الدلالات العقدية للآيات الكونية
الدلالات العقدية للآيات الكونية
প্রকাশক
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
প্রকাশনার স্থান
اللملكة العربية السعودية
জনগুলি
من زعم أن المتكلم لا بد أن يكون له لسان وجوف وشفتين، أن الله ﷿ أخبر أن السماء تكلمت، في قوله ﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ فأثبت الله ﷿ للسماء كلامًا. فهل يثبتون لها لسان وجوف وشفتان؟ ! (¬١).
١١ - نزول القرآن والشرائع من الله:
بين الله ﷿ أن هذا القرآن منزل ممن خلق الأرض والسماوات العلى، القادر على كل شيء (^٢)، فقال تعالى: ﴿تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى﴾ (^٣).
فالذي أنزل هذا القرآن هو رب السماوات والأرض وخالقهما ومالكهما وما فيهما، قال تعالى: ﴿أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ (^٤).
وقد كان أهل الكتاب يسألون النبي ﷺ أن ينزل عليهم كتابًا من السماء، قال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ (^٥).
وعن ابن عباس ﵄ قال: انطلق النبي ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي
(^١) انظر: درء تعارض العقل والنقل: ٢/ ٣٩٣، ٤/ ١٥٩.
(^٢) انظر: تفسير الطبري: ١٦/ ١٦٠، تفسير ابن كثير: ٥/ ٢٧٢ - ٢٧٣.
(^٣) طه: ٤.
(^٤) الدخان: ٥ - ٧.
(^٥) النساء: ١٥٣.
1 / 223