250

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

জনগুলি

وكانت بداية دعوة العباسيين سنة مائة من الهجرة كما يقول ابن الأثير: ... «وفي هذه السنة وجه محمدُ بن علي بن عبد الله بن عباس الدعاةَ في الآفاق، وأمرهم بالدعاء إليه وإلى أهل بيته» (١).
وهكذا فإن شعار الدعوة العباسية (الدعوة للرضا من آل محمد) جعل البيت الهاشمي كله يقف ندًا للبيت الأموي (٢)، ونحن لا يعنينا أن نعرف تفاصيل الدعوة العباسية والأساليب التي استخدموها للوصول إلى نجاح دعوتهم، ولا تفاصيل الحروب التي خاضوها ولكن يهمنا أن نعرف أنها أصبحت بعد انهيار الخلافة الأموية هي الخلافة الشرعية - ولو بناءً على حكم الضرورة - وأنها حكمت الناس بشرع الله، فها هو داود بن علي العباس يخاطب أهل الكوفة بعد استيلائه عليها وانتصاره على محمد بن خالد بن عبد الله القسري أمير الكوفة للأمويين قائلًا: ... «... لكم ذمة الله ﵎ وذمة رسوله ﷺ وذمة العباس ﵀ أن نحكم فيكم بما أنزل الله ونعمل فيكم بكتاب الله، ونسير في العامة والخاصة منكم بسيرة رسول الله ﷺ» (٣).
وبويع أبو العباس بالخلافة في الثاني عشر من ربيع الأول سنة ١٣٢هـ، فخطب خطبة افتتحها بمدح آل النبي ﷺ، والطعن في أهل الضلال من السبئية الذين نادوا بالخلافة للعلويين، ثم سبَّ الأمويين الذين ابتزوا الخلافة واستأثروا بها وظلموا أهلها (٤).
وكانت هذه الخطبة نفسها تحمل في طياتها بذور تعدد الخلفاء، وتبين طبيعة الصراع الذي كان سائدًا في ذلك الوقت وترسم ملامح الفترة المقبلة فسياسة العباسيين مع الأمويين والعلويين - كما سيأتي- كانت سببًا في نشوء الخلافة الأموية في الأندلس، وفي نشوء الدولة الفاطمية في المغرب وأفريقية.
وبموت مروان بن محمد سقطت الخلافة الأموية بعد أن حكمت العالم الإسلامي تسعين عامًا «٤١ - ١٣٢ هـ/٦٦١ - ٧٥٠ م» وأعلن أبو العباس قيام

(١) الكامل لابن الأثير: ٥/ ٥٣ - ٥٤. والفخري في الآداب السلطانية والدولة الإسلامية: ص ١٤٣.
(٢) العصر العباسي الأول للدكتور السيد عبد العزيز سالم: ص ٢٢.
(٣) تاريخ الطبري: ٧/ ٤٢٧.
(٤) تاريخ الطبري: ٧/ ٤٢٥ وما بعدها.

1 / 250