العميد في علم التجويد
العميد في علم التجويد
তদারক
محمد الصادق قمحاوى
প্রকাশক
دار العقيدة
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
প্রকাশনার স্থান
الإسكندرية
জনগুলি
كلمة المحقق
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله فضل أهل القرآن على من سواهم، واختصهم من بين خلقه ليشرفهم بحمل كتابه. فأوجب عليهم تجويده، والعمل بما فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل خلقه وأكرم أحبابه القائل
«خيركم من تعلم القرآن وعلمه»
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، الذين حفظوا القرآن، وحافظوا علي وجوده وتدبروا معانيه فدانت لهم الأمم، وخضعت لسلطانهم الرقاب وكان فضل الله عليهم عظيما: هذا.
ولما كان كتاب (العميد فى فن التجويد) وما له من يد طولا فى تفنيد هذا الفن العظيم غير أن به بعض الجمل التى تحتاج إلي إيضاح وتنسيق فقد رأيت أن أقوم بهذا الإيضاح والتهذيب، والله أسأل أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به كما نفع بأصله، إنه سميع الدعاء، مجيب النداء.
محمد الصادق قمحاوى
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
الحمد لله الذى أورث كتابه من اصطفى من عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد النبى الأمى، المؤيد من ربه بالمعجزات الغرر التى من أجلّها القرآن الكريم، وعلى آله وصحبه، وكل من قرأ القرآن مجودا، وتدبر معانيه بفكر صائر، وقلب سليم، وبعد:
فإن علم التجويد يعتبر من أفضل العلوم المتعلقة مباشرة بالقرآن الكريم، الذى أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير، فبه الآيات البينات، والدلائل الواضحات، والأخبار الصادقة، والعظات الرائعة، والتشريعات الراقية، والآداب العالية، والعبارات التى تأخذ بالألباب، والأساليب التى ليس لأحد من الخلق بالغ ما بلغ من الفصاحة والبلاغة أن يأتى بمثلها، أو يفكر فى محاكاتها، فهو آية الله الدائمة، وحجته الباقية، ومعجزته الخالدة لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (فصلت: ٤٢).
وإن خير ما يجب أن يشتغل به المرء ليتقرب إلى ربه، ويصل إلى درجات المتقين، وليكون مخاطبا لرب العالمين، وليحيط بعلوم الأولين والآخرين، أن يقرأ القرآن، ويعلمه مجودا مرتلا كما أنزله رب العالمين، على خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا يكون ذلك، ولا يتحقق، إلا بمعرفة أحكامه التى تكفّل ببيانها علم التجويد، ولذا كان من توفيق الله لى أن جعلنى منذ طفولتى شغوفا به، محبا للتعمق فيه، شديد الحرص على معرفة ما خفى من قواعده واستتر، كثير التكرار لما علم من مبادئه وظهر، قوى الاتصال بالمعنيين بهذا العلم الجليل، لأفهم منهم بعض ما يعرفون. وأتعلم منهم بعض ما يعلمون، حتى لقد دفعنى ذلك وأنا لم أتجاوز مرحلة التعليم الثانوى الأزهرى بعد إلى إنشاء ندوة قرآنية تضم العارفين لقيمة هذا العلم الجليل، والراغبين فى الاستزادة منه، وقد استمرت هذه الندوة سبع سنين كنت أقوم خلالها إجابة لطلبهم
1 / 4
وتحقيقا لرغبتهم بتدريس هذا العلم لهم، بجانب بعض مبادئ اللغة العربية، التى يحتاج القارئ إلى العلم بها فى قراءته ثم يقرأ كل منا ما تيسر من القرآن، مع مناقشته أثناء قراءته فيما يصادفه من الأحكام، تطبيقا للعلم على العمل، وقد أفادنى ذلك كثيرا وأفادهم.
فرحم الله من توفى منهم، وألحقنى به على الإيمان، ووفقنى ومن بقى منهم لخدمة القرآن، وإذ ذاك ألفت رسالة فى التجويد، ولكن لسوء الحظ فقد أصلها قبل الاستعداد لطبعها ونشرها، ثم منّ الله علىّ بعد ذلك، وبعد اجتيازى مرحلة التعليم العالى، وتخصصى فى كل من التدريس والقضاء الشرعى، ودراستى لعلوم القراءات العشر، والفواصل، وعد الآى، وتاريخ المصحف، ورسمه وضبطه، فعينت مدرسا بقسم القراءات من كلية اللغة العربية، لأظل دائما فى خدمة القرآن.
وأتيحت لى فرصة أخرى لتدريس علم التجويد، وغيره من علوم اللغة والدين، لطلاب قسم القراءات، الأمر الذى حدا بى إلى تبسيط بعض الكتب المقررة على المبتدئين منهم بعد أن وجدت بحكم الخبرة والمران عدم تناسبها مع مداركهم، ومقدار فهمهم، فألفت كتاب «القواعد النحوية فى شرح الآجرّومية»، وكتاب «الفجر الجديد فى علم التوحيد»، قبل ثلاث سنوات تقريبا من الآن، ولا يزال يدرس كل منهما لطلاب قسم القراءات، منذ تأليفه إلى هذا الحين.
ولما أن كان هذا العام المبارك، رغبت فى تدريس علم التجويد، فأجيبت رغبتى، وقمت بتدريسه فعلا على ضوء ما عندى فيه من المعلومات لا على ضوء ما وجدته بين أيدى الطلاب من كتبه التى لم أر تناسبها مع المستوى الذى ينبغى أن يكونوا عليه فى هذا العلم الجليل، إما لكونها مختصرة جدا، لا تؤدى الفائدة المرجوة منها بالنسبة إلى هؤلاء الطلاب، الذين لا يدرسون هذا العلم إلا عاما واحدا، بينما لا يعتمد فى تدريسه بمختلف المعاهد الدينية، والدول الإسلامية، إلا على من يتخرج منهم، وإما لصعوبتها واحتوائها على بعض التعبيرات المعقدة، التى لا تتلاءم مع مدى فهمهم، بالإضافة إلى ما بهذه الكتب جميعا من أمثلة لبعض الأحكام التى لا وجود لها فى القرآن.
1 / 5
ومن أجل هذه الأسباب طلب منى أبنائى الطلاب أن أضع لهم كتابا فى علم التجويد، متضمنا ما أعرض له فى دروسى لهم من إيضاحات وتفصيلات، مع السهولة والتنسيق على غرار كتابىّ السابقين فى النحو والتوحيد اللذين استراحوا لدراستهما، وفهم أسلوبهما.
وقد ترددت فى ذلك فى أول الأمر، لولا أن شجعنى بعض إخوانى من الأساتذة على إجابة هذه الرغبة، حرصا على مصلحة الطلاب، حتى شرح الله صدرى لتأليف هذا
الكتاب المبسط فى أسلوبه، الدقيق فى معانيه وعباراته، وما بموضوعاته من تفصيلات، والمشتمل على ما يلزم القارئ لحفص بن سليمان الكوفى من الأحكام، معتمدا على أشهر ما ثبت من طرق روايته وأيسرها. وسميته «العميد فى علم التجويد»، راجيا أن يعمد ويقصد به كل قارئ له إلى ما ينفعه، وينفع غيره من تعلم وتعليم، وأن يحظى هذا الكتاب من تقدير قرائه بما يتناسب مع قيمته العلمية الضخمة، وما بذل فى كتابته من الجهد والطاقة، وما اشتملت عليه لفظة اسمه الصغيرة من المعانى العظيمة الكبيرة، وأن أنال به كل ما أردت من تأليفه، وقصدت إليه من أجله من شرف الانتساب بواسطته إلى خدمة القرآن وأهله.
وقسمته إلى سبعة وعشرين درسا، بعضها يطول، وبعضها يقصر حسب ما يقتضيه موضوع الدرس من الإيجاز أو الإسهاب، وفى نهاية كل درس منها وضعت الأسئلة والتمارين حتى إذا أجاب الطالب عليها عقب قراءته للدرس، تأكد من فهمه وانتقل إلى ما يليه، وإلّا عاد إلى استظهاره، وفهم مراميه.
والله تعالى أسأل أن يكون مقبولا عنده، وأن يكرمنى به، وكل من قرأه فى الدنيا والآخرة، وأن يجعله خالصا لوجهه، وسببا للفوز بجناته ورضوانه، وأن ينفع به النفع التام، كل من تقبله برضى، وتأمل واهتمام، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبى الأمى، وعلى آله وصحبه وسلم.
المؤلف
1 / 6
الدرس الأول فى المقدمات العامة لعلم التجويد
المقدمات العامة
التى يبتدأ بها علم التجويد وغيره من العلوم ست، وهى:
١ - تعريفه:
فأما تعريفه فهو لغة: التحسين، واصطلاحا: علم يبحث فى الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها، وحق الحرف هو: مخرجه وصفاته التى لا تفارقه كالهمس والجهر. ومستحقه هو الصفات التى يوصف بها الحرف أحيانا، وتفارقه أحيانا، كالتفخيم، والترقيق بالنسبة للراء.
٢ - موضوعه:
وأما موضوعه فهو: الكلمات القرآنية، من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها
٣ - نسبته:
وأما نسبته فهو: أحد «١» العلوم الدينية المتعلقة بالقرآن الكريم.
٤ - واضعه:
وأما واضعه من الناحية العملية فهو النبى ﷺ، ومن ناحية وضع قواعده فهو الخليل بن أحمد الفراهيدى، وغيره من أئمة القراء واللغة.
٥ - فائدته:
وأما فائدته فهى: حسن الأداء، وجودة القراءة، الموصلان إلى رضى الله تعالى
_________
(١) هو من أشرف العلوم لتعلقه بأشرف الكتب وهو القرآن.
1 / 7
الذى يحقق سعادتى الدنيا والآخرة، وعصمة اللسان من اللحن فى القرآن.
واللحن هو الميل عن الصواب «١»، إلى الخطأ، وهو نوعان:
(١) جلى:
وهو ما كان بسبب مخالفة القواعد العربية، كاستبدال حرف بحرف، أو حركة بحركة، وسمى جليا لاشتراك علماء التجويد، وغيرهم من المثقفين فى إدراكه، وحكمه: التحريم اتفاقا.
(٢) خفى:
وهو ما كان بسبب مخالفة قواعد التجويد، كترك الغنة، وقصر الممدود، وسمى خفيا لاختصاص علماء التجويد بإدراكه دون غيرهم، وحكمه: التحريم على الراجح، وقيل الكراهة.
٦ - حكم تعليمه، والعمل به شرعا:
وأما حكم العمل به فهو: الوجوب العينى على كل مكلف يحفظ أو يقرأ القرآن أو بعضه، وإذا فيأثم تاركه لقوله تعالى وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (المزمل: ٤) وقوله ﷺ «اقرءوا القرآن بلحون العرب» الحديث. «٢»
وأما حكم تعليمه فهو: فرض كفاية بالنسبة إلى عامة المسلمين، وفرض عين بالنسبة إلى رجال الدين من العلماء والقراء، ومهما يكن من شىء، فإنه يأثم تاركه منهم،
ويتعرض لعقاب الله، ويرى بعض العلماء ضرورة تطبيق قواعد هذا العلم فى قراءة الحديث، والحق أن ذلك يستحسن، ولا يجب.
_________
(١) فى لحن القول: يعنى الميل عن القول الحق.
(٢) وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق، والكبائر، فإنه سيجىء من بعده أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء، والنوح، والرهبانية لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم، وقلوب من يعجبهم شأنهم.
1 / 8
أسئلة
١ - ما هو علم التجويد؟ وما موضوعه؟ وما الفرق بين حق الحرف ومستحقه؟
٢ - ما نسبة علم التجويد إلى غيره من العلوم؟ وموضعه من الناحية العملية؟ ومن ناحية وضع قواعده؟ وما فائدته؟
٣ - ما هو اللحن؟ وما أنواعه؟ وما حكم كل منها مع التمثيل، ولماذا سمى كل نوع منها باسمه؟
٤ - ما حكم العمل بالتجويد؟ وما حكم تعليمه؟ وما دليل ذلك؟ وهل تطبق قواعد التجويد فى قراءة الحديث الشريف؟
***
1 / 9
الدرس الثانى فى المقدمات الخاصة بعلم التجويد
المقدمات الخاصة بعلم التجويد هى التى يبتدأ بها فيه دون غيره من العلوم، والتى لا بدّ للقارئ أن يعلمها قبل بدء قراءته سبع، وهى:
١ - أهمية التلقي فى تعلم القرآن، وأدائه، وأحكامه:
للتلقى فى تعلم القرآن وأدائه أهمية كبيرة، فلا يكفى تعلمه من المصاحف دون تلقيه من الحافظين له، وذلك لأن من الكلمات القرآنية ما يختلف نطقه عن رسمه فى المصحف نحو إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ، أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ.
ومنها ما يختلف القراء فى أدائه مع اتحاد حروفه لفظا ورسما تبعا لتفاوتهم فى فهم معانى هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافر لهم من حسن الذوق، وحساسية الأذن، ومراعاة ذلك كله عند إلقائها، لدرجة أن بعضهم يخطئ فى أدائها بما يكاد يخرجها عن معانيها المراد منها، لتساهله وعدم تحريه النطق السليم بها، والذى لو وفق إليه وعود نفسه لدل على حساسية أذنه، وحسن ذوقه، وفهمه لمعانيها، وذلك نحو حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ* يَعِظُكُمْ* فَسَقى لَهُما، فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ*، وَذَرُوا الْبَيْعَ.
كما أن أحكام القرآن لا يكفى مجرد العلم بها من الكتب، بل لا بدّ فيها من السماع والتلقي، والمشافهة، والتوقيف اقتداء بالسنة من أنه ﷺ تلقى القرآن بأحكامه عن جبريل مشافهة عن الله تعالى، ونقل إلينا عنه كذلك متواترا إلى الآن، وتحقيقا لصحة الإسناد الذى هو ركن من أركان القرآن الثلاثة التى تتلخص فى:
(١) ضرورة موافقته لوجه من وجوه النحو ولو ضعيفا.
(٢) ضرورة موافقته للرسم العثمانى ولو احتمالا.
1 / 10
(٣) صحة إسناده، وفى ذلك يقول ابن الجزرى:
فكل ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوى
وصح إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان
٢ - مراتب القراءة:
أما مراتب القراءة فأربع، وهى:
(١) التحقيق: وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة، بقصد التعليم مع تدبر المعانى ومراعاة الأحكام
(٢) الترتيل: وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة، لا بقصد التعليم مع تدبر المعانى، ومراعاة الأحكام.
(٣) التدوير: وهو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والسرعة مع مراعاة الأحكام.
(٤) الحدر: وهو القراءة بسرعة، مع مراعاة الأحكام. وهى فى الفضل والأولوية حسب هذا الترتيب «١».
٣ - حكم الاستعاذة، وأحوالها، وأوجهها:
أما حكم الاستعاذة: فالاستحباب على الراجح، وقيل الوجوب، وأما أحوالها فأربع، حالتان يجهر بها فيهما، وهما:
(١) فى مقام التعليم.
(٢) فى المحافل.
وحالتان يسرّ بها فيهما، وهما:
_________
(١) وأفضلها على العموم مرتبة الترتيل لنزول القرآن بها قال تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (المزمل: ٤)
1 / 11
(١) فى الصلاة.
(٢) فى القراءة على انفراد.
وأما أوجهها فأربعة، وهى:
(١) قطع الجميع، وهو أفضلها.
(٢) قطع الأول ووصل الثانى بالثالث، وهو أفضل من الوجهين الآتيين.
(٣) وصل الأول بالثانى، وقطع الثالث، وهو أفضل من الأخير.
(٤) وصل الجميع.
٤ - أوجه ما بين السورتين:
أما أوجه ما بين السورتين فثلاثة وهى: أوجه الاستعاذة السابقة بالضبط باستثناء وصل الأول بالثانى، وقطع الثالث، فإنه لا يجوز بين السورتين، لأنه يوهم أن البسملة ملحقة بآخر السورة مع أنها لأولها.
٥ - أوجه ميم آل عمران:
«١» أما أوجه ميم (الم) آل عمران فثلاثة، وهى:
(١) السكون الأصلى، وهو: مد الميم ست حركات مع الوقف عليها.
(٢) تحريك الميم بالفتح للتخلص من التقاء الساكنين، وهو: مد الميم ستا مع وصلها بما بعدها.
(٣) الاعتداد بالعارض، والعارض هو: التحريك فى الميم، والتحريك يكون بالفتح، وهو: مد الميم حركتين فقط مع وصلها بما بعدها.
_________
(١) ميم الم فى أول آل عمران.
1 / 12
فإذا روعيت هذه الأوجه مع وصل البقرة بآل عمران كانت تسعة، وهى ثلاثة:
الميم على كل من أوجه ما بين السورتين الثلاثة، وإن استعذت مبتدئا بآل عمران كانت الأوجه اثنى عشر وجها، وهى ثلاثة: الميم على كل من أوجه الاستعاذة الأربعة.
٦ - أوجه ما بين الأنفال وبراءة:
أما أوجه ما بين الأنفال وبراءة لا بسملة قبلها فثلاثة، وهى:
(١) القطع، وهو: الوقف على عليم «١» مع التنفس، والابتداء ببراءة.
(٢) السكت، وهو: الوقف على عليم بلا تنفس، والابتداء ببراءة.
(٣) الوصل، وهو: وصل عليم ببراءة.
وهذه الأوجه فى أفضليتها على هذا الترتيب المذكور.
٧ - السكتات الواردة لحفص في القرآن ومقدارها:
أما السكتات الواردة فى رواية حفص باتفاق فأربع، وهى السكت على:
(١) عِوَجًا (١) قَيِّمًا من أول سورة الكهف
(٢) مَرْقَدِنا هذا من سورة يس
(٣) مَنْ راقٍ من سورة القيامة
(٤) بَلْ رانَ من سورة المطففين
فهذه الأربع لا يجوز فيها إلا السكت. وأما السكتات المختلف فيها فثنتان:
(١) عَلِيمٌ، بَراءَةٌ* السابق ذكرها، فإنه يجوز فيها القطع، والسكت، والوصل على ما تقدم.
(٢) مالِيَهْ (٢) هَلَكَ فإنه يجوز فيها الإظهار، والسكت، أو الإدغام، وأما مقدار السكتة فحركتان.
_________
(١) عليم من قوله اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ آخر الأنفال.
1 / 13
أسئلة
١ - ما أهمية التلقى فى تعلم القرآن وأدائه؟ ولم لا يكفى أخذها من المصاحف وحدها؟ وما هى أركان القرآن؟
٢ - ما مراتب القراءة؟ وما ضابط كل منها؟ وما درجة كل فى الفضل والأولوية بالنسبة إلى غيره؟
٣ - ما حكم الاستعاذة؟ ومتى يجهر بها؟ ومتى يسرّ بها؟ وما أوجهها؟
وما ترتيبها فى الفضل والأولوية؟
٤ - ما أوجه ما بين السورتين؟ وهل يجوز بين السورتين وصل الأول بالثانى، وقطع الثالث أو لا؟ علل لما تقول.
٥ - ما أوجه الم آل عمران؟ وما كيفية كل منها؟ وما عدد الأوجه الجائزة لمن وصل آخر البقرة بأول آل عمران، ولمن ابتدأ بها مستعيذا بالله.
٦ - ما هى الأوجه الجائزة بين الأنفال وبراءة؟ وما كيفية كل منها؟ وما ترتيبها فى الفضل والأولوية؟
٧ - ما هى السكتات الواردة لحفص اتفاقا واختلافا؟ وما الذى يترتب على الاتفاق فى بعضها، والاختلاف فى بعضها الآخر، وما مقدار السكتة؟
***
1 / 14
الدرس الثالث في تعريف النون الساكنة والتنوين، والفرق بينهما، وأحكامهما، وأقسامهما
تعريف النون الساكنة:
النون الساكنة أى: النون الخالية من الحركة، وهى النون الثابتة فى اللفظ، والخط، والوصل، والوقف، وتكون فى الأسماء، والأفعال، والحروف، وتكون متوسطة ومتطرفة.
تعريف التنوين:
التنوين لغة: التصويت. واصطلاحا: نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا، وتفارقه خطا ووقفا. «١»
الفرق بين النون الساكنة والتنوين:
والفرق بين النون الساكنة والتنوين يكون من خمسة أمور تظهر بتأمل التعريفين السابقين، وهى:
(١) النون الساكنة حرف أصلى من حروف الهجاء، والتنوين زائد.
(٢) النون الساكنة ثابتة لفظا وخطا، والتنوين ثابت فى اللفظ دون الخط.
(٣) النون الساكنة ثابتة وصلا ووقفا، والتنوين ثابت فى الوصل دون الوقف.
(٤) النون الساكنة تكون فى الأسماء، والأفعال، والحروف، والتنوين لا يكون إلا فى الأسماء دون الأفعال والحروف. ويستثنى من ذلك نون
_________
(١) ولا يكون إلا فى الأسماء.
1 / 15
التوكيد الخفيفة التى لم تقع إلا فى موضعين فى القرآن وهما وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ بيوسف، لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ بالعلق. فإنها نون لاتصالها بالفعل لا تنوين، وإن كانت غير ثابتة خطا ووقفا كالتنوين، فهى إذا نون ساكنة شبيهة بالتنوين.
(٥) النون الساكنة تكون متوسطة، أى فى وسط الكلمة، ومتطرفة أى فى آخرها. والتنوين لا يكون إلا متطرفا أى فى آخر الكلمة.
أحكام النون الساكنة والتنوين وأقسامهما بالنسبة إلى ما يليهما من حروف الهجاء:
أما أحكامهما فأربعة وهى: الإظهار، والإدغام، والإقلاب، والإخفاء الحقيقى. وأما أقسامهما فستة، وهى: الإظهار الحلقى، والإظهار المطلق، والإدغام بغنة، والإدغام بغير غنة، والإقلاب، والإخفاء الحقيقى.
ما يقع بعد النون الساكنة والتنوين من حروف الهجاء، وما لم يقع:
وتقع النون الساكنة والتنوين قبل حروف الهجاء كلها إلا الألف اللينة أى المدية نحو جاءَ*، السَّماءِ* فلا تقع بعد النون الساكنة والتنوين، وذلك لأن الألف اللينة ساكنة، وكل من النون والتنوين ساكن، فلو وقعت الألف بعدهما لالتقى ساكنان، وهو ما لا يمكن النطق به، ومثل الألف اللينة فى ذلك كله أختاها، وهما الياء المدية نحو تَفِيءَ والواو المدية نحو قُرُوءٍ.
***
1 / 16
أسئلة
١ - عرف كلا من النون الساكنة والتنوين، وبيّن الفرق بينهما تفصيلا، ثم بيّن المواضع التى وردت فيها نون التوكيد الخفيفة فى القرآن؟ وهل هى نون ساكنة أو تنوين؟
علل لما تقول.
٢ - ما أحكام النون الساكنة والتنوين، وما أقسامهما قبل حروف الهجاء؟
ولماذا لا يقعان قبل الألف اللينة وأختيها؟
تمارين
١ - اقرأ قوله تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ (البقرة: ٤٤) إلى قوله: وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (البقرة: ٤٨) وبين ما فى هذه الآيات من النون الساكنة المتوسطة، والمتطرفة، والتنوين.
٢ - استخرج كلا من النون الساكنة المتوسطة، والنون الساكنة المتطرفة والتنوين من الكلمات الآتية:
(ننسخ- من آية- ننسها- بخير منها- شىء قدير- من دون الله من ولى ولا نصير- ود كثير من أهل الكتاب- من بعد إيمانكم- من عند أنفسهم- وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله).
٣ - مثّل بخمسة أمثلة لكل من النون الساكنة المتوسطة، والنون الساكنة المتطرفة والتنوين.
***
1 / 17
الدرس الرابع فى الإظهار الحلقى
تعريف الإظهار:
الإظهار لغة: البيان. واصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة فى الحرف المظهر. والمراد بالحرف المظهر هنا أى فى الإظهار الحلقى النون الساكنة أو التنوين، وفى الإظهار المطلق النون الساكنة فقط. وفى الإظهار الشفوى الميم الساكنة، وفى الإظهار لام التعريف أى لام ال.
حروف الإظهار الحلقى، وحكم النون والتنوين قبلها:
وحروف الإظهار الحلقى ستة مجموعة فى قول الجمزورى:
همز فهاء، ثمّ عين حاء ... مهملتان، ثمّ غين خاء
ورمز إليها بعضهم فى أوائل كلمات قوله: «أخى هاك علما حازه غير خاسر» وفى أوائل كلمات قوله: «إن غاب عنى حبيبى همنى خبره». فإذا وقع حرف من هذه الحروف الستة بعد النون الساكنة فى كلمة، أو فى كلمتين، أو بعد التنوين وجب الإظهار، وسمى إظهارا حلقيا.
صوره، وأمثلتها:
وعلى هذا فصور الإظهار الحلقى ثمانى عشرة صورة، لأن كل حرف من الحروف الستة إما أن يقع مع النون الساكنة فى كلمة أو فى كلمتين أو يقع بعد التنوين، فلكل حرف ثلاث صور، والثلاث فى ستة بثمانى عشرة.
1 / 18
وفيما يلى أمثلتها:
الحرف/ مع النون الساكنة في كلمة/ مع النون الساكنة في كلمتين/ بعد التنوين
الهمز/ يَنْأَوْنَ ولا ثاني لها في القرآن/ مَنْ آمَنَ*/ وَجَنَّاتٍ أَلْفافًا
الهاء/ يَنْهَوْنَ*/ مِنْ هادٍ*/ جُرُفٍ هارٍ
العين/ أَنْعَمْتَ*/ مِنْ عَمَلِ*/ سَمِيعٌ عَلِيمٌ*
الحاء/ وَانْحَرْ/ فَإِنْ حَاجُّوكَ/ عَلِيمٌ حَلِيمٌ*
الغين/ فَسَيُنْغِضُونَ ولا ثاني لها في القرآن/ مِنْ غِلٍّ*/ وَرَبٌّ غَفُورٌ
الخاء/ وَالْمُنْخَنِقَةُ ولا ثاني لها في القرآن/ مِنْ خَلاقٍ*/ عَلِيمٌ خَبِيرٌ*
سببه:
وسبب إظهار النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة هذه الحروف هو التباعد بين النون والتنوين وهذه الحروف فى المخرج والصفة.
مراتبه:
وأما مراتبه فثلاث أعلاها عند الهمز والهاء، وأوسطها عند العين والحاء، وأدناها عند الغين والخاء.
وجه تسميته إظهارا حلقيا:
وإنما سمى ذلك الإظهار إظهارا لظهور النون الساكنة والتنوين عند ملاقاة هذه الحروف، وإنما سمى حلقيا لأن الحروف الستة المتقدمة تخرج من الحلق.
1 / 19
أسئلة
١ - ما هو الإظهار؟ وما المراد بالحرف المظهر؟ وما حروف الحلقى منه؟
وما حكم النون الساكنة؟ والتنوين قبلها؟
٢ - ما صور الإظهار الحلقى؟ وما أمثلتها؟ وما سببه؟
٣ - ما مراتب الإظهار الحلقى؟ وما وجه تسميته إظهارا حلقيا؟
تمارين
١ - ميز الكلمات التى يوجد بها إظهار حلقى فى قوله تعالى: وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ (البقرة: ١٤٨) إلى قوله: وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (البقرة: ١٥٠) مع بيان الحرف المظهر هل هو نون أو تنوين؟
٢ - استخرج كلا من النون الساكنة المظهرة والتنوين فى الكلمات الآتية، وإذا كان المظهر نونا فبين هل هى متوسطة أو متطرفة:
(فإن أحصرتم- مريضا أو به أذى من رأسه- ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة- ولعبد مؤمن خير من مشرك- غفور حليم- فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
٣ - مثل لكل من حروف الإظهار الحلقى بعد النون الساكنة فى كلمة، وفى كلمتين، وبعد التنوين على أن يكون أكثر هذه الأمثلة من غير ما تقدم.
***
1 / 20
الدرس الخامس فى الإدغام بقسميه، والإظهار المعلق
تعريف الإدغام:
الإدغام لغة: إدخال الشيء فى الشيء. واصطلاحا: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عند النطق بهما ارتفاعة واحدة.
حروف (يرملون) وحكم النون الساكنة والتنوين قبلها إجمالا:
وحروف إدغام النون الساكنة والتنوين ستة مجموعة فى قولك «يرملون» فإذا وقع حرف من هذه الحروف الستة بعد النون الساكنة بشرط أن يكونا فى كلمتين أو بعد التنوين، ولا يكون إلا من كلمتين وجب الإدغام إلا النون فى يس، ن، مَنْ راقٍ فحكمها الإظهار مراعاة للرواية على خلاف القاعدة.
كمال إدغام النون والتنوين فى بعض هذه الحروف ونقصه فى البعض الآخر:
ثم إن الإدغام يكون ناقصا عند الياء والواو «١» وكاملا عند بقية حروف «يرملون».
معنى نقص الإدغام وكماله:
ومعنى نقص الإدغام عند الياء والواو بقاء أثر النون الساكنة أو التنوين مع إدغامهما فى هذين الحرفين، ومعنى كمال الإدغام عند بقية حروف «يرملون» عدم بقاء أثر النون الساكنة والتنوين عند إدغامهما فيها.
_________
(١) والميم والنون فى رواية حفص، وكاملا عند اللام والراء.
1 / 21
سببه:
وسبب إدغام النون الساكنة والتنوين فى حروف" يرملون" التماثل بالنسبة إلى النون، والتقارب بالنسبة إلى بقية الحروف.
أقسامه:
وينقسم الإدغام إلى قسمين: إدغام بغنة، وإدغام بغير غنة.
حروف الإدغام بغنة، وحكم النون الساكنة والتنوين قبلها:
فأما الإدغام بغنة فيختص بأربعة أحرف مجموعة فى قولك" ينمو" فإذا وقع حرف منها بعد النون الساكنة فى كلمتين أو بعد التنوين أو فى نون شبيهة بالتنوين فى وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ فقط وجب الإدغام بغنة، إلا النون فى يس، ن، مَنْ راقٍ مراعاة الرواية على خلاف القاعدة.
صور الإدغام بغنة وأمثلتها:
وعلى هذا فصور الإدغام بغنة ثمانية، لأن لكل حرف من حروفه صورتين إحداهما مع النون الساكنة فى كلمتين، والأخرى بعد التنوين، واثنتان فى أربعة بثمانية، وفيما يلى أمثلتها:
الحرف/ مع النون الساكنة في كلمتين/ بعد التنوين
الياء/ مَنْ يَعْمَلْ*/ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ*
النون/ مِنْ نِعْمَةٍ*/ أَمَنَةً نُعاسًا
الميم/ مِنْ مالِ اللَّهِ/ آياتٍ مُبَيِّناتٍ*
الواو/ مِنْ والٍ/ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ*
1 / 22