا باخلًا بدموعه ... فعليه جَفْني لم يَزَلْ محمودا
يبكي ولا يَرْقا فأَحسَبُ دمعَهُ ... بالسُّحْب لا بشُؤونهِ ممدودا
فَلأَنْظِمَنَّ مَراثيًا مشهورةً ... تُنسي الأَنامَ مُتَمِّمًا ولَبِيدا