220

The Music of Remembrance

العزف على أنوار الذكر

জনগুলি

***
(الايقاع) هو التواتر والتتابع بين كل متقابلين فى عالم المحسوسات، بل وفى عالم المعنويات.
وهو فى عالم اللغة توالى الصّوائت والصّوامت وانتظامها وأطّرادها على نسق خاص، فأساسه كما يقول أهل العلم رجوع الظاهرة الصوتية على مسافات زمنية متساوية أو متجاوبة (١)
والعربى بفطرته يعشق الإيقاع،ونشأته فى الصحارى الفسيحة جعلته معتمدًا على أدراكه السمعيّ، فأصوات الرياح حين تهبُّ إيقاع تتلقفه أذنه الرهيفة، وحين يسكن الكون من حوله، يسمع خفق القلوب ووجيبها، ويسمع وقع الأقدام على الأرض وتوقيعها وهى على أميال عديدة، فهو ذو أذن واعية خفايا الهمس، فكان منطوق ألسنتهم متناغيًا مع ما فطرت عليه آذانهم التى عشقت توقيع الأصوات، فاذا العربية لغة موزونة فى حروفها ومفرداتها وتراكيبها الفنية والموسيقية «فهى فى جملتها فن منظوم منسق الأوزان والأصوات لا تنفصل من الشعر فى كلام تألفت منه ولو لم يكن من كلام الشعراء.

(١) - ينظر: في الميزان الجديد لمندور: ٢٢٣،
كثرت عبارات أهل العلم وتنوعت في بيان مفهوم الإيقاع، وما يميزه عن الوزن الشعري من ذلك قولهم:
هو " توظيف خاصّ للمادة الصوتية في الكلام يظهر في تردد وحدات صوتية في السياق على مسافات متقايسة بالتساوي أو بالتناسب لإحداث الانسجام، وعلى مسافات غير متقايسة لتجنب الرتابة ... " (في مفهوم الإيقاع – محمد الهادي الطرابلسي ص ١٢ حولية الجامعة التونسية - العدد -:٣٢ – سنة ١٩٩١) نقلا عن ٠ شعر غازي القصيبي: دراسة فنية – لمحمد الصفراني: ٣٧٠-٣٧١- كتتاب الرياض العدد ١٠٧
«ويتسع مفهوم الإيقاع ليشمل كلا الأمرين:
التناوب الصحيح المنضبط لعناصر متشابهة، أو التكرار الدقيق لنفس العناصر ...) (ص ١١٦ – الروافد المستطرقة بين جدليات الإبداع والتلقي لمحمد فتوح أحمد – مطبوعات جامعة الكويت١٩٩٨

1 / 220