165

الرسالة المحمدية

الرسالة المحمدية

প্রকাশক

دار ابن كثير

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٣ هـ

প্রকাশনার স্থান

دمشق

জনগুলি

تغلّب الرسول ﷺ، وعلت كلمته دخل في الإسلام ولم يؤاخذه الرسول بما كان يريده من قتله، بل لم يسأله عن ذلك البتّة. وقد علمتم أبا سفيان ومكانته من مشركي قريش، ونشاطه في مقاومة الإسلام، حتى لم يدع النبيّ ﷺ يقرّ قراره، ويطمئن باله في المدينة، وهو الذي زحف بالجيوش، وعبأ المشركين في بدر، وأحد، والخندق، وكان قائدهم في معظم الحروب التي قامت بين المسلمين ومشركي العرب، وكم من مسلم قتل، وجريح جرح في تلك المعارك، لكن أبا سفيان هذا مع كلّ ما تقدّم منه جاء إلى النبي ﷺ مع عمه العباس قبل فتح مكة، ولو أنه قتله لكان بذلك معذورا، لكنّه- وهو الذي بعث رحمة للعالمين- وقد وسعت رحمته أبا سفيان فشمله بعفوه «١»، ولم يكتف بالعفو حتى أكرمه وأعزّه ونادى في الناس يوم فتح مكة: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» . وعرفتم هندا زوج أبي سفيان في الحروب، وهي التي كانت مع لدّاتها من نساء المشركين ترجز، وتحرض على القتال، وتخطب في غزوة أحد، وهي التي مثلت بعمّ النبي ﷺ حمزة، فلما رأى النبي ﷺ عمه حمزة بعد الحرب، وقد مثّل به، جزع لذلك المنظر المؤلم، ومع كل هذا فقد أتته هند يوم الفتح متنقبة فلم يتعرّض لها، ولم يسألها عما فعلت، بل عفا

(١) انطلق الرسول ﷺ إلى مكة في عشرة آلاف من المسلمين، وبعد أن ساروا مرحلتين لقيهم أبو سفيان وعبد الله بن أمية، وكانوا من الّذين بالغوا في إيذاء الرسول ﷺ، وحاولوا كل محاولة للقضاء على الإسلام، فرآهما الرسول ﷺ، وأعرض عنهما، فقالت له أم سلمة: يا رسول الله! أبو سفيان ابن عمّك، وعبد الله ابن عمتك، وبعدها قال علي- ﵁ لأبي سفيان أن يأتي النبي بمثل ما قاله إخوة يوسف وذلك طلبا لعفو الرسول ﷺ، فجاء أبو سفيان، وقرأ للنبي الآية: تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ [يوسف: ٩١] فقال له الرسول ﷺ: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف: ٩٢] (زاد المعاد، ١/ ٤١٣، وابن هشام ٢/ ٤٠١) . وهاهو أبو سفيان بعد أن ظلّ يؤلب الجيوش ضدّ الرسول ﷺ سبع سنوات، ويلهب نار الحرب ضدّ المسلمين في جميع البلاد، يعلن اليوم الإسلام، ويرسل حاكما على منطقة نجران النصرانية.

1 / 165