105

البصيرة في الدعوة إلى الله

البصيرة في الدعوة إلى الله

প্রকাশক

دار الإمام مالك

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٦هـ - ٢٠٠٥م

প্রকাশনার স্থান

أبو ظبي

জনগুলি

عنه، وهذا لا شك أنه مدعاة إلى السآمة والملال، فينبغي على الداعية أن ينوع في وعظه، وفي حديثه، وليكن مبدعا، مبتعدا عن التكرار، وألا يلتزم طريقة واحدة في جميع المواعظ، فيحصل أن بعض الدعاة يتردد على مسجد واحد ما بين الفينة والأخرى، وليس عنده إلا نوع واحد من الوعظ أو الحديث، فيكفي رؤيته قائما مواجهة المصلين لتبعث في نفوس الحضور الملل والتململ. فعلى الداعية أن يحاول دائما التعامل مع كل موعظة بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب، وليكن مبدعا في تنويع أساليب العرض، ولا ضير لو وضع في جيبه دفترا صغيرا يقسمه إلى قسمين، قسم يُذكره بعناصر الموعظة بعد تحضيرها، وقسم يذكره بالموعظة السابقة في المسجد الذي يقصده، حتى لا يتكرر كلامه. كان الزهري ﵀: إذا سئل عن الحديث يقول: أَحْمضوا (١) اخلطوا الحديث بغيره، حتى تنفتح النفس. وقال أيضا: نقل الصخر أيسر من تكرير الحديث. وكان علي بن أبي طالب ﵁، يقول: إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان؛ فابتغوا لها طرائف الحكمة. وقال ابن مسعود ﵁: أريحوا القلوب؛ فإن القلب إذا أكره عمي. وقال أيضا: إن للقلوب شهوة وإقبالا، وفترة وإدبارا، فخذوها عند شهوتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها. وقال عمر بن عبد العزيز ﵀: تحدثوا بكتاب الله وتجالسوا، وإذا مللتم فحديث من أحاديث الرجال حسن جميل.

(١) في النهاية (١ / ٤٤١): " يقال: أحمض القوم إحماضا: إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام والأخبار. والأصل فيه الحَمْض من النبات، وهو للإبل كالفاكهة للإنسان. لما خاف عليهم المَلال أحب أن يريحهم فأمرهم بالأخذ في مُلح الكلام والحكايات " اهـ.

1 / 112