The Fifth Pillar
الركن الخامس
প্রকাশক
دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
প্রকাশনার স্থান
دمشق- سوريا
জনগুলি
من هنا فإنَّ فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي يشير إلى أن استثمار الحج، وتوظيفه في خدمة قضايا الأمة التي من أجلها شُرعت هذه الفريضة، هو رهنٌ بوعي المسلمين بعظمة الإسلام، ورفعة مقاصده.
إنّ الحج بعد ما سبق به البيان هو السهم الأخير في جعبة أمتنا لتعود من حيث أحبّ الله متماسكة، بعد أن تمزق جسدها، وتفتّت كلمتها، وصارت دولتها القوية أقطارًا يقاتل بعضها بعضًا، يستعدي فيها الصديق أخاه ويستنصر بالعدوّ عليه.
فماذا عسانا أن نفعل في حَمْأَة هذا الليل المُدْلَهِمِّ، ووطأة الصراع المستشري في الجسد الإسلامي الكبير؟
ليس لنا بعد الله إلّا ما أقامه المولى فينا من فرائض الإسلام الهادفة التي يتربع هذا الركن فوق قمة هرمها بما يحييه بيننا من أُخوة إسلاميّة فوق جنبات البلدة الآمنة مكة، وحول محور الوحدة الثابتة للمسلمين الكعبة المشرّفة، وتحت ظلال العقيدة الراسخة التي يسوّرها الحج من خلال مناسكه الجماعية التي تمارسها وفود الحجاج الذي يمثلون كل موقع في قارات الدنيا، وكلًّ مهنة عرفها البشر، وكلًّ لغة نُطق بها بينهم، وكلّ لون ميَّز البعض منهم عن الآخر.
فالحج ضمن أجواء راقية ينقل المسلم من القطرية إلى العالمية ليقام للمسلم عرس مع أُمته الممتدة فوق كل هضبة وسهل ووادٍ، يذوب فيه ما نسجه الاستعمار من حدود كاذبة، وخطوط فاصلة مصطنعة، وما ضخّه فينا من دعاوى عريضة قُدّمت فيها
1 / 33