الرسالة النيروزية - ابن سينا - ضمن نوادر المخطوطات
الرسالة النيروزية - ابن سينا - ضمن نوادر المخطوطات
তদারক
عبد السلام هارون
প্রকাশক
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
সংস্করণের সংখ্যা
الثانية
প্রকাশনার বছর
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
জনগুলি
الرسالة النيروزية للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد اللّه ابن سينا ٣٧٠ - ٤٢٨
2 / 27
مقدّمة
وهذه رسالة طريفة أخرى تنتسب إلى النيروز، هي الرسالة «النيروزية» أو «النوروزية» للرئيس ابن سينا، يغوص فيها الشيخ الرئيس على المعاني الكامنة في فواتح عدة من سور القرآن الكريم، وهي الفواتح المركبة من حروف هجائية مثل «ألم» و«ألر» و«حم». وقد ساق ذلك كلّه في أسلوب فلسفي مبنى على مبادئ رياضية منطقية.
وقد ألف ابن سينا هذه الرسالة، ورسمها باسم السيد الأمير «أبي بكر محمد بن عبد اللّه» (^١)، لتكون هدية في يوم النيروز.
وابن سينا ليس في حاجة إلى أن نسهب في ترجمته، وهو أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا، ويعرف عند الإفرنج باسم: Avicenne
ولد بقرية من ضياع بخارى يقال لها «خرميثنا». وكان أبوه من العمال الكفاة. وقد انتقل الرئيس إلى «بخارى» وغيرها من البلاد، وأتقن القرآن والأدب وشيئا من أصول الدين والحساب والجبر والمقابلة وهو ابن عشر سنين. ثم قرأ كتب الحكمة والمنطق والطب، الذي تصدى لتدريسه وهو ابن ست عشرة سنة.
وذكر عند الأمير نوح بن نصر السامانى صاحب خراسان في مرض مرضه، فأحضره وعالجه حتى برئ، فاتصل به وقرب منه، ودخل دار كتبه النادرة فظفر منها بكثير من العلم، ولم يستكمل ثمان عشرة سنة إلا وقد فرغ من تحصيل العلوم.
ثم اتصل بكثير من الولاة والحكام ووزر لبعضهم.
ومن عجب أنه أفرط في علاج نفسه - وهو الطبيب النطاسى - فاشتد عليه الداء، وتوفى بهمذان سنة ٤٢٨ وكان مولده سنة ٣٧٠.
_________
(^١) النص على تعيين اسم المهدى إليه لم يرد إلا في نسخة مكتبة حيدر أباد المصورة بمعهد المخطوطات بالجامعة العربية، وكذا في النسخة المطبوعة بالجوائب مع تحريف. ونص على ذلك أيضا صاحب كشف الظنون عند الكلام على «الرسالة النيروزية». وقد ألف له ابن سينا أيضا «الرسالة الأضحوية». انظر ابن أبي أصيبعة ٢: ١٩.
2 / 28
ومن أشهر كتبه «القانون» في الطب، وقد مضى على طبعه في رومة أكثر من ٣٦٠ سنة إذ طبع سنة ١٥٩٣ م وتدوول في أكثر جامعات أوربة.
وأصدرت دار الكتب المصرية سنة ١٣٧٠ كتيبا بمؤلفاته - وهي تزيد على المائة - وذلك بمناسبة مرور ألف عام على مولده، جمعها وصنفها الأخ الأديب الأستاذ «فؤاد السيد».
نسخ الرسالة النيروزية:
طبعت هذه الرسالة للمرة الأولى في الجوائب سنة ١٢٩٨ هـ في ضمن (تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات)، ولا تعد تلك النشرة نشرة علمية، ومع ذلك فقد أجريت مقابلتها مع المخطوطات، رامزا إليها بالرمز (ط).
وقد أمكنني أن أحصل على خمس مخطوطات ليس فيها نسخة واحدة مؤرخة أو منسوبة.
١ - وأدقها وأكملها نسخة (ف) وهي نسخة في مجموعة بدار الكتب المصرية برقم ٩٣٥ فلسفة. الورقة ١ - ٥.
٢ - ثم نسخة (ع) وهي نسخة معهد المخطوطات بالجامعة العربية، مصورة من المكتبة الآصفية بحيدر أباد بالهند.
٣ - ويليها نسخة (م) وهي برقم ٢٠٠ مجاميع تيمور من الورقة ١٩٣ - ١٩٥.
٤ - ثم نسخة (ح) برقم ١٢١ حكمة تيمور.
٥ - ثم نسخة (ب) برقم ٣٨٧ فلسفة، وهو مصورة من نسخة المتحف البريطاني.
وقد قابلت بين هذه النسخ مستخلصا من بينها ما رأيته الصواب في توجيه بعض القراءات.
وإليك الرسالة:
2 / 29
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة النوروزية، للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا (^١).
خدم بها خزانة السيد الأمير أبي بكر محمد بن عبد الله، وجعلها هدية في يوم النوروز، وقد وسمها بالنوروزية (^٢).
كلٌّ تنزع (^٣) به همته إلى خدمة سيدنا ومولانا الشيخ الأمير (^٤) [السيد أبي بكر محمد بن عبد الله، أدام الله عزه (^٥)] بتحفة تجود بها ذات يده. (^٦) ولما رغبت في أن أكون واحد القوم (^٧) ومتابعًا للسَّواد الأعظم في إقامة (^٨) الرسوم (^٩) النيروزية، وكانت حالي تقعد بي عن إهدائه تحفة دنياوية (^١٠) تشاكل خزانته (^١١) الكريمة، ورأيت الحكمة أفضل مرغوب فيه، وأجل متحف به (^١٢) لا سيّما
_________
(^١) في ع: «رسالة للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد اللّه بن سينا البخاري ﵀».
(^٢) هذه العبارة انفردت بها نسخة ع.
(^٣) هذا ما في ع، ط. وفي ف: «بلوع»، تحريف.
(^٤) هذا ما في ع، ط. وفي ف: «الإمام».
(^٥) هذه التكملة من ع فقط. وفي ط: «السيد أبى بكر محمد بن عبد الرحيم».
(^٦) هذه العبارة انفردت بها ع، ف، ط.
(^٧) ف: «واحدا من القوم». وفي كشف الظنون «لما رغبوا في أن أكون واحد القوم».
(^٨) م وكشف الظنون: «إفادة».
(^٩) في ع، ف، م، ط: «الرسم». وكلمة «النيروزية» ساقطة من ع، ط.
(^١٠) م، ع: «عن إهداء تحفة دنيوية».
(^١١) م: «ذاته».
(^١٢) هذا ما في ع، ف، ط مع سقوط كلمة «به» من ف. وفي م «مرغوب فيها وأجل متحف بها».
2 / 30
[الحكمة (^١)] الإلهية، وخصوصًا ما كان حكمًا ملِّيًّا (^٢) ثم كان (^٣) يكشف سرًا هو [من] أغمض أسرار الحكمة والملَّة، وهو الإنباء عن الغرض المضمن في الحروف الخاصة فواتح عدة من السور الفرقانية (^٤) - اتخذت فيه رسالة وجعلتها هديتي النيروزية إليه (^٥) - فإن أفضل الهدايا الهداية، وأشرف التحف الحكمة - ووثقت بلطف موقعها (^٦) من نفس مولاي الشيخ الأمير السيد (^٧) [أدام الله عزه (^٨)]. وألفت هذه الرسالة مقسومة (^٩) إلى فصول ثلاثة (^١٠):
الأول (^١١): في ترتيب الموجودات والدلالة (^١٢) على خاصية كل مرتبة من مراتبها.
الثاني: في الدلالة على كيفية (^١٣) دلالة الحروف عليها.
الثالث: في الغرض. وباللّه التوفيق (^١٤).
_________
(^١) التكملة من ع، ف، ط وكشف الظنون.
(^٢) م: «حكما جليا».
(^٣) م: «ثم كان» ط: «ثم ما كان».
(^٤) ف: «فواتح السور الفرقانية».
(^٥) هذه الكلمة من ع، ط.
(^٦) م، ع: ط: «موقعه».
(^٧) الشيخ الأمير السيد، ليست في ف. وفي م: «الشيخ الكبير»، وأثبت ما في ع.
(^٨) التكملة من ع، ف، ط.
(^٩) م: «منسوبة» ف: «مقسوما» وقد جمعت الصواب منهما.
(^١٠) بدل ما مضى جميعه في ب على ما به من تحريف: «الرسالة النيروزية للشيخ الرئيس في الإنباء عن الغرض المضمر في الحروف الهجائية فواتح عدة سورة الفرقانية مقسومة على فصول ثلاث».
وفي ح: «قال أبو علي بن سينا في الرسالة النيروزية وهي الرسالة المقسومة إلى فصول ثلاثة».
(^١١) ح، ب، ع: «الفصل» قبل كل من الأول والثاني والثالث.
(^١٢) ح: «وفي الدلالة».
(^١٣) هذه الكلمة ساقطة من م.
(^١٤) «وباللّه التوفيق» من ب، م، ط.
2 / 31
الفصل الأول في ترتيب الموجودات والدلالة على خاصية كل مرتبة من مراتبها (^١)
هو جل وعلا مبدع المبدعات (^٢)، ومنشئ الكل (^٣). وهو ذات لا يمكن أن يكون متكثرًا، أو متغيرًا، أو متحيزًا (^٤)، أو متقومًا (^٥) بسبب (^٦) في ذاته، أو مباين لذاته (^٧). ولا يمكن أن يكون وجود في مرتبة وجوده، فضلا عن أن يكون فوقه. ولا وجود غيره ليس هو المفيد (^٨) إياه وقوامه، فضلًا عن أن يكون مستفيدًا عن وجود غيره وجوده (^٩)، بل هو الحق المحض (^١٠) والجود المحض، والخير المحض، والعلم المحض، والقدرة المحضة (^١١)، والحياة المحضة، من غير أن يدل بكل واحد من هذه الألفاظ على معنى مفرد على حدة (^١٢)، بل المفهوم منها عند الحكماء معنى واحد وذات واحدة (^١٣)، ولا يمكن أن يكون في ذاته (^١٤) مادة أو يخالطه بالقوة (^١٥)، أو يتأخر عنه شيء من أوصاف جلالته ذاتيا أو فعليا.
_________
(^١) هذه العبارة من ح فقط.
(^٢) م، ط: «واجب الوجود وهو مبدع المبدعات» ف: «في أن موجد الموجود وهو مبدع المبدعات» ب: «في الوجود فهو مبدع المبدعات»، وأثبت ما في ح.
(^٣) ب: «منشأ الكل».
(^٤) أو متحيزا، ساقط من م. وفي ح: «متخيرا» ب: «متجريا».
(^٥) ب: «متو» م: «منعدما».
(^٦) ع، م: «لسبب».
(^٧) م، ح، ع «أو مباينا».
(^٨) م، ح «بمفيد». وبعدها في ع: «إلا إياه». ط: «إياه قوامه».
(^٩) هذه الكلمة في ب، ع فقط.
(^١٠) ب: «بل هو ذات هو الوجود المحض» ع: «بل هو ذات هذا الوجود المحض».
(^١١) والقدرة المحضة، ليست في ب.
(^١٢) على حدة، ساقطة من ف، ب.
(^١٣) ب: «منها وعن الكل ذوات واحد» ف: «منها عند الحكماء معنى ذات واحدة» ط: «معنى وذات واحد». وأثبت ما في م، ح.
(^١٤) كلمة «ذاته» ساقطة من ب، ف، ع.
(^١٥) ب: «أو يخالط ما بالقوة» ع، ح: «أو يخالطه ما بالقوة» ف: «أو يخالطها بالقوة». ط: «أو مخالطه ما بالقوة». وأثبت ما في م.
2 / 32
وأول ما يبدع عنه عالم العقل الأول (^١)، وهو جملة (^٢) تشتمل على عشر (^٣) من الموجودات قائمة بلا مواد، خالية عن القوة والاستعداد، عقول طاهرة، وصور باهرة، ليس في طباعها (^٤) أن تتغير، أو تتكثر (^٥)، أو تتحيز (^٦)، كلها مشتاق (^٧) إلى الحق الأول (^٨) والاقتداء به (^٩)، والإظهار لأمره، واقف (^١٠) من قربه والالتذاذ بالقرب العقلي منه سرمد الدهر على نسبة واحدة.
ثم العالم النفسي، وهو مشتمل (^١١) على جملة كثيرة من ذوات معقولة (^١٢) ليست مفارقة لمادة المواد (^١٣) كل المفارقة (^١٤)، بل هي ملابستها (^١٥) نوعًا من الملابسة، وموادها مواد (^١٦) ثابتة سماوية، فلذلك هي أفضل الصور المادية، وهي مدبرات للأجرام (^١٧) الفلكية، وبوساطتها للعنصرية (^١٨). ولها في طباعها (^١٩) نوع من التغير، ونوع من التكثُّر لا على الإطلاق، وكلها عشاق للعالم العقلي (^٢٠) ولكل عدة (^٢١) مرتبطة في جملة منها ارتباط بواحد من العقول العشرة (^٢٢)،
_________
(^١) ليست في ف، ع، ط.
(^٢) م: «جملتها».
(^٣) ب، ط: «عدة».
(^٤) ف: «طباعه» ب: «طبائعها».
(^٥) ب: «يتغير أو يتكثر».
(^٦) ب: «يتحيز» وهي ساقطة من م.
(^٧) م: «مشتاقة» ط: «تشتاق».
(^٨) كلمة «الحق» من ب، ح فقط. وفي ف «كلها عثيادة للأول»!
(^٩) ف: «وللاقتداء به».
(^١٠) م: «وافق». واقف من قربه، ساقط من ط.
(^١١) ب، ع، ط «يشتمل».
(^١٢) ب «معقولية».
(^١٣) م، ف «مفارقة المواد» ح، ع «مفارقة للمواد». وما أثبت من ب.
(^١٤) ب: «المفارق».
(^١٥) م، ح: «تلايسها». ب «ملابسها».
(^١٦) ب: «ومواردها ثابتة».
(^١٧) ما عدا ح: «الأجرام».
(^١٨) م، ح، ط: «وبواسطتها» ف: «وبوساطها». ب، ع «العنصرية».
(^١٩) ب «طبائعها».
(^٢٠) ح «العالم العقلي».
(^٢١) ف «علة».
(^٢٢) هذه الكلمة ساقطة من ط. وفي ب: «البشرية».
2 / 33
فهو عالم المثال الكلي (^١) المرتسم في ذات مبدئه (^٢) المفارق، مستفادًا عن ذات الأول الحق.
ثم عالم الطبيعة، وهو يشتمل على قوىً سارية في الأجسام، ملابسة للمادة على التمام، تفعل فيها الحركات والسكونات (^٣) الذاتية، وترقى (^٤) عليها الكمالات الجوهرية على سبيل التسخير. فهذه الفوى كلها فعالة.
وبعدها العالم الجسماني، وهو ينقسم إلى أثيري وعنصري. وخاصية الأثيري استدارة الشكل والحركة، واستغراق الصورة (^٥) للمادة، وخلوّ الجوهر عن المادة المضادة (^٦).
وخاصية العنصري التهيؤ للأشكال المختلفة، والأحوال المتغايرة، وانقسام المادة بين الصورتين المتضادتين (^٧)، أيتهما كانت بالفعل كانت الأخرى بالقوة (^٨)، وليس وجود إحداهما (^٩) لها وجودًا سرمديًا، بل وجودًا زمانيًا. ومبادئه الفعالة فيه من القوة (^١٠) السماوية بتوسط الحركات، وبسبق (^١١) كماله الأخير أبدًا بالقوة (^١٢) وبكون ما هو أول فيه (^١٣) بالطبع آخرًا في الشرف والفضل (^١٤)، ولكل واحد (^١٥)
_________
(^١) ب «هو» ح «وهو». ب، ح، ط «عامل» ب، ط «على المثال».
وكلمة «الكلى» ساقطة من ب.
(^٢) ف «في ذاته» م، ح «مبدئه»، ع: «مبدأ».
(^٣) ب: «والسكنات».
(^٤) م «وتوفى» ف «ويريى» ح «ويوفى».
(^٥) ف، م: «الصور».
(^٦) ف، ع، ط «عن المضادة» ب «وخلو الجوهر» فقط.
(^٧) الكلمة ساقطة من ب.
(^٨) ب «كانتا لآخر القوة».
(^٩) م، ب «أحدهما» ح، ع «إحديهما».
(^١٠) ط «هي القوة»
(^١١) ف، ب «ولسبق». ع «وسبق» ط «ويبقى».
(^١٢) هذا ما في ب، م. وفي ح، ع «ما بالقوة» ط «ما هو بالقوة».
(^١٣) أول، ساقطة من ب، ف. وكلمة «فيه» من ع فقط.
(^١٤) ب «بالطبع أقرب وأشرف في الفضل» وفي ف «ولسبق كماله الأخير أيد بالشرف والفضل».
(^١٥) ح، ف، ع «واحدة».
2 / 34
من القوى المذكورة اعتبار بذاته، واعتبار بالإضافة إلى تاليه الكائن عنه (^١).
ونسبة (^٢) الثواني كلها إلى الأول بحسب الشركة نسبة الإبداع. وأما على (^٣) التفصيل (^٤) فيخص العقل نسبة (^٥) الإبداع، ثم إذا قام متوسطا بينه وبين الثوالث (^٦) صار له نسبة الأمر (^٧) واندرج فيه معه النفس، ثم كان بعده نسبة الخلق والأمور العنصرية، بما هي (^٨) كائنة (^٩) فاسدة، فنسبة (^١٠) التكوين والإبداع (^١١). والإبداع (^١٢) يختص (^١٣) بالعقل، والأمر يفيض منه إلى النفس، والخلق (^١٤) يختص بالموجودات الطبيعية، ويعم جميعها (^١٥)، والتكوين يختص (^١٦) بالكائنة (^١٧) الفاسدة منها.
وإذا كانت الموجودات بالقسمة الكلية، إما روحانية، وإما جسمانية (^١٨)، فالنسبة (^١٩) الكلية إلى المبدأ (^٢٠) الحق إليها انه (^٢١) الذي له الخلق والأمر (^٢٢).
فالأمر متعلق بكل ذي إدراك، والخلق بكل ذي تسخير (^٢٣).
وهذا هو غرضنا في هذا (^٢٤) الفصل الأول (^٢٥).
_________
(^١) هذا ما في ع، ب. ط «تاليها الكائن عنها» وفي سائر النسخ: «بالإضافة إلى نسبة صدور الكمالين عنه».
(^٢) ب: «ونسب».
(^٣) ف «إلى».
(^٤) ب، ع «التفضيل».
(^٥) ح، ط: «بنسبة».
(^٦) ف «التوالي» ط «الثواني».
(^٧) م «الآخر».
(^٨) ب «هو»
(^٩) ح «كانت».
(^١٠) ح، ف، ع، ط: «نسبة».
(^١١) ح «فالإبداع».
(^١٢) هذه من ف فقط.
(^١٣) ف «يخص».
(^١٤) ف «والحق».
(^١٥) م «جسميتها» ح «لجميعها».
(^١٦) هذه الكلمة ساقطة من ب، ح.
(^١٧) م، ف «بالمكانية».
(^١٨) ح، ع «أو جسمانية».
(^١٩) ف «فالقسمة» م «بالنسبة» ب «والنسبة».
(^٢٠) ح، ف، ع «للمبدإ». ب «إلى المبدأ الأول».
(^٢١) م فقط «لأنه».
(^٢٢) م، ب «الحق والأمر». ف «الأمر والحق»، وأثبت ما في ح.
(^٢٣) ب «فالأمر متعلق بكل ذي تسخير».
(^٢٤) هذه من م، ح.
(^٢٥) الأول، ليست في م، ح.
2 / 35
الفصل الثاني في الدلالة على كيفية دلالة الحروف عليها (^١)
من الضرورة أنه إذا أريد الدلالة على هذه المراتب (^٢) من الحروف أن يكون الأول منها في الترتيب القديم - وهو ترتيب أبجد هوز - دالا على الأول، وما يتلوه على ما يتلوه.
وأن يكون الدال على هذه المعاني بما (^٣) هو ذات من الحروف مقدما (^٤) على الدال عليها من جهة ما هي مضافة (^٥).
وأن يكون المعنى الذي يرتسم (٧) من إضافة بين (^٦) اثنين منها مدلولا عليه بالحرف الذي يرتسم (^٧) من ضرب الحرفين الأولين أحدهما في الآخر، أعني مما يكون (^٨) من ضرب عددي الحرفين أحدهما في الآخر.
وأن (^٩) يكون ما يحصل من العدة الضربي (^١٠) مدلولا عليه بحرف واحد، مستعملًا (^١١) في هذه الدلالة، مثل: (ي) الذي من ضرب (ب) في (هـ). وما
_________
(^١) هذه العبارة من ح، ع، ط:
(^٢) م «على هذا الترتيب». ط: «على هذه المعاني بما هو ذوات».
(^٣) ف «مما».
(^٤) ف «متقدما».
(^٥) العبارة في ب من أول الفصل وردت هكذا «من الضرورة أنه إذا أريد الدلالة على هذه المعاني بما هو ذوات من الحروف متقدما على الدال عليها من جهة ما هي مضافة»، وفيه تحريف ونقص.
(^٦) م «إضافة بنسبة».
(^٧) ب «مرتسم».
(^٨) ب، ف، ط «ما يكون».
(^٩) أن، ساقطة من ب.
(^١٠) ب «من عددي الضربين».
(^١١) م «مشتملا».
2 / 36
يصير مدلولا عليه (^١) بحرفين، مثل: (به (^٢» الذي هو من ضرب (^٣) (ج) في (هـ) مطَّرحًا (^٤) لأنه مشكك (^٥) يوهم (^٦) دلالة كل من (ي) و(هـ) بنفسه.
ويقع هذا (^٧) الاشتباه في كل حرفين مجتمعين لكل واحد منهما (^٨) خاص دلالة (^٩) في حد نفسه.
وأن (^١٠) يكون الحرف الدال على مرتبة من جهاتها (^١١) بوساطة مرتبة قبلها، هو ما يكون من جمع (^١٢) حرفي المرتبتين.
فإذا تقرر هذا فإنه ينبغي أن يدل بالألف على الباري جل وعلا، وبالباء على العقل، وبالجيم على النفس، وبالدال على الطبيعة. هذا إذا أخذت بما هي ذوات.
ثم بالهاء على الباري تعالى (^١٣)، وبالواو على العقل، وبالزاء (^١٤) على النفس، وبالحاء على الطبيعة. هذا إذا أخذت بما هي مضافة إلى ما (^١٥) دونها.
ويبقى الطاء للهيولي وعالمه (^١٦)، ليس له وجود بالإضافة إلى شيء تحته.
_________
(^١) هذا ما في ع، ح، ف. وفي م «ما يصير عليه مدلولا» وفي ب «وما يصير مدلولا إليه».
(^٢) هذا ما في ع، م، ح. وفي ب، ف «به» باء، وهاء.
(^٣) هذا ما في ح، ف. وفي م «هو ضرب».
(^٤) الكلمة ليست في ح.
(^٥) ع، م، ح «مشكل».
(^٦) ب «توهم».
(^٧) كلمة «هذا» ليست في ب.
(^٨) ب، ف «منها».
(^٩) م، ح «دلالة خاصة».
(^١٠) أن، ليست في ب.
(^١١) هذا ما في ع. وفي سائر النسخ «من جهة أنها».
(^١٢) ب، ف، ح «جميع».
(^١٣) هذه الكلمة من ح.
(^١٤) ع، ح، ف «وبالزاي».
(^١٥) ما، ليست في ب.
(^١٦) ب «وعالم» ط «وعالمه وليس له وجود» ف «وعالمها وليس لها وجود».
2 / 37
وينفد (^١) رتبة (^٢) الآحاد. ويكون (الإبداع) - وهو من إضافة الأول إلى العقل (^٣) والعقل ذات (^٤) لا يضاف (^٥) - بعد مدلولًا عليه بالياء، لأنه من ضرب (هـ) في (ب). ولا يصح لإضافة الباري إلى النفس (^٦)، أو العقل (^٧) إلى النفس عدد يدل عليه بحرف واحد، لأن (هـ) في (ج) (به) و(و(^٨» في (ج) (مج) ويكون (الأمر) وهو من إضافة الأول إلى العقل مضافًا مدلولًا عليه باللام لأنه من ضرب (^٩) (هـ) في (و(^١٠».
ويكون (الخلق) - وهو من إضافة الأول إلى الطبيعة مضافة - مدلولا عليه بالميم (^١١) لأنه من ضرب (هـ) في (ح) لأن الحاء دلالة على (^١٢) الطبيعة مضافة (^١٣).
ويكون (التكوين) - وهو من إضافة الباري إلى الطبيعة وهي ذات (^١٤) - مدلولًا عليه (^١٥) بالكاف، لأنه من ضرب (هـ) في (د).
ويكون جميع (^١٦) نسبتي (الأمر والخلق) أعني ترتيب الخلق بواسطة الأمر - أعني اللام والميم - مدلولًا عليه بحرف (ع).
_________
(^١) ع «وتنفذ» م «فنفذ» ط «وبعد»
(^٢) م، ح «مرتبة».
(^٣) ب «العقل إلى الأول»
(^٤) ليست في ف.
(^٥) م، ح، ف «لا مضاف» ط «والعقل غير مضاف بعد»:
(^٦) إلى النفس من ب فقط.
(^٧) ف «والعقل» ع «العقل».
(^٨) ع «ى»، تحريف.
(^٩) هذا ما في م. وفي سائر النسخ «إلى العقل مضافا ل وهو من ضرب».
(^١٠) بعده في م فقط «لأنه أي (و) دلالة على العقل مضافا».
(^١١) بدل هذه الكلمات الثلاث في ح، ع، ف: «م».
(^١٢) ع: «دالة». وكلمة «على» ساقطة من م، ح.
(^١٣) مضافة، ساقطة من ف. وكلمة «لأن الحاء» إلى هنا ليس في ط.
(^١٤) ب: «ذوات».
(^١٥) عليه، من ع، ب فقط.
(^١٦) م، ط: «جمع».
2 / 38
وجميع نسبتي (الخلق والتكوين) كذلك - أعني الميم والكاف - مدلولا عليه بالسين (^١).
ويكون جميع (^٢) نسبتي طرفي الوجود - أعني اللام والكاف (^٣) - مدلولا عليه بالنون (^٤).
ويكون جميع (^٥) نسب (^٦) الأمر والخلق والتكوين - أعني: (ل، (م، ك) - مدلولا عليه ب (ص).
ويكون اشتمال الجملة في الإبداع - أعني (^٧) (ي) في نفسه - (ق) وهو أيضًا من جمع (ص) و(ي).
ويكون ردها إلى الأول (^٨) الذي هو (^٩) مبدأ الكل ومنتهاه (^١٠) على أنه أول وآخر - أعني فاعل وغاية، كما بين في الإلهيات - مدلولا عليه بالراء ضعف (ق).
وذلك غرضنا في هذا الفصل.
_________
(^١) ب «بالشين» ف «بنون».
(^٢) هذا ما في ف. وفي ع، م «مجموع» ب «مدلول».
(^٣) ب «الكاف واللام» ط «الياء والميم».
(^٤) ع، ط «بنون».
(^٥) هذا ما في ع، ط. وفي ح «مجموع» والكلام من لفظ «نسبتي طرفي الوجود» إلى هنا ساقط من م، ف.
(^٦) ب «ويكون نسبة».
(^٧) ب «يعنى» وكلمة «ى» التالية ساقطة من م، ف.
(^٨) م «المبدأ الأول».
(^٩) م «وهو».
(^١٠) ح «ومنتهاها». والكلام بعده إلى «الإلهيات» ليس في ط.
2 / 39
الفصل الثالث في الغرض (^١)
فإذا تقرر ذلك فأقول (^٢):
إن المدلول عليه ب (ألم (^٣» هو القسم بالأول ذي الأمر والخلق.
وب (ألمر (^٤» القسم بالأول ذي الأمر والخلق الذي هو الأول والآخر (^٥) والأمر والخلق (^٦) والمبدأ الفاعلي (^٧) والمبدأ (^٨) الغائىّ جميعا.
وب (المص (^٩» القسم بالأول ذي الأمر والخلق (^١٠)، ومنشئ (^١١) الكل.
وب (ص) القسم بالعناية الكلية.
وب (ق) القسم بالإبداع المشتمل على الكل بوساطة الإبداع المتناول للعقل.
وب (كهيعص (^١٢» القسم بالنسبة التي للكاف - أعني عالم التكوين (^١٣) - إلى المبدأ الأول، فنسبة (^١٤) لإبداع الذي هو (ى)، ثم الخلق
_________
(^١) هاتان الكلمتان من م، ح، ط.
(^٢) ب «فنقول».
(^٣) هي فاتحة سورة: البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة.
(^٤) هي فاتحة سورة الرعد.
(^٥) الذي هو الأول والآخر، ساقطة من م.
(^٦) والأمر والخلق، ساقط من م، ح.
(^٧) ب «الفاعل».
(^٨) ساقطة من م
(^٩) فاتحة سورة الأعراف.
(^١٠) ب «الخلق والأمر».
(^١١) ب «ومنشأ».
(^١٢) فاتحة سورة مريم
(^١٣) ف «أعنى التكوين».
(^١٤) ع، ف «بنسبة» م «بسبب» ب «ينسب» ط «بنسب» صوابها جميعا في ح.
2 / 40
بوساطة (^١) الإبداع صائرا بوقوع الإضافة (^٢) بسبب النسبة أمرًا وهو (ع)، ثم التكوين بوساطة الخلق والأمر (^٣) وهو (ص). فبين (ك) و(هـ) ضرورة نسبة الإبداع، ثم نسبة الخلق والأمر، ثم نسبة التكوين والخلق والأمر.
و(يس) قسم بأول الفيض وهو الإبداع وآخره، وهو (^٤) التكوين.
و(حم (^٥» قسم بالعالم الطبيعي الواقع في الخلق.
و(حم عسق (^٦» قسم بمدلول وساطة الخلق (^٧) في وجود العالم الطبيعي بالخلق، بالجمع (^٨) بينه وبين الأمر، بنسبة (^٩) الخلق إلى الأمر (^١٠)، ونسبة الخلق إلى التكوين (^١١)، بأن يأخذ من هذا ويؤدى إلى ذلك (^١٢) فيتم به الإبداع الكلي المشتمل على العوالم كلها، فإنها إذا أخذت على الإجمال لم بكن لها نسبة إلى الأول غير الإبداع الكلي الذي (^١٣) يدلّ عليه ب (ق).
و(طس (^١٤» يمين بالعالم الهيولاني الواقع في التكوين (^١٥) [وطسم (^١٦)
_________
(^١) م، ط «بواسطة».
(^٢) ط «بوفق الإضافة».
(^٣) م «ثم التكوين والخلق والأمر». والكلام بعد إلى آخر الفقرة ساقط من م.
(^٤) ط «وهو الخلق المشتمل على التكوين».
(^٥) فاتحة سورة: غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.
(^٦) فاتحة سورة الشورى.
(^٧) م «واسطة الخلق».
(^٨) ع «العالم الطبيعي الواقع بالخلق» وكلمة «بالجمع» من م فقط. وهذه الكلمة والثلاث بعدها ليست في ط.
(^٩) م، ح، ب «نسبة».
(^١٠) أي م، ل وهما يساويان (ع). انظر ص ٣٨ س ١٣.
(^١١) أي م، ك وهما يساويان (س). انظر ص ٣٩ س ١، ٢.
(^١٢) ب «يوجد من هذا أو يؤدى إلى ذلك» صوابه في م، ف، ح. وفي ع «تأخذ من هذا وترده إلى ذلك».
(^١٣) الذي، ساقطة من ب.
(^١٤) فاتحة سورة النمل.
(^١٥) لعلها «الخلق والتكوين» فإن «س» تساوى م + ك أي الخلق والتكوين وفي ط «الواقع في التكوين الواقع في الخلق».
(^١٦) فاتحة سورتي الشعراء، والقصص.
2 / 41
قسم بالعالم الهيولاني الواقع في الخلق المشتمل على التكوين، وبالأمر الواقع في الإبداع (^١)].
و(ن) قسم بعالم التكوين وعالم الأمر، أعني مجموع (ك، ل (^٢».
ولا يمكن (^٣) أن يكون (^٤) للحروف دلالة غير هذا ألبته (^٥).
ثم بعد هذا أسرار تحتاج إلى المشافهة.
والله تعالى يمد (^٦) في بقاء الشيخ الأمير (^٧) السيد، ويبارك له (^٨) في نعمه عنده، ويجعلني ممن يوفق لقضاء أياديه بمنه وسعة رحمته (^٩).
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، والتوفيق من الله ﷾ (^١٠).
تمت الرسالة النيروزية، وللّه الحمد والمنّة (^١١)
_________
(^١) التكملة من ط.
(^٢) ع «ك، م» تحريف. ب «مجموع الكلى» تحريف كذلك ط «مجموع الكل».
(^٣) ما عدا ع «ولم يمكن».
(^٤) ب «أن تكون».
(^٥) ط: «دلالة على غير هذا البتة» ب «دلالة على هذه النسبة»، وهذه تحريف.
ف «دلالة على غير هذه» فقط. وتنتهى نسخة ح بعد هذه الكلمة مختومة بعبارة «انتهى كلامه، شكر اللّه سعيه».
(^٦) ب «واللّه يمد» ف «واللّه تعالى ممد». والفقرة من أولها إلى آخرها ساقطة من ب.
(^٧) هذا ما في ع. وفي ط «بقاء السيد الأمير». وفي ف «الشيخ الأمين» وكلمة «الأمير» ساقطة من م، ح،
(^٨) ع «اللّه».
(^٩) م «وجوده وكرمه» وبعدها في م «آمين آمين» وبها تتم هذه النسخة.
(^١٠) هذه العبارة من ب فقط وبدلها في ف «والحمد للّه رب العالمين وصلى اللّه على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد للّه رب العالمين».
(^١١) هذه العبارة خاتمة نسخة «ع».
2 / 42
ملحق بالرسالة النيروزية لتوضيح دلالة رموزها، طبق ما ورد فيها
(صنع عبد السلام هارون)
بما هي ذوات
ا = الباري = الأول
ب = العقل
ج = النفس
د = الطبيعة
بما هي مضافة
هـ = الباري = الأول
و= العقل
ز = النفس
ح = الطبيعة
ط = الهيولى (وهي المادة مجردة من الصورة) وهي لا تقع مضافة
ى = الإبداع من ضرب هـ × ب
ل = الأمر من ضرب هـ × ر
م = الخلق من ضرب هـ × ح
ك = التكوين من ضرب هـ × د
2 / 43
ع = الأمر + الخلق = ل + م
س = الخلق + التكوين = م + ك
ن = طرفي الوجود = ل + ك
ص = الأمر + الخلق + التكوين = ل + م + ك
ق = ص + ى = الأمر + الخلق + التكوين + الإبداع
ر = ضعف ق = رد الجملة (أي الإبداع، والأمر، والخلق، والتكوين) إلى الأول، أي الباري.
2 / 44