The Fifth Pillar
الركن الخامس
প্রকাশক
دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
প্রকাশনার স্থান
دمشق- سوريا
জনগুলি
أما غيرُ ذلك فلا شيء معتبر، فالأمرُ لا يعدو أن يكون وسيلةً لجمع المال ولا فرق عند بعض الناس أن يكون السبيل رحلةً مباركة إلى مكة المكرمة أو حملة مشبوهةً إلى شاطئ موبوء! فالمال هو المسيِّر وهو الإمام الذي يسبحون بحمده! ويلهجون بذكره!
هذا المعنى المناقض لحكمة الله في الحج عرض له حديث شريف قد يكون في سنده مقالة، لكنه يغوص في عمق المسألة بتوصيف دقيق، وكأنه يحكي واقعنا لحظة بلحظة. رُويَ عن أنس ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال: "إذا كان آخرُ الزمان خرج الناس إلى الحج أربعة أصناف: سلاطينهم للنزهة، وأغنياؤهم للتجارة، وفقراؤهم للمسألة، وقراؤهم للسمعة" (١)، فالعملُ مهما كان جليلًا حين يأتي مطيَّة لأهدافٍ أُخرى تقدَّم عليه وهي تعارضه، ويتراجعُ عنها وهي سخرت له، فحينئذ يفقدُ هذا الأمرُ هيبته، وتُهانُ كرامته بالوسائل الدونية التي انحدرت به عن جادة الحق إلى أوْدية الهلاك، فلا الوسيلة أُبقي عليها، ولا الغاية حفظ ماءُ الوجه فيها.
المتنفذون من عباد الله عندما يقصدون مكة لأجل الانغماس بمزيدٍ من الترفيه والنزهة ضمن حملة إعلامية صاخبة تصرفُ وجوهَ الناس إليهم، وتستجدي لهم مدح الخلق، وتثبتُ في قلوب العامة تقديسهم لحرمات الإسلام، بينما على الجانب الآخر يتساهل هؤلاء في مسرى رسول الله ﷺ - وهو قلب العقيدة الإسلامية، ومحطة الإسراء، ومنطلَق المعراج، ومسرح الصلاة بالأنبياء اقتداء منهم بخاتمهم محمد ﷺ في
_________
(١) ذكره الخطيب في تخريجه على أحاديث الإحياء من حديث أنسٍ بإسناد مجهول، وليس فيه ذكر السلاطين، وذكر أنه رواه أبو عثمان الصابوني في كتاب المائتين بلفظ: "تحج أغنياء أُمتي للنزهة، وأوساطهم للتجارة". انظر: "إحياء علوم الدين" لحجة الإسلام محمد بن محمد الغزالي كتاب أسرار الحج، الباب الثالث في الآداب الدقيقة والأعمال الباطنة، ج ١ ص ٢٦٣.
1 / 46