المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى

حمود الرحيلي d. Unknown
33

المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى

المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى

প্রকাশক

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

সংস্করণের সংখ্যা

العدد ١١٩-السنة ٣٥

প্রকাশনার বছর

١٤٢٣ هـ/٢٠٠٣م

জনগুলি

رابعًا: ولما كانت دعوتهم في أكمل صورها تتمثل في دعوة إبراهيم ﵊، زاد الله الأمر تأكيدًا، فأمر نبينا محمدًا ﷺ باتباع منهجه فقال: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ ١. والأمر باتباعه يشمل الأخذ بملته التي هي التوحيد ومحاربة الشرك ويشمل سلوك منهجه في البدء بالدعوة إلى التوحيد، وزاد الله تعالى الأمر تأكيدًا – أيضًا - فأمر أمة محمد ﷺ، باتباع ملة هذا النبي الحنيف، فقال تعالى: ﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ ٢. إذن، فالأمة الإسلامية مأمورة باتباع ملته، فكما لا يجوز مخالفة ملته، لا يجوز العدول عن منهجه في الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك ومظاهره ووسائله. خامسًا: قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ ٣. فإذا رجعنا إلى القرآن أخبرنا أن كل الرسل كانت عقيدتهم عقيدة التوحيد وأن دعوتهم كانت تبدأ بالتوحيد وأن التوحيد أهم وأعظم ماجاءوا به. ووجدنا أن الله قد أمر نبينا باتباعهم وسلوك مناهجهم، وإذا رجعنا إلى الرسول نجد أن دعوته من بدايتها إلى نهايتهاكانت اهتمامًا بالتوحيد ومحاربة للشرك ومظاهره وأسبابه ... "٤.

١ سورة النحل، الآية (١٢٣) . ٢ سورة آل عمران، الآية (٩٥) . ٣ سورة النساء، الآية (٥٩) . ٤ منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل، ٩١-٩٢.

1 / 159