The Fundamentals of the People of the Sunnah and the Community
أصول أهل السنة والجماعة
জনগুলি
الكتاب والسنة والإجماع على أن الله خلق أفعال العباد
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أجمع علماء الأمة من الصحابة والتابعين والتابعين لهم بإحسان أن أفعال العباد كلها مخلوقة لله ﷿، طاعاتها ومعاصيها.
فعن طاوس قال: أدركت ثلاثمائة من الصحابة ﵃ كلهم يقول: كل شيء بقدر، والله تعالى يقول: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:٩٦]، وقال ﵊: (إن الله خالق كل صانع وصنعته).
وعن ابن عباس في قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر:٢٨]، قال: هم الذين يقولون: إن الله على كل شيء قدير.
وسئل أحمد بن حنبل عن القدر ما هو؟ قال: هو قدرة الله ﷿.
هل لها منتهى؟
الجواب
لا، لا منتهى لقدرة الله ﷿.
وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة قال: (جاء مشركو مكة إلى النبي ﷺ ينازعونه في القدر، فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر:٤٧ - ٤٩]).
وأوصى السلف ﵃ بترك عيادة مرضى القدرية، وترك الصلاة على موتاهم، وعدم رد السلام عليهم.
وفي قول الله ﷿: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا﴾ [الأنعام:١٠٧] سمع ابن عباس ﵄ رجلًا يقول: الشر ليس بقدر، فقال: بيننا وبين أهل القدر قول الله ﷿: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا﴾ [الأنعام:١٤٨]، حتى بلغ قوله تعالى: ﴿فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الأنعام:١٤٩]، هذا يدل على أن الهداية والضلال بيد الله ﷿.
قال ابن عباس: حتى العجز والكيس.
حتى النشاط والهمة والفتور والعجز بيد الله ﷿، وبقدر الله ﷿، وهذا قد رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر مرفوعًا ﵄.
وفي قول الله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء:٣٥]، الله ﷿ يبتلي عباده بالشر فتنة لهم واختبارًا وامتحانًا، كما ابتلى إبراهيم بذبح ولده، وبترك زوجه وولده الرضيع في أرض قفر، وكما ابتلى موسى وآدم ومحمدًا ﵊، وغير ذلك من الابتلاءات التي وقعت بخير الخليقة، والنبي ﵊ يقول: (أعظم الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)، وقال الله ﷿: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [التكوير:٢٩].
قال ابن عباس في قوله: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً» أي: نبتليكم بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة.
وقال زيد بن أسلم: والله ما قالت القدرية كما قال الله ﷿: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [التكوير:٢٩]، ولا قالت كما قالت الملائكة: ﴿لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا﴾ [البقرة:٣٢]، أي: نفوا المشيئة، فلم يبلغوا ما أمر الله ﷿ به وأخبر، وكذلك لم تقل القدرية بإثبات العلم كما قالت الملائكة، ولا قالت القدرية كما قال الأنبياء على لسان شعيب: ﴿وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا﴾ [الأعراف:٨٩]، ولا قالت القدرية كما قال أهل النار: ﴿غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا﴾ [المؤمنون:١٠٦]، أي: بسبب أعمالنا، ولا قالت القدرية كما قال أخوهم إبليس: ﴿رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ [الحجر:٣٩]، قال الشافعي: لأن يلقى الله العبد بكل شيء -وفي رواية عنه: بكل ذنب- ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه ببدعة، أو قال: ببدعة القدرية، أو قال: بشيء من هذه الأهواء.
قال علي بن أبي طالب ﵁: القدر طريق مظلم فلا تسلكه، وبحر عظيم فلا تلجه، وهو سر الله في خلقه فلا تكشفه.
وقال ابن عباس: ما غلا أحد في القدر إلا خرج من الإسلام.
وقال أيضًا: إياك والقدر فإنه يدعو إلى الزندقة.
ولما تكلم صبيغ بن عسل في القدر، جيء به إلى عمر فلما دخل عليه، قال عمر: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ قال عمر: وأنا عبد الله عمر بن ا
6 / 11