The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
প্রকাশক
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
জনগুলি
سالمين فثبت من كان يفكر في الردة على الإسلام (١)، أقام أسامة ﵁ بجيشة منذ خرج إلى أن قدم المدينة منصرفا كما قيل: سبعين يوما، أو ستين يومًا، أو أربعين يومًا، ثم دخل المدينة ولواؤه معقود، حتى دخل المسجد، فصلى، ثم دخل إلى بيته ولواؤه الذي عقده رسول الله ﷺ معه (٢)، وكان من بركة عمل أبي بكر هذا الوفاء بما عزم عليه رسول الله ﷺ، وما أحست به أحياء العرب من منعة الإسلام وأهله، وعلم المسلمون بُعد نظر خليفة رسول الله، وصدق عمر بن الخطاب إذ قال: «لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم» (٣).
حروب الردة
لقد كان موقف أبي بكر ﵁ من ردة العرب إلهاما عظيما من الله تعالى، وهو من حفظه تعالى لدين الإسلام، وكان فتحا عظيما، فقد ارتدت العرب إلا أهل المسجدين وَمَنْ بينهما، وأُناسًا من العرب؛ منهم: عدي بن حاتم ﵁، قدم بإبل الصدقة إلى أبي بكر ﵁، ففي ذلك يقول الحارث بن مالك الطائي:
وَفَيْنَا وفاء لم يَرَ النَّاس مثله ... وَسَرْبَلَنَا مجدًا عديُّ بن حاتم (٤).
قال زياد بن سبرة اليعمري ﵁: أقبلت مع رسول الله ﷺ حتى وقف على ناس من أشجع وجهينة، فمازحهم وضحك معهم، فوجدت في نفسي، فقلت: يا رسول الله، تضاحك أشجع وجهينة؟ فغضب ورفع يديه فضرب بهما منكبي، ثم قال: «أما إنهم خير من بني فزارة، وخير من بني الشريد، وخير من قومك، أولاء استغفروا الله» (٥)، فلما كان الردة لم يبق من أولئك الذين خَيَّر عليهم رسول الله ﷺ أحد إلا ارتد، وجعلت أتوقع ردة قومي، فأتيت عمر ﵁، فأخبرته، فقال: لا تخافن،
(١) مختصر تاريخ دمشق (٤/ ٢٩١) بتصرف. (٢) تاريخ اليعقوبي (١/ ١٥٥). (٣) الإبانة الكبرى لابن بطة (٣/ ١٨٣). (٤) مروج الذهب ١/ ٢٩٠. (٥) الآحاد والمثاني حديث (٢٧١٣).
1 / 71