51

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

প্রকাশক

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

জনগুলি

الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ» (١)، لفتة هامة في سداد أهل السنة، وإشارة واضحة وجلية إلى أنه سيكون بعده ﷺ خلفاء من أصحابه يلون أمر الأمة المحمدية، فأمر الأمة بالتمسك بسنته ﷺ، وبما يسنه كل واحد منهم، لأنهم راشدون مهديون، ولا أشك في علم رسول الله بأعيانهم، وقد ورد عنه ما يشير إلى ذلك في صور منامية رآها رسول الله، فقال ﷺ: «رأيت الناس مجتمعين فى صعيد، فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفى بعض نزعه ضعف، والله يغفر له، ثم أخذها عمر، فاستحالت بيده غربا، فلم أر عبقريا في الناس يفري فريه، حتى ضرب الناس بعطن» (٢)، فاجتماع الناس فيه إشارة إلى اجتماعهم على الخلافة ونزع أبي بكر أولا، يدل على أنه الخليفة بعد رسول الله ﷺ، والضعف في النزع إشارة إلى قلة الزمن الذي يكون فيه أبو بكر ﵁ خليفة، وهو ما حدث فعلا فلم يبق في الخلافة سوى سنتين، ونزعُ عمر ثانيا، فيه إشارة إلى أنه الخليفة بعد أبي بكر ﵁، ويدل وصف عمر ﵁ بقوة النزع على مدة خلافته وقوة عهده، وهو ما حدث فعلا، فلم يكن في الخلفاء بعده أعظم منه عملا، ولا عدلا، ولا قوة للأمة ﵁، ومما يؤكد أحقية أبي بكر ﵁ بالخلافة قول الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (٣)، فالآية عامة في استخلاف المؤمنين بعد المشركين، وأهل الكتاب، وهو وعد بشر الله به المؤمنين في أول الإسلام، لتقوى عزائمهم على الثبات ومقارعة المشركين، واليهود والنصارى، وعد بأن يكون للمؤمنين خلفاء يخلفون، أولهم يخلف رسولَ الله ﷺ، فكان أول الخلفاء أبو بكر ﵁؛ تحققت هذه الآية الكريمة فيه، وفي الثلاثة بعده ﵃، فهم في مقدمة الذين آمنوا وعملوا الصالحات، واستخلفهم بعد رسوله واحد تلو الآخر، ووعد الله الذين آمنوا بالمغفرة

(١) الترمذي حديث (٢٨٩١). (٢) أخرجه البخاري حديث (٢٦٣٣) .. (٣) الآية (٥٥) من سورة النور.

1 / 55