89

The Major Issues

القضايا الكبرى

প্রকাশক

دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق

সংস্করণের সংখ্যা

١٤٢٠هـ ٢٠٠٠م / ط ١

প্রকাশনার স্থান

سورية

জনগুলি

امتلاكنا لبرنامج، وافتقادنا لمفهومية (١). وهذه الأولية التي تمت صياغتها بمؤتمر الطلبة تترتب عليها نتائج نظرية وعملية جَسيمة فهي تَسْتَحِثُّنا إلى القيام بمراجعة موقفنا العقلي، وإلى معاودة مراجعة سياستنا من جديد. ولكن لنحدِّدْ أوَّلًا معنى مصطلحاتنا: فالبرنامج، وليكن برنامج طرابلس مثلًا، يمثِّل تَعْدادًا للمهامِّ المطلوب إنجازها. و(الفهومية): ما عساها تكون إذن؟ إنه في إمكاننا أن نعطيها تعريفًا حرفيًا لا يقدِّمنا في شيء. كما يمكننا أن نعطيها تعريفًا عن طريق المماثلة باستنادنا إلى المناهج المفاهيمية القائمة، فلا يزيد ذلك من تقديمنا في شيء، لأنه توجد بلدان يبدو لنا منها أنها تمتلك سياسة، ومع ذلك فهي لا تمتلك مفهومية؛ وهذا المظهر من شأنه أن يخدعنا في البلدان ذات الحضارة الموطدة؛ فإنكلترا على سبيل المثال، تمثل بلادًا تبدو فيها السياسة مستوحاة دائمًا من اعتبارات عملية، بدلًا من أن تكون مستوحاة من اعتبارات مفاهيمية؛ ومع ذلك فقد تساوق نمو سياستها منذ قرون بمقتضى مفهوميَّةٍ إمبراطوريةٍ، وجدت في شخص كبلنغ (Kipling) حادِيها. وفي أيامنا هذه، يبدو لنا أن (فرنسا) تخط سياستها- بوصفها بلادًا أُخرى ذات حضارة وطيدة- حسب مجرد اعتبارات اقتصادية بسيطة. ولكن عندما

(١) «لقد كان لنا منذ البداية الشجاعة لنؤكد بأنه ليس لدينا نظرية ولكن فقط مبادئ ثابتة بحزم. لقد أكدنا بأن طريقتا ستكون طريقة التجربة والخطأ». هذا ما قاله عبد الناصر. هذا إذن شعور منقسم ويكفينا أن نورد قول ناصر هذا لنفهم بأن القضية لا تستطيع بل لا يمكن أن تكون مطروحة على مجموعة البلاد العربية على الأقل. [ط. ف].

1 / 97