﴿جَمِيعًا﴾: حال من الضمير في ﴿اهبطوا﴾، وأبعد ابن عطية في قوله: كأنه قال هبوطًا جميعًا، أو هابطين جميعًا، فجعله نعتًا لمصدر محذوف، أو لاسم فاعل محذوف، كل منهما يدل عليه الفعل. قال: لأن جميعًا ليس بمصدر ولا اسم فاعل، مع منافاة ما قدره للحكم الذي صدره، لأنه قال: أولًا وجميعًا حال من الضمير في اهبطوا. فإذا كان حالًا من الضمير في اهبطوا على ما قرر أولًا، فكيف يقدر ثانيًا؟ كأنه قال: هبوطًا جميعًا، أو هابطين جميعًا. فكلامه أخيرًا يعارض حكمه أولًا، ولا ينافي كونه ليس بمصدر ولا اسم فاعل وقوعه حالًا حتى يضطر إلى هذا التقدير الذي قدره. وأبعد غيره أيضًا في زعمه أن التقدير: وقلنا اهبطوا مجتمعين، فهبطوا جميعًا، فجعل ثم حالًا محذوفة لدلالة جميعًا عليها، وعاملًا محذوفًا لدلالة اهبطوا عليه. ولا يلتئم هذا التقدير مع ما بعده إلا على إضمار قول: أي فقلنا: إما يأتينكم.