أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
أسلوب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير ﵁ وتطبيقاته التربوية
জনগুলি
ثالثًا: كف عدوان المبطلين والمعاندين:
إن الأعداء يتربصون بنا، ويخططون لهدم قواعد الإسلام، فلا بد من كف خطرهم والتصدي لهم؛ لذا حذرنا الله ﷾ من عدوان المنافقين، فقال سبحانه: ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٤)﴾ (١)، أي "هم العدوّ يا محمد فاحذرهم، فإن ألسنتهم إذا لَقُوكم معكم وقلوبهم عليكم مع أعدائكم، فهم عين لأعدائكم عليكم " (٢)، فلا بد من الحذر من الأعداء وكف أذاهم.
لذا كانت هناك طرق يستعملها المسلم في كف أيدي الأعداء وأذاهم، فكان الحوار الفعال الذي ينطلق من مصدريه القرآن الكريم والسنة النبوية من الطرق والأساليب التي تعين على ذلك، فعندما يرى الطرف الآخر مدى قوة مُحاوِرِه وتمكنه من متطلبات الحوار اللازمة، ومدى تمسكه بدينه وثقته بنفسه، يذعن ويكف أذاه، فيسلم بذلك المسلم من عداوة المبطلين والمعاندين.
وفي حياة مصعب بن عمير ﵁ وعندما أسلم لاقى ألوانًا من التعذيب من أمه وقومه (٣)، حتى هاجر إلى الحبشة (٤). فعندما جاء من المدينة إلى مكة أخبر رسول الله ﷺ بما جرى مع الأنصار (٥)، ثم ذهب إلى أمه فدار بينهما حوارٌ استطاع فيه ﵁ أن يكف عدوان أمه وقومه، فكان مما دار بينهما أن قالت له أمه: " إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! قال: أنا على دين رسول الله ﷺ وهو
(١) سورة المنافقون: آية (٤). (٢) الطبري: تفسير الطبري، مصدر سابق، ٢٣/ ٣٩٥. (٣) السهيلي، عبد الرحمن بن عبد الله: مصدر سابق، ٤/ ٥٢. (٤) ابن اسحاق: مصدر سابق، ص ١٧٤. (٥) ابن سعد: مصدر سابق، ٣/ ٨٨.
1 / 95