77

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

প্রকাশক

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

জনগুলি

إلى بنت رسول الله ﷺ، فلم يفعل ما فعل ظلما وعدوانا، بل فعله اقتداء برسول الله ﷺ، وتنفيذا لأمره ﷺ، لكنه بكى لأنه وقع بين نارين: عدم رضا فاطمة ﵂، والعمل بما سمع من رسول الله ﷺ، فكان بلاءً لأبي بكر ﵁ أيهما يقدم، ولكن قد قال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (١)، وقد أخبره ﷺ أنه لا يورث، فاختار ما هو حق، وهذه منقبة عظيمة لأبي بكر ﵁ ولكنه آلمه ما سمع من فاطمة ﵂ لعظم مكانتها في نفسه. أما كون فاطمة ﵂ وجدت على أبي بكر ﵁، فهجرته ولم تكلمه حتى ماتت (٢)، فهذا يحتمل أحد أمرين: الأول: أنها هجرته ولم تكلمه، لعدم قناعتها بما روى عن أبيها، وهذا فيه بعد ولا يليق ببنت رسول الله ﷺ أن ترد رواية عن أبيها، من رجل تعرف قدره ومكانته عند أبيها، ثم لا ترضى بما قضى به والدها ﷺ، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ (٣)، ولا ريب أن أبابكر ﵁ لو ساير فاطمة ﵂ لخالف نص القرآن، وقد سمع قول رسول الله ﷺ: أنه لا يورث، والمحصلة حكم النص القرآني، وحاشا أبابكر أن يعص الله ورسوله، ولو كانت فاطمة ﵂ كبيرة القدر عنده، ألم يقل رسول الله ﷺ: «وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» (٤)، فلو أنها سرقت وقطع رسول الله يدها، هل يعني هذا أنه لا يحبها، بلى والله إنها لحبيبته، ولكن حكم الله لا يستثني شريفا ولا وضيعا. والثاني: تفسير الهجر بعدم زيارته، فليست من المحارم اللاتي يجب التواصل معهن، فلزمت بيتها، ولو كانت محرما فإن اشتغال الخليفة بأمور المسلمين، قد

(١) من الآية (٦٣) من سورة النور. (٢) انظر: البخاري حديث (٤٢٤٠، ٤٢٤١). (٣) الآية (٣٦) من سورة الأحزاب. (٤) البخاري حديث (٣٤٧٥).

1 / 81