المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى

حمود الرحيلي d. Unknown
36

المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى

المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى

প্রকাশক

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

সংস্করণের সংখ্যা

العدد ١١٩-السنة ٣٥

প্রকাশনার বছর

١٤٢٣ هـ/٢٠٠٣م

জনগুলি

ومن الأدلة كذلك ماجاء عن معاوية بن الحكم السلمي ﵁ قال: "بينا أنا أصلي مع رسول الله ﷺ إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله! فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكْلَ أمَّياه١ ! ماشأنكم تنظرون إلىَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمّتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله ﷺ فبأبي هو وأمي، مارأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ماكهرني٢ولا ضربني ولا شتمني، قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن، أو كما قال رسول الله ﷺ ... "الحديث٣. إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة التي تبين لنا أن النبي ﷺ كان يعامل الناس في دعوته بالحكمة واللين، لذلك فإنه لا بد للداعية إلى الله تعالى أن يتأسى بالنبي ﷺ في دعوته وفي أمره ونهيه، وفي تعامله مع الناس، ولابد له من الصبر وطول النفس، والتدرج مع المدعو شيئًا فشيئًا حتى يمكن إعادته للحق والصواب. خامسا: الرفق والحلم: إنَّ من الواجب على الداعية إلى الله تعالى أن يكون رفيقًا رحيمًا، حليمًا لينًا، مشفقًا على الناس، فإنَّ ذلك مدعاة لقبول الناس منه، وانتفاعهم بدعوته، وهذا هو خلق النبي ﷺ في دعوته للناس، ولهذا امتن الله تعالى على نبيه ﷺ بقوله:

١ واثكْلَ أُمياه: معناه فقدان المرأة لولدها، ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب ولا يراد بها الدعاء، كقولهم: تربت يداك. انظر النهاية، لابن الأثير، ١/٢١٦. ٢ ماكهرني: يعني ما نهرني. ٣ صحيح مسلم، ١/٣٨١، كتب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، رقم ٥٣٧.

1 / 162