الرسل والرسالات
الرسل والرسالات
প্রকাশক
مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع،الكويت،دار النفائس للنشر والتوزيع
সংস্করণের সংখ্যা
الرابعة
প্রকাশনার বছর
١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م
প্রকাশনার স্থান
الكويت
জনগুলি
بمجرد عقله، لأنها غير داخلة في مجال العقل ودائرته، " فمن أين للعقل معرفة الله - تعالى - بأسمائه وصفاته..؟ ومن أين له معرفة تفاصيل شرعه ودينه الذي شرعه لعباده؟ ومن أين له معرفة تفاصيل ثوابه وعقابه، وما أعدّ لأوليائه، وما أعدّ لأعدائه، ومقادير الثواب والعقاب، وكيفيتهما، ودرجاتهما؟ ومن أين له معرفة الغيب الذي لم يُظهِر اللهُ عليه أحدًا من خلقه إلاّ من ارتضاه من رسله إلى غير ذلك مما جاءت به الرسل، وبلغته عن الله، وليس في العقل طريق إلى معرفته " (١) .
الثاني: أن الذي يدرك العقل حسنه أو قبحه يدركه على سبيل الإجمال، ولا يستطيع أن يدرك تفاصيل ما جاء به الشرع، وإن أدركت التفاصيل فهو إدراك لبعض الجزئيات وليس إدراكًا كليًا شاملًا: " فالعقل يدرك حسن العدل، وأما كون هذا الفعل المعين عدلًا أو ظلمًا فهذا مما يعجز العقل عن إدراكه في كلّ فعل وعقد " (٢) .
الثالث: أن العقول قد تحار في الفعل الواحد، فقد يكون الفعل مشتملًا على مصلحة ومفسدة، ولا تعلم العقول مفسدته أرجح أو مصلحته، فيتوقف العقل في ذلك، فتأتي الشرائع بيان ذلك، وتأمر براجح المصلحة، وتنهى عن راجح المفسدة، وكذلك الفعل يكون مصلحة لشخص مفسدة لغيره، والعقل لا يدرك ذلك، وتأتي الشرائع ببيانه، فتأمر به من هو مصلحة له، وتنهى عنه من حيث هو مفسدة في حقّه، وكذلك الفعل يكون مفسدة في الظاهر، وفي ضمنه مصلحة عظيمة لا يهتدي إليها العقل، فتجيء الشرائع ببيان ما في ضمنه من المصلحة، والمفسدة الراجحة " (٣) .
وفي هذا يقول ابن تيمية: " الأنبياء جاؤوا بما تعجز العقول عن معرفته، ولم
_________
(١) مفتاح دار السعادة: ٢/١١٧.
(٢) مفتاح دار السعادة: ٢/١١٧.
(٣) مفتاح دار السعادة: ٢/١١٧.
1 / 36