160

منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير

منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التفسير

প্রকাশক

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

জনগুলি

ولكن أقربه عباد الأصنام الذين قاتلهم رسول الله "ﷺ"، كما ذكر الله عنهم في القرآن في غير موضع كقوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾ ١.
بل إن الكفار يعرفون بعض صفات الله ﷿ فقد استنبط الشيخ من قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾ ٢.
أنه متقرر عند الكفار، عبدة الأوثان، منكري البعث، أن الله سبحانه حكيم، يضع الأشياء في مواضعها "والاشاعرة يزعمون أنه لا يفعل شيئًا لشيء٣ ".
ولكن الكفار لم يعبدوا الله وحده كما هو مقتضى شهادتهم بالربوبية كما قال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ ٤.
وذلك لأنهم لم يعطوا هذا التوحيد حقه، وإلا فكيف يشرك بالله من يعلم أنه هو النافع الضار؟! وكيف يؤثر على الله شيئًا من يعلم أن الملك كله لله وحده؟! وكيف يشرك بالله من يعلم أن الله يعلم السر وأخفى؟! نسأل الله السلامة. وقد أشار الشيخ إلى نحو من هذه المعاني عند قوله تعالى: ﴿قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا﴾ الآيات٥.
حيث ذكر بعض المسائل التي يجاوب بها من أشير عليه بشيء يصير به مرتدًا ومنها:
- الجواب بقوله: ﴿أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا﴾ يعني كيف تدبر

١ سورة يونس: آية "٣١".
٢ سورة الأنعام: آية "٥٢".
٣ مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص"٥٨". وهو يشير هنا إلى أنهم ينفون الحكمة.
٤ سورة الزمر: آية "٣".
٥ سورة الأنعام الآيات "٧١-٧٣".

1 / 152